اخبار الكويت
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
كامل جميل - الخليج أونلاين
الباحث السياسي د. طارق عبود:ترامب يفضل اختيار شخصيات يثق بولائها الشخصي له، أكثر من اعتمادها على الخبرة المؤسسية.
الباحث السياسي د. هيثم هادي نعمان الهيتي: يرى أن تعيين سافايا وغالب يعكس 'ولاءً سياسياً' داخل الحركة الترامبية 'ماكا' الداعمة للحزب الجمهوري.
أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعيين كل من مارك سافايا مبعوثاً خاصاً إلى العراق، وعامر غالب سفيراً للولايات المتحدة في الكويت، موجة من ردود الفعل المتباينة في الأوساط السياسية والإعلامية.
يُعد تعيين سافايا وغالب خطوة مميزة، إذ يمنح كل منهما منصباً دبلوماسياً باراً بعد أن لعبا دوراً محورياً في تأمين دعم الجاليات المحلية لصالح ترامب خلال الانتخابات الرئاسية.
هذا التقدير من قبل ترامب لسافايا وغالب، وفق محللين، ليس مجرد مكافأة على جهودهما، بل يعكس أيضاً اعتماد الإدارة الأمريكية على علاقاتهما المجتمعية وخلفيتهما العربية، وقدرتهما على تعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة.
اللافت هنا أن كل من سافايا وغالب عُرفا بمواقفهما السياسية المؤيدة لمسار تطبيع العلاقات مع 'إسرائيل'، وهو ما أضاف بعداً حساساً لتعيينهما، لا سيما في بلدان تشهد توازنات إقليمية دقيقة مثل العراق والكويت.
ولد في بغداد لعائلة مسيحية كلدانية، وهاجر مع أسرته إلى الولايات المتحدة في التسعينيات.
برز خلال مشاركته النشطة في حملة ترامب الانتخابية، واستقطابه دعم الجاليات الكلدانية والعربية لصالح الحزب الجمهوري.
يرأس شركتين متخصصتين في زراعة وتوزيع القنب (الماريجوانا).
معروف بمواقفه المؤيدة لترامب، وساهم في بناء جسور التواصل بين حملة ترامب والجاليات العربية، ما أكسبه ثقلاً داخل دوائر صنع القرار.
عيّن مبعوثاً خاصاً للرئيس الأمريكي إلى العراق في أكتوبر 2025، وهي الخطوة الأولى له في العمل الدبلوماسي.
يمني مسلم، ولد عام 1979، وهاجر إلى الولايات المتحدة عام 1997.
كان عضواً في الحزب الديمقراطي، ثم أعلن تأييده لترامب في انتخابات 2024.
انتخب عمدة لمدينة هامتراميك الصغيرة في ميشيغان عام 2021، ليصبح أول عربي أمريكي ومسلم يتولى حكم المدينة.
أثار ضجة عندما حظر مع مسلمين محافظين آخرين علم المثليين من سارية عامة، مما أغضب الليبراليين.
يبدي اعتقاده بأن ترامب قادر على إنهاء الصراعات في الشرق الأوسط.
ساهم في تعزيز قاعدة الجمهوريين بين المهاجرين والمسلمين المحليين في ميشغان.
دونالد ترامب قال حول تعيين مارك سافايا مبعوثاً خاصاً في العراق بأنه يأتي لفهم سافايا العميق للعلاقات العراقية الأمريكية وصلاته الإقليمية، مؤكداً أن مهمته ستركز على تعزيز المصالح الأمريكية والتواصل المباشر مع المسؤولين العراقيين.
وأوضح ترامب في منشور على 'تروث سوشيال' أن سافايا سينسق المبادرات المشتركة ويضمن شفافية التواصل بين الحكومتين بشأن الأولويات الأمنية والسياسية والاقتصادية، مشيداً بدوره في حملته الانتخابية عام 2024، ولا سيما في حشد الناخبين المسلمين في ميشيغان.
في بغداد، رحّبت الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان بالتعيين، فيما عدّ وزير الخارجية الأسبق هوشيار زيباري الخطوة اعترافاً بأن الوضع في العراق يحتاج إلى معالجة خارج الأطر الدبلوماسية التقليدية.
بدوره كتب السياسي مشعان الجبوري على 'إكس' متسائلاً: 'هل نشهد تجربة مشابهة لملف لبنان؟'.
وفي واشنطن، خضع عامر غالب لجلسة استماع حادة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، حيث سأله السيناتور تيد كروز عن منشور قديم وصف فيه صدام حسين بـ'الشهيد'. ورد غالب قائلاً: 'لا أعتبره كذلك، لقد كان ديكتاتوراً تسبب في معاناة كثيرين'، مشيراً إلى أن المنشور كان 'تصرفاً غير موفق'.
وأكد غالب أنه لا يدعم حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، ويرى في اتفاقيات أبراهام فرصة لبناء زخم نحو سلام تقوده إدارة ترامب، نافياً في الوقت نفسه أي صلة حالية له بجماعة الإخوان المسلمين.
وفي ختام الجلسة، أعلن كروز معارضته لتثبيته، فيما أكد غالب استعداده لتنفيذ سياسات الرئيس ترامب وتعزيز العلاقات الأمريكية الكويتية باحترام متبادل.
المحلل السياسي د. هيثم هادي نعمان الهيتي يرى أن تعيين دونالد ترامب لمارك سافايا مبعوثاً في العراق، وعامر غالب سفيراً في الكويت، يعكس 'ولاءً سياسياً' داخل الحركة الترامبية 'ماكا' الداعمة للحزب الجمهوري.
وأضاف الهيتي، في حديث لـ'الخليج أونلاين'، أن الخطوة تمثل مكافأة لشخصيات ساهمت في فوز ترامب داخل المجتمعين المسلم والعربي في الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن سافايا من أصول عراقية وأثبت قدرته عندما ساهم في الإفراج عن الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف التي كانت محتجزة لدى ميليشيات عراقية، بينما لعب غالب دوراً بارزاً في تعزيز النفوذ الأمريكي في الكويت.
وأوضح الهيتي أن الهدف من هذه التعيينات هو إنشاء خطوط اتصال مباشرة مع بغداد والكويت لتجاوز العقبات البيروقراطية والدبلوماسية، مبيناً أن سافايا سيكون حلقة وصل بين ترامب ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في حين سيشكّل غالب قناة اتصال مع الكويت.
وأشار إلى أن واشنطن تنظر إلى العراق والكويت كدولتين محوريتين في قضايا النفط والممرات الإقليمية، بما في ذلك 'طريق الحرير' و'الخط الموازي لإيران'، لافتاً إلى أن هذه الخطوة قد تمنح السوداني فرصة لاتخاذ قرارات حاسمة لإنهاء تسليح الميليشيات بدعم أمريكي مباشر.
ويواجه العراق نفوذ ميليشيات مسلّحة موالية لإيران، تعتبرها الإدارة الأمريكية تهديداً للاستقرار الإقليمي، ودعت مراراً الحكومة العراقية إلى ضبط سلاحها وإنهاء وجودها المسلح.
بدوره، يقول الباحث في الشؤون الدولية د. طارق عبود، إن الرئيس دونالد ترامب يتبع نهجاً واضحاً في تشكيل فريقه، يقوم على تعيين شخصيات من خارج المنظومة الدبلوماسية التقليدية في واشنطن، مفضلاً الاعتماد على أشخاص تجمعه بهم علاقات شخصية وثقة متبادلة.
وأوضح عبود في حديث لـ'الخليج أونلاين' أن هذا التوجه تجلى في اختيارات ترامب السابقة، مثل ستيف ويتكوف وتوماس باراك وجاريد كوشنر ومورغان أورتاغوس، لافتاً إلى أن الرئيس الأمريكي يسعى من خلال هذه التعيينات إلى تجاوز نفوذ الدولة العميقة والبيروقراطية السياسية الراسخة في العاصمة الأمريكية.
وأشار إلى أن ترامب، وبعد تنحية مستشار الأمن القومي، مايكلوالتز، في يونيو الماضي، لم يعين بديلًا حتى الآن، موضحاً أنه 'اكتفى بإحالة الملف إلى وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي يبدو أن دوره ما زال هامشياً في دوائر القرار الأساسية'.
وعليه، يرى عبود أن ترامب يفضل اختيار شخصيات يثق بولائها الشخصي له، أكثر من اعتمادها على الخبرة المؤسسية، مع اهتمامه بـ'كسب رضى اللوبي اليهودي في واشنطن لمتابعة ملفات حساسة'، وفق عبود.


































