اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١١ أيلول ٢٠٢٥
ريم قاسم -
لطالما وجهت أصابع الاتهام للبيض باعتباره غنيا بالكوليسترول، حتى ان كثيرين حظروا إدراجه في الأنظمة الغذائية الخافضة للكوليسترول. لكننا نعلم الآن أن هذه السمعة السيئة لا أساس لها ومع ذلك، فإن طريقة تحضيره مهمة للغاية.
يُعاني ما يقرب من واحد من كل خمسة أفراد حول العالم من ارتفاع الكوليسترول، الذي يعد أحد أهم عوامل الخطر لأمراض القلب والأوعية الدموية، إلى جانب داء السكري والتدخين.
ويعتبر النظام الغذائي عاملاً أساسياً في حالات ارتفاع الكوليسترول في الدم. فهل تناول البيض آمن، وخاصةً في مختلف أنواع العجة؟
تقول خبيرة التغذية ألكسندرا مورسييه - في مقابلة مع مجلة Sante الفرنسية - إن البيض غني بالبروتين العالي الجودة، والمغذيات الأساسية وخاصةً فيتامينات D وA وE التي تذوب في الدهون، ومضادات الأكسدة (اللوتين والزياكسانثين)، كما أنه مفيد جداً بشكل خاص لمن لا يفضلون اللحوم ويجدون صعوبة في تلبية احتياجاتهم من البروتين.
وتضيف «والأهم من ذلك، أن الأحماض الدهنية الموجودة في البيض غير مشبعة في الغالب، وبالتالي فهي مفيدة جدًا لصحة القلب».
◄ هل يزيد البيض (وخاصةً صفاره) من الكوليسترول؟
من المهم التمييز بين محتوى الكوليسترول في الطعام وقدرته على رفع مستويات الكوليسترول في الدم كما من المهم أيضًا تذكر أن الكوليسترول ضروري للصحة، وأن التخلص منه أو تقليله ليس خيارًا. فهو ضروري لسلامة وظائف الخلايا العصبية، ويشارك في انتاج فيتامين د، وهو المادة الأولية للهرمونات الستيرويدية.
هناك نوعان من الكوليسترول: كوليسترول البروتين الدهني المنخفض الكثافة وكوليسترول البروتين الدهني العالي الكثافة، وهو المسؤول عن حماية الشرايين.
وتوضح الخبيرة أن النسبة بين النوعين هي الأهم، للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، أظهرت الدراسات أن تناول البيض بانتظام يزيد من كوليسترول البروتين الدهني العالي الكثافة، وبالتالي يزيد من هذه النسبة.
وأشارت دراسة علمية نُشرت في مجلة Life عام 2022 إلى أن تناول البيض باعتدال، بما يصل إلى بيضة واحدة يوميًا، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتوضح خبيرة التغذية أن البيض يحتوي بالتأكيد على كمية كبيرة من الكوليسترول - حوالي 200 ملغ لكل بيضة، معظمها موجود في صفار البيض - إلا أننا نعلم الآن أن الكوليسترول الغذائي ليس له تأثير يُذكر على مستوى الكوليسترول في الدم.
◄ عدم الإفراط
تشدد خبيرة التغذية على انقضاء أيام حظر البيض أو على الأقل تقييده تمامًا على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول.
وتضيف «نعلم الآن أن الأسباب الرئيسية لزيادة الكوليسترول السيئ في الدم هي الدهون المشبعة والمتحولة، بما في ذلك الأطعمة التجارية الفائقة المعالجة (مثل الكعك والمعجنات والفطائر ورقائق البطاطس)، واللحوم الدهنية واللحوم الجاهزة والأجبان، لذا، لا يتأثر البيض إلا بشكل طفيف، ولا توجد موانع حقيقية لتناوله بانتظام».
ومع ذلك، وكما هو الحال مع جميع الأطعمة، يُنصح بتنويع نظامك الغذائي قدر الإمكان لتلبية جميع احتياجاتك وتجنب الإفراط. لذلك، يُفضل التنويع في مصادر البروتين، وعدم الاكتفاء بتناول البيض يوميًا.
من الجدير بالذكر أيضًا أن إضافة الخضروات إلى البيض يُنصح بها لغناها بالألياف الغذائية التي تُعدّ حليفًا للنظام الغذائي المُخفّض للكوليسترول، إذ تُحبس الدهون، وبالتالي تُقلّل من امتصاص الكوليسترول الغذائي، لذا، لا تتردد وفق الخبيرة في إضافة الفطر أو الفلفل أو حتى الكوسا إلى عجة البيض، أو تقديمها مع سلطة خضراء أو طبق خضار مُقلى مع البيض المقلي أو المسلوق.
◄ نصائح للأصحاء
إذا لم يكن لديكم ارتفاع في كوليسترول الدم، فلا يُمنع تناول البيض يوميًا، لكن طريقة طهيه قد تؤثر وفق اختصاصية التغذية التي تنصح باختيار البيض المطبوخ من دون دهون أي المسلوق، ولتحضير أطباق مثل العجة أو البيض المخفوق استخدموا الزيت النباتي (زيت الزيتون مثلًا) بدلًا من الزبدة. كذلك، قللوا من الأطباق التي تحتوي على مكونات غنية بالدهون المشبعة، مثل اللحوم المقددة والجبن والكريمة الطازجة.