اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٠ تموز ٢٠٢٥
أكد الأمين العام لمنظمة «أوپيك»، هيثم الغيص، أن التفاؤل الذي يسود السوق النفطية ليس مجرد أمنيات، بل هو نابع من رؤية واقعية ومدعومة بالبيانات الدقيقة، وتعتمد الواقعية في توقعاتها بعيدا عن التفاؤل المفرط أو التشاؤم وتبتعد عن الأيديولوجيات وتركز على استقرار السوق.
وقال الغيص في مقابلة مع «العربية Business» على هامش الندوة الدولية لمنظمة «أوپيك» في العاصمة النمساوية فيينا، إن منظمة أوپيك، عبر إدارة أبحاثها التي تضم 60 متخصصا، تعتمد على دراسات واقعية وعلمية وبيانات دقيقة للغاية، والتي أثبتت صحتها عاما بعد عام، مقارنة بتوقعات أخرى متشائمة. وتوقع الأمين العام أن يشهد الطلب العالمي على النفط زيادة قدرها 1.3 مليون برميل يوميا خلال عام 2025، مدفوعا بنمو اقتصادي «متين»، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن هذا النمو يغذيه الطلب الموسمي القوي على البنزين والديزل، خاصة في الولايات المتحدة أكبر سوق في العالم بنحو 9 إلى 10 ملايين برميل يوميا، بالإضافة إلى استمرار النمو في حركة الطيران والتجارة العالمية دون تأثر يذكر، وتوقع استمرار الطلب القوي على النفط في الربع الثالث من العام الحالي.
وفي رده على التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى تباطؤ كبير أو فائض في السوق، أكد الغيص أن السوق النفطية أثبتت قدرتها على استيعاب الزيادات في الكميات المنتجة بشكل إيجابي، دون أن يحدث أي انهيار في الأسعار.
وشدد على أن سياسات المنظمة مدروسة بعناية، مستدلا على ذلك بقرار الخفض الطوعي الكبير الذي اتخذته ثماني دول، والذي ساهم في الحفاظ على تماسك السوق واستقرار الأسعار في أوقات صعبة، وهو ما يبرهن على دراية المجموعة العميقة بآليات السوق، مضيفا: «أوپيك لا تملك «بلورة سحرية» لكنها تمتلك دقة عالية في تحليل البيانات». وبشأن عنوان ندوة «أوپيك» لهذا العام «مسارات مستقبل الطاقة»، أوضح الغيص أن الاختيار المتعمد لكلمة «مسارات» بصيغة الجمع بدلا من المفرد، يعكس رؤية «أوپيك» لمفهوم «انتقالات الطاقة» (Energy Transitions) المتعددة. فلكل دولة مسارها الخاص في هذا الانتقال،
ولا يجب فرض أسلوب واحد على جميع الدول أو المناطق. وأكد الأمين العام أن أوپيك تدعم كل مصادر الطاقة وتدعو إلى مفهوم شامل لها، دون تمييز ضد النفط، الغاز، أو حتى الطاقة المتجددة، مشيدا بحضور الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، فرانشيسكو لا كاميرا، كدليل على الحوار والتعاون المستمرين.