اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٦ شباط ٢٠٢٥
قال تقرير شركة كامكو إنفست إنه بعد انخفاضها لثلاثة أسابيع متتالية، استقرت أسعار النفط الخام الأسبوع الماضي، وتم تداولها عند المستويات التي سجلتها في نهاية العام الماضي، قبل الإعلان عن العقوبات على روسيا. ويعكس هذا التراجع تصاعد المخاوف بشأن حالة عدم اليقين المتعلقة بالسياسات التجارية الأمريكية، وإمكانية بدء محادثات سلام بين واشنطن وموسكو، قد تفضي إلى التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، بما قد يمهد لاستئناف إمدادات النفط الروسية. كما ساهمت عدة عوامل أخرى في الضغط على الأسعار، من ضمنها ارتفاع المخزونات الأمريكية، وزيادة مشتريات الخام الروسي من قبل المشترين الآسيويين قبل سريان العقوبات، وقوة الدولار. في المقابل، وجدت الأسعار دعماً مؤقتاً بفعل تشديد العقوبات على إيران والهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآت نفطية في روسيا وأوكرانيا.
أما على جانب الطلب، فقد واجه النفط تحديات متزايدة في ظل تصاعد المخاوف، بشأن التداعيات الاقتصادية للحروب التجارية وفرض الرسوم الجمركية والتدابير المضادة من قبل الشركاء التجاريين. كما أن استمرار معدلات التضخم المرتفعة، وفقاً للبيان الصادر الأسبوع الماضي من الولايات المتحدة، إلى جانب توقعات بإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، قد يضغط على الطلب العالمي على النفط. وتشير التقديرات إلى أن النزاعات التجارية الناتجة عن فرض الرسوم الجمركية، قد تؤدي إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 1 في المئة. في المقابل، عاد ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي إلى الواجهة، مما أعاد النقاش حول إمكانية زيادة استخدام النفط في توليد الكهرباء. وقد أدت موجة الطقس البارد ونقص المخزونات السريع في أوروبا إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي الأسبوع الماضي لأعلى مستوياتها المسجلة في عامين.
من جهة أخرى، تسببت العقوبات الأمريكية المفروضة على النفط الخام الروسي والإيراني في زيادة حادة لكميات النفط المخزنة على ناقلات خاضعة للعقوبات، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة استخدام الناقلات غير المشمولة بالعقوبات. ونتيجة لذلك، قفزت التكاليف التي تتحملها المصافي بين 2 إلى 3 دولارات للبرميل، فيما تضاعفت تكاليف النقل البحري ثلاثة أضعاف مقارنة بمعدلات ما قبل العقوبات.
ووفقاً لتقرير صادر عن وكالة رويترز، استناداً إلى بيانات «كبلر»، بلغ النفط الإيراني المخزن على الناقلات أعلى مستوياته منذ أكثر من عام، متجاوزاً 25 مليون برميل، في حين سجل الخام الروسي أعلى مستوياته في شهرين عند 88 مليون برميل بنهاية يناير 2025. وعلى الرغم من تفريغ بعض هذه الشحنات مؤخراً، مما خفف جزئياً من اختناق الإمدادات المنقولة بحراً، فإن انخفاض الصادرات الروسية لعب دوراً إضافياً في تقليص التخمة النفطية.
وفي هذا السياق، سارعت المصافي الآسيوية، خاصة في الهند والصين، إلى تكثيف مشترياتها من النفط الخام الروسي خلال أول شهرين من العام، قبيل دخول العقوبات حيز التنفيذ.
وتشهد أسواق النفط العالمية تحولات هيكلية مع قيام المشترين بإعادة ترتيب سلاسل التوريد للامتثال للعقوبات المفروضة على بعض المنتجين الرئيسيين. ومن المتوقع أن تعزز الصين مشترياتها من النفط الخام الأمريكي والغاز الطبيعي المسال خلال الأشهر المقبلة في إطار جهودها لمعالجة اختلال التوازن التجاري، بينما قد تعوض الهند أي انخفاض في وارداتها بسبب الرسوم الجمركية. وفي سياق أوسع، تشير التوقعات إلى ارتفاع حاد في واردات النفط الخام الآسيوية من أنغولا والبرازيل في فبراير 2025.
الاتجاهات الشهرية لأسعار النفط
وصلت أسعار النفط الخام إلى أدنى مستوياتها المسجلة منذ بداية العام، وتم تداولها في نطاق 74 دولاراً للبرميل الأسبوع الماضي، مدفوعة بالانخفاضات المستمرة التي شهدتها. وانعكست الانخفاضات أيضا في الفروقات الزمنية بين أسعار العقود الآجلة للنفط لفترات الاستحقاق المختلفة، مما يشير إلى ضعف السوق. ووفقاً لوكالة بلومبيرغ، تقلص فارق سعر مزيج خام برنت إلى أدنى مستوياته المسجلة منذ أواخر ديسمبر 2024 الأسبوع الماضي، في حين مال سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى التراجع بنحو 11 سنتاً فقط للبرميل، مقارنة بفارق يزيد على دولار واحد للبرميل خلال الشهر السابق. وتعكس الانخفاضات حالة عدم اليقين المتعلقة بالسياسات التجارية الأمريكية، في ظل فرض الرسوم الجمركية والتعريفات المضادة من الشركاء التجاريين، بالإضافة إلى الأخبار التي تفيد بتوصل الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق حول المحادثات المتعلقة بإنهاء الحرب مع أوكرانيا، مما قد يؤدي إلى زيادة إمدادات النفط الروسية. وجاء انخفاض الأسبوع الماضي أيضا بعد أن كشفت البيانات عن ارتفاع المخزونات الأمريكية للأسبوع الثالث على التوالي، بعد انخفاضها على مدار الأسابيع التسعة السابقة. وجاءت تلك الزيادة بعد أن قامت شركات النفط الخام الكندية والمكسيكية بتسريع وتيرة الصادرات إلى الولايات المتحدة قبل دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ.
وفيما يتعلق بالاتجاهات الشهرية للأسعار، سجلت أسعار كل درجات النفط الخام تقريباً مكاسب ملحوظة خلال شهر يناير2025، مقارنة بمتوسط الأسعار في ديسمبر 2024. وشهد الشهر الماضي أيضا اختراق أسعار النفط الخام حاجز 75 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر، وتم تداوله فوق مستوى 75 دولاراً للبرميل خلال معظم فترات الشهر. وشهد متوسط سعر العقود الفورية لمزيج خام برنت أعلى معدل نمو شهري منذ 16 شهراً بارتفاع بلغت نسبته 7.5 في المئة، ليصل إلى 79.3 دولاراً للبرميل في يناير 2025 مقابل 73.8 دولاراً للبرميل في المتوسط خلال شهر ديسمبر 2024.
من جهة أخرى، ارتفع متوسط سعر السلة المرجعية للأوبك بنسبة 8.6 في المئة، مما يعد أعلى معدل نمو شهري يتم تسجيله في 34 شهراً منذ مارس 2022 ليصل إلى 79.4 دولاراً للبرميل، في حين زاد سعر خام التصدير الكويتي ووصل إلى أعلى مستوياته المسجلة في سنوات عدة بنمو بلغت نسبته 9.1 في المئة ليصل في المتوسط إلى 80.4 دولاراً للبرميل خلال شهر يناير 2025. في الوقت ذاته، كشفت تقديرات الإجماع لسعر مزيج خام برنت مراجعة صعودية للأسعار خلال الفترات الست ربع السنوية المقبلة. وارتفعت توقعات الإجماع للربع الأول من عام 2025 بمقدار دولار واحد للبرميل، ليصل السعر إلى 75 دولاراً للبرميل، وفقا للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبيرغ، في حين ارتفعت توقعات الربع الرابع من عام 2025 هامشياً إلى 73 دولاراً للبرميل.
الطلب العالمي على النفط
تم الإبقاء على توقعات نمو الطلب العالمي على النفط لعام 2025 من دون تغيير، وفقاً لأحدث تقرير شهري صادر عن الأوبك. وكشف التقرير عن نمو الطلب بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا هذا العام، إلى جانب توقع أن يبلغ متوسط الطلب 105.2 ملايين برميل خلال العام. إلا انه تم تعديل توقعات الطلب على الصعيد الإقليمي.
وفيما يتعلق بالدول التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تم خفض توقعات نمو الطلب في الدول الواقعة في الأمريكتين بمقدار 0.03 مليون برميل يوميا، ليصل متوسط الطلب إلى 25.08 مليون برميل يومياً، مع توقع انخفاض الطلب في الولايات المتحدة بمقدار 0.01 مليون برميل يوميا، مقارنة بالتوقعات السابقة ليصل إلى 20.51 مليون برميل يوميا في عام 2025، مما يشير إلى مزيد من المراجعات الهبوطية للطلب من الدول غير الأمريكية في المنطقة. وقابلت ذلك مراجعة تصاعدية للطلب من قبل الدول الأوروبية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ونظيراتها في آسيا والمحيط الهادئ. أما على صعيد الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أظهرت المراجعات في معظمها تراجع نمو الطلب خلال العام على خلفية نمو الطلب من الصين بوتيرة أقل من المتوقع، وهو الأمر الذي قابله جزئياً رفع توقعات نمو الطلب من دول آسيا الأخرى. في الوقت ذاته، أظهرت أحدث توقعات نمو الطلب العالمي على النفط الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية زيادة توقعات نمو الطلب بنحو 0.1 مليون برميل يومياً، بمعدل نمو قدره 1.1 مليون برميل يوميا في عام 2025 ليصل متوسط الطلب إلى 104 ملايين برميل يومياً. وأكدت وكالة الطاقة الدولية أن الصين ستظل المحرك الرئيسي لنمو الطلب هذا العام، بينما من المتوقع أيضا أن تشهد الهند ودول آسيوية أخرى تزايد الاستهلاك خلال العام.
كما أبقت الأوبك على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2026 من دون تغيير عند 1.43 مليون برميل يوميا، مع توقع أن يبلغ متوسط الطلب 106.63 ملايين برميل يومياً خلال العام. أما على أساس كل دولة على حدة، فقد تم خفض توقعات الطلب للدول الأمريكية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى جانب الصين وأمريكا اللاتينية. في المقابل، تم رفع توقعات الطلب للدول الأوروبية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ونظيراتها في آسيا والمحيط الهادئ ومناطق آسيا الأخرى.
العرض من خارج الأوبك
انخفضت إمدادات النفط العالمية بنحو مليون برميل يوميا، لتصل إلى 102.7 مليون برميل يومياً في يناير 2025، وفقاً لأحدث تقرير شهري لوكالة الطاقة الدولية. ويعزى الانخفاض إلى برودة الطقس بمعدلات أكثر من تلك المعتادة موسمياً، الأمر الذي أثر على إمدادات أمريكا الشمالية، إلى جانب انخفاض الإنتاج في نيجيريا وليبيا.
كما أثر الطقس البارد على عمليات التكرير العالمية، التي انخفضت بمقدار مليون برميل يوميا إلى 82.9 مليون برميل يوميا في يناير 2025، متأثرة أيضاً بأعمال الصيانة المخطط لها، التي قللت من عمليات التشغيل في الولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بالمخزونات، كشف تقرير وكالة الطاقة الدولية عن انخفاض مخزونات النفط العالمية بمقدار 49.3 مليون برميل يومياً في يناير 2025، وفقاً للبيانات الأولية التي تأثرت بسحب كميات هائلة من مخزونات النفط الخام في الصين خلال الشهر، بعد انخفاضها بمقدار 17.1 مليون برميل يوميا في ديسمبر 2025.
من جهة أخرى، خفضت الأوبك توقعاتها لإمدادات السوائل النفطية للدول غير المشاركة في ميثاق التعاون المشترك خلال عام 2025 بمقدار 0.07 مليون برميل يومياً، وتتوقع الآن نمو الإمدادات من الدول غير المشاركة في ميثاق التعاون المشترك بمقدار 1.01 مليون برميل يومياً خلال العام، لتصل في المتوسط إلى 54.21 مليون برميل يومياً. كما تم خفض توقعات الإمدادات من كل من الدول الأعضاء وغير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. إذ تم خفض توقعات نمو العرض لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 0.02 مليون برميل يوميا إلى 32.4 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق، في حين كانت المراجعة الهبوطية للتوقعات الخاصة بالدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أكثر حدة بمقدار 0.05 مليون برميل يومياً، لتصل إلى 19.23 مليون برميل يومياً. وأظهرت توقعات وكالة الطاقة الدولية أنه من المتوقع أن ترتفع إمدادات النفط العالمية بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا هذا العام، لتصل إلى 106.5 ملايين برميل يومياً، في ظل تركيز الزيادة بصفة رئيسية من الدول غير المشاركة في ميثاق التعاون المشترك. وتتوقع الوكالة أن ينخفض إنتاج النفط في روسيا إلى ما دون مستوى 9 ملايين برميل يومياً خلال الأشهر المقبلة، وذكرت أن التخفيضات قد تزداد إذا استمر نقص الناقلات والانقطاع المتكرر لعمليات التكرير. كما جاء هذا الانخفاض أيضاً بعد الهجمات الأخيرة، التي تعرضت لها المنشآت النفطية، في الوقت الذي تظهر فيه بيانات صادرات النفط الخام مؤشرات دالة على الضعف.
كما خفضت الأوبك توقعات نمو العرض لعام 2026 للدول غير المشاركة في ميثاق التعاون المشترك بمقدار 0.17 مليون برميل يومياً، ومن المتوقع الآن أن يبلغ في المتوسط 55.21 مليون برميل يومياً خلال العام. وكان التنقيح واسع النطاق، وأُجري على المنتجين الأعضاء وغير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على حد سواء.
إنتاج الأوبك من النفط الخام
انخفض إنتاج الأوبك من النفط الخام للشهر الثاني على التوالي في يناير 2025، ليصل في المتوسط إلى أدنى المستويات المسجلة في ثلاثة أشهر، مرتفعاً قليلاً عن مستوى 27 مليون برميل يومياً، وفقا للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبيرغ. ويعزى الانخفاض الشهري البالغ 70 ألف برميل يومياً للشهر الثاني على التوالي بصفة رئيسية إلى الانخفاض الحاد لإنتاج العراق، إلى جانب انخفاض الإنتاج في نيجيريا وليبيا. وقد قابلت هذه الانخفاضات جزئياً زيادة الإنتاج في كل من الكويت وفنزويلا والإمارات.
وكشف البيانات الصادرة عن مصادر الأوبك الثانوية انخفاض الإنتاج هامشياً إلى 121 ألف برميل يومياً، ليصل بذلك متوسط الإنتاج خلال الشهر إلى 26.7 مليون برميل يومياً، مدفوعاً بانخفاض واسع النطاق في الإنتاج عبر مجموعة الأوبك. وكان التغيير في الإنتاج لمجموعة الدول غير المشاركة في ميثاق التعاون المشترك بصفة عامة متطابقاً تقريباً مع بيانات الأوبك بانخفاض قدره 118 ألف برميل يومياً. إلا انه على مستوى كل دولة على حدة، أظهرت بيانات الدول غير المشاركة في ميثاق التعاون المشترك زيادة إنتاج كازاخستان، الأمر الذي قابله بالكامل تقريبا انخفاض إنتاج كل من المكسيك وروسيا.
وكان إنتاج النفط في العراق قد انخفض في يناير 2025، بعد أن شب حريق في أحد أكبر حقول النفط، الأمر الذي أثر سلباً على الإنتاج. إذ انخفض الإنتاج في حقل الرميلة النفطي بمقدار 0.3 مليون برميل يومياً خلال الأسبوع الأخير من الشهر. وعلى الرغم من إخماد الحريق، فإن استعادة الإنتاج إلى المستويات السابقة البالغة 1.2 مليون برميل يومياً كانت غير مؤكدة. ويؤدي انخفاض الإنتاج إلى زيادة امتثال إنتاج النفط العراقي مع حصة الأوبك وحلفائها البالغة 4 ملايين برميل يومياً، ودعم زيادة معدلات الامتثال لتعويض قلة مستويات الامتثال في وقت سابق.