يوم ديمقراطي.. كيف تفاعل الخليجيون مع أهم انتخابات في تاريخ تركيا؟

يوسف حمود - الخليج أونلاين

كيف كانت تغطية القنوات التلفزيونية؟

ركزت بشكل كبير على الانتخابات، وبعثت بمراسلين ومذيعين للتغطية الميدانية.

ماذا عن رأي الخليجيين بالانتخابات؟

كثيرون رأوا أن تركيا تدرس العالم معنى الديمقراطية في أجمل صورها.

ماذا عن الطرف الآخر؟

يرى أن الانتخابات شأن تركي.

لم يتوقف العالم، وفي مقدمته دول الخليج، لحظة واحدة عن متابعة الشأن التركي وآخر التطورات في العملية الانتخابية التي انتهت بالأمس، حيث يراقب الخليجيون باهتمام كبير الانتخابات الرئاسية والعامة التي تعد الكبرى والأكثر أهمية في تاريخ تركيا الحديث.

وبينما كرست وسائل الإعلام الكبيرة، وخصوصاً القنوات التلفزيونية الشهيرة عربياً، التي تبث من دول خليجية، تغطية خاصة، اكتظت وسائل التواصل الاجتماعي بآلاف التعليقات والتوقعات والتفاعلات من نشطاء وسياسيين وإعلاميين خليجيين.

وحظيت التجربتين السياسية والاقتصادية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، بإعجاب في العالم العربي ودول الخليج بشكلٍ خاص، مع تزايد الدور التركي في المنطقة بشكل واسع، وهو ما جعل من انتخابات كهذه محط أنظار ومتابعة الجميع.

التغطية الإعلامية

بعد يومٍ طويل شهدته تركيا (14 مايو 2023)، في أهم انتخابات تعيشها في القرن الحديث، تتجه الانتخابات الرئاسية إلى جولة إعادة محتملة بعد ليلة عاصفة تقدم فيها الرئيس رجب طيب أردوغان على منافسه كمال كليجدار أوغلو، لكنه لم يحقق النسبة المطلوبة لحسم الأمور من الجولة الأولى حسب الأرقام شبه الرسمية، فيما حصل حزبه على تقدم أكبر من منافسيه.

وفي وقتٍ بدت فيه تغطية الإعلام الغربي للانتخابات والتطورات العامة في تركيا متحيزة بشكل صريح وفج، إذ مثلت تدخلاً غير مبرر في الشؤون الداخلية للبلاد، ومضت نحو دعم مرشح المعارضة بشكل كبير، كان للإعلام الخليجي، وبالذات القنوات الكبيرة التي تحظى باهتمامٍ عربي واسع، وجود وتغطية كبيرة.

وكالعادة تصدرت قناة 'الجزيرة' القطرية قائمة القنوات الأعلى مشاهدة ومتابعة للانتخابات، ومحاولتها اختيار الحياد في تغطيتها من خلال استضافة ممثلين عن جميع الأطراف المتنافسة، إضافة إلى إيفاد شبكة مراسلين من عدة مدن تركية، ومذيعين لتغطية ميدانية مباشرة.

كما لم تكتفِ قناة 'الجزيرة' بتغطيتها عبر القناة الرسمية فقط، فقد غطت قنوات 'الجزيرة مباشر' و'الجزيرة الإنجليزية' الانتخابات عبر مراسليها أيضاً في تركيا، منذ عدة أيام، لكنها وسعت تغطيتها بشكل متواصل خلال يوم الانتخابات، في حين لم تخلُ التغطية من المواقف الطريفة.

قناة 'العربية' السعودية هي الأخرى اعتمدت على شبكة لمراسليها في عدة مدن رئيسية، وإيفاد مذيعين لنقل الصورة من داخل تركيا بهدف تغطية الانتخابات، إلا أن البعض رآها منحازة في بعض تغطيتها للمعارضة، وسط غضب من البعض من تغطيتها.

ولعل أكثر ما أغضب المتابعين حديث إحدى مراسلات القناة في مداخلة لها يوم الانتخابات (14 مايو) لأكثر من مرة أن الأصوات تتجه لمرشح المعارضة، ونقلت عن شابة تركية أن الاقتصاد هو أحد الأسباب التي تجعلها تصوت لصالح كليجدار أوغلو، ثم انهارت الفتاة من البكاء، حسب قولها.

أما قناة 'سكاي نيوز عربية' الإماراتية فهي الأخرى كان لها اهتمام كبير وتغطية مستمرة للانتخابات في تركيا، وقد لجأت إلى ذات الطريقة المشابهة لقناة 'العربية'، وأثارت استياءً واسعاً على مواقع التواصل، بعد نشرها على صفحتها في 'تويتر' منشوراً تقول فيه إن أردوغان صفع طفلاً قبل إدلائه بصوته داخل لجنة الانتخابات.

وعنونت في تغريدتها قائلة: 'أردوغان يصفع طفلاً في مقر تصويته (..) فمن هو وماذا فعل؟'، ليتضح لاحقاً أن ذلك الطفل هو حفيده، حيث كان يتحدث معه ويمازحه، ليشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هجوماً على القناة، التي اضطرت لاحقاً لحذف المنشور.

يوم ديمقراطي ناجح

على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً في 'تويتر'، حظيت الانتخابات التركية باهتمام الخليجيين، حيث يصف حمد الكواري وزير دولة في قطر، الانتخابات بـ'يوم ديمقراطي بامتياز، يشكل درساً فريداً ونموذجاً يحتذى لعالمنا وجدير بالثناء'، مشيراً إلى أن أردوغان 'أثبت أن الديمقراطية إحدى مبادئه الثابتة'.

أما الكاتب ورئيس تحرير جريدة 'الشرق' القطرية جابر الحرمي، فيرى أن تركيا تقدم 'درساً مهماً في الديمقراطية'، رغم نعت الغرب الرئيس التركي بأنه 'ديكتاتور ومستبد'.

ويضيف: 'هذا الرئيس يذهب في جولة إعادة في انتخابات تركيا مع مرشح المعارضة بكل صدر رحب'، مكملاً بقوله: 'ألم يكن يستطيع أردوغان أن ينظم انتخابات شكلية أو مسرحية ويفوز بها بنسبة 90% كما هو الحال في أقطار عربية وشرق أوسطية'.

بدوره يرى الأكاديمي الإماراتي يوسف خليفة اليوسف أن 'تقارب نسب التصويت للمتنافسين في الانتخابات التركية توكد تنوع الأفكار والبرامج وغياب ظاهرة القطعان البشرية التي تفرز انتصارات مزورة ومشوهة تتعدى 90%، كما هو الحال في أغلب صور المشاركة السياسية في البلدان النامية'.

تقارب نسب التصويت للمتنافسين في الانتخابات التركية توكد على تنوع الافكار والبرامج وغياب ظاهرة القطعان البشرية التي تفرز انتصارات مزورة ومشوهة تتعدى 90 % كما هو الحال في اغلب صور المشاركة السياسية في البلدان النامية … الديموقرطية التركية تزداد رسوخا مهما شابها من قصور

ويشاركه الكاتب القطري محمد فهد القحطاني بقوله: 'إن نزاهة وشفافية الانتخابات التركية تحرج وتفضح الانتخابات العربية الصورية، والقنوات الفضائية العربية شاهد على ذلك'.

ويؤكد الأكاديمي والكاتب الكويتي عبد الله الشايجي، أن ما يحدث في تركيا 'هي الديمقراطية الحقيقية'، مشيراً إلى أن الحسم الفعلي سيكون خلال جولة الإعادة التي من المزمع إقامتها عقب الإعلان الرسمي في الـ28 من مايو الجاري.

أحمد بن راشد، يعلق على من ينتقد الديمقراطية بالشرق الأوسط بقوله: 'طالما زعموا أن الديمقراطية لا تناسب الشرق، وقد أثبتت تركيا العكس'.

ورد على من يزعم أن المسلمين لا تصلح لهم الديمقراطية بقوله: 'ضرب الشعب التركي مثلاً في السلوك الديمقراطي والوعي الانتخابي'، مضيفاً: 'طالما زعموا أن ما أسموه الإسلام السياسي بعبع يهدّد السلام والاستقرار، ويجنح إلى الاستبداد، ويستخدم العنف للانقضاض على السلطة، وهذا الرئيس رجب طيب أردوغان يقدّم للمنطقة وللعالم أروع الدروس في احترام المسلم لقواعد الممارسة الانتخابية'.

أما عبد الرزاق الشايجي فيرى أن من نجاحات انتخابات تركيا أن 'الشعب التركي لا يعرف لهذه اللحظة من هو الفائز'.

'لا شأن لنا'.. وانحيازات

في المقابل يرى الكاتب الإماراتي عبد الله النعيمي، أن الانتخابات التركية لا تهمه 'ولا أي انتخابات أخرى'، مستثنياً فقط الانتخابات الأمريكية، لكنه بذات الوقت يتمنى 'خسارة أي مرشح يحمل فكر الإخوان أو اليسار المتطرف'.

لا تهمني الانتخابات التركية، ولا أي انتخابات أخرى.. باستثناء الأمريكية طبعاً .. لكن في جميع الأحوال أتمنى خسارة أي مرشح يحمل فكر الإخوان أو اليسار المتطرف.

بدوره يرى الكاتب الإماراتي علي العامري أن الانتخابات التركية 'شأن تركي داخلي، الشعب التركي وحده الذي يقرر من يفوز بالرئاسة'، متمنياً للشعب التركي 'كل الخير'.

ويقول أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبد الخالق عبد الله أنه 'بعد احتساب 90% من الأصوات، أردوغان يتراجع وكليجدار يتقدم، لكن لا غالب ولا مغلوب، والحسم في جولة ثانية بتاريخ 28 يونيو'، مرفقاً صورتين إحداهما لأردوغان حزيناً، والأخرى لكليجدار أوغلو مبتسماً وتعلوه نظرة المنتصر.

أما رئيس تحرير 'البيت الخليجي للدراسات والنشر' عادل مرزوق، فقد رأى أن تركيا لها مصالح تجعلها تتدخل في الدول العربية بشكل مباشر وغير مباشر، معتبراً أنه 'من المنطقي جداً أن يكون للدول العربية ولكل عربي (أو حتى مش عربي) موقف أو انحياز لمرشح من مرشحي الرئاسة في انتخابات تركيا'.

فيما كتب الكاتب القطري أحمد اليهري أن الانتخابات التركية 'رغم العديد من التحليلات الرغبوية والمعلومات المضللة من جمهور الطرفين'، إلا أن تحديثات الصحف المحسوبة على الطرفين بتركيا 'كانت كلها صحيحة، والتضارب بينهما يكاد لا يُذكر، وهو أمر يُحسب للطرفين'.

الانتخابات التركية:

رغم العديد من التحليلات الرغبوية والمعلومات المضللة من جمهور الطرفين..

إلا أن تحديثات الفرز لدى وكالتي الانباء:

•الاناضول المحسوبة على الحكومة

•أنكا المحسوبة على المعارضة

كانت كلها صحيحة والتضارب بينهما يكاد لا يُذكر ، وهو أمر يُحسب للطرفين.