اخبار الكويت
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٥ أيلول ٢٠٢٤
كمال صالح - الخليج أونلاين
ما أهداف جمعية 'كويتيون لأجل القدس' التي أُنشئت مؤخراً؟
يمكن القول إن الكويت من الدول القلائل التي يتسابق فيها الموقفان الرسمي والشعبي لتقديم كافة أشكال الدعم والتأييد للشعب الفلسطيني، في مختلف المحطات والمراحل التاريخية.
ولا يتوقف الدعم والإسناد الكويتي للشعب الفلسطيني، خصوصاً خلال الأشهر الماضية، حيث وسعت الدولة الخليجية من دعمها لغزة عبر جسر إغاثي مباشر، فضلاً عن إنشاء كيانات تُعنى بتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني، في مختلف المجالات.
ويوم السبت (31 أغسطس)، أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية الكويتية إشهار جمعية 'كويتيون لأجل القدس' الخيرية، التي تهدف لتعزيز التضامن الاجتماعي والثقافي بين الشعبين الفلسطيني والكويتي.
كويتيون لأجل القدس
وتهدف جمعية 'كويتيون لأجل القدس' إلى توعية المجتمع بأهمية التضامن مع الشعب الفلسطيني، وبما يعزز روح التطوع لدى الكويتيين، ومشاركتهم في المشاريع الخيرية للجمعية.
وينسحب نشاطها من ميدان الوعي والثقافة إلى المشاريع التنموية والصحية والتعليمية، إذ ستعمل هذه الجمعية على دعم المشاريع التنموية التي تخدم الإنسان الفلسطيني في مجال الصحة، من خلال إنشاء مراكز صحية، ودعم المرضى، وإجراء العمليات، ودعم المراكز الصحية.
كما ستتولى دعم المشاريع في مجال التعليم بإنشاء مراكز تعليمية، ودعم طلاب العلم، وأيضاً تقديم الدورات المهنية والحرفية في الأراضي الفلسطينية.
وسيدير شؤون الجمعية مجلس مكوّن من 5 أعضاء، يتم اختيارهم بمعرفة الجمعية العمومية لمدة سنتين قابلة للتجديد، بسحب القرار الذي تم نشره في الجريدة الرسمية.
كلنا غزة
ومنذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع، هبت الكويت حكومة وشعباً لإسناد سكان القطاع بكل أشكال الدعم، ولا سيما الدعم الإغاثي والإنساني، وكذلك الإعلامي، إلى جانب الدعم السياسي المشهود له.
وفي نوفمبر الماضي، أطلقت جمعية السلام الخيرية الكويتية، بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والأهلية في الكويت، حملة 'كلنا غزة'، بمشاركة أكثر من 80 جهة حكومية وخاصة، ومن ذلك الشركات والمصانع والمؤسسات، تم خلالها جمع التبرعات لصالح سكان القطاع.
وفي الكويت عديد من المبادرات والهيئات الرسمية والأهلية المساندة لقضية فلسطين والقدس وغزة، منها على سبيل المثال جمعية الصداقة والتعاون الفلسطيني الكويتي، ومبادرة 'مبادرون لأجل فلسطين'، فضلاً عن الجمعيات المعروفة كـ'الجمعية الكويتية للعمل الإنساني، والهلال الأحمر الكويتي، والجمعية الكويتية للإغاثة، وجمعية الرعاية الإسلامية، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية'.
وأطلقت هيئات وجمعيات خيرية كويتية، بعد أيام من العدوان على غزة مطلع أكتوبر الماضي، حملة شعبية بعنوان 'فزعة لفلسطين'، بمشاركة 23 جمعية لدعم الشعب الفلسطيني، بالتعاون مع وزارة الخارجية ووزارة العمل.
بدورها أطلقت جمعية الهلال الأحمر الكويتي، 9 أكتوبر، حملة لجمع التبرعات للشعب الفلسطيني، تحت شعار 'أغيثوا فلسطين'، عبر الموقع الإلكتروني للجمعية، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الكويتية.
ومنذ الـ23 من أكتوبر 2023، أطلقت الكويت جسراً إغاثياً لدعم سكان غزة، ومنذ ذلك الحين تدفقت المساعدات الإغاثية والإيوائية والغذائية والطبية على سكان القطاع، في حين بلغ حجم المساعدات عبر 'الجمعية الكويتية للإغاثة'، حتى منتصف يونيو الماضي، قرابة 16 مليون دولار، فضلاً عن بقية الجمعيات والجهات الخيرية الرسمية والأهلية.
كما أرسلت الكويت، أواخر مارس ومطلع أبريل، وفداً طبياً يتكون من أطباء وإعلاميين كويتيين للمشاركة في معالجة الجرحى، وإعانة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقاموا بإجراء عمليات في المستشفى الكويتي في رفح، وكذا المستشفى الأوروبي أيضاً.
رسالة للشعب الفلسطيني
ويأتي تأسيس جمعية 'كويتيون لأجل القدس' كلبنة في بناء الموقف الكويتي الثابت والتاريخي تجاه القضية الفلسطينية، وحول هذا يقول الصحفي والمحلل السياسي الكويتي محمد العرادة، إن إنشاءها يمثل بادرة جيدة، لافتاً إلى أن بلاده دائماً 'سباقة ومستمرة في دعم الأشقاء الفلسطينيين في كل المحافل'.
وأضاف العرادة في تصريح لـ'الخليج أونلاين'، أن إنشاء جمعية 'كويتيون لأجل القدس' يوصل رسالة، وإن كانت معنوية ورمزية، إلى كافة الشعب الفلسطيني، وإلى دول العالم بشكل مجمل، بأن 'القضية الفلسطينية في وجدان كل كويتي، وفي وجدان كل عربي شريف'.
ولفت إلى أن الشعب الكويتي 'ثابت على مبادئه، ومتمسك بعروبته، ويدعم القضية الفلسطينية، لأن الكويتيين يرون أن دعمها استحقاق إسلامي أولاً، ثم استحقاق عربي، كما أنه يعكس شعوراً مر به الكويتيون، بفقدان الوطن إبان الاحتلال الغاشم في عام 1990'.
مواقف مشرفة وثابتة
ويرى العرادة أن الموقف الكويتي الرسمي والشعبي يعتبر 'مشرفاً'، لافتاً إلى أن 'الكويت مستمرة في دعم كافة القضايا الإسلامية والعربية والخليجية، ولم الشمل العربي في كافة المحافل، ولم الشمل الخليجي، إضافة إلى دعم تسوية المنازعات في الدول الإسلامية'.
وفيما يتعلق بالاحتلال، أو الاضطهاد الذي يتعرض له المسلمون في كل مكان، يقول العرادة: 'الكويت سباقة لدعم القضايا التي فيها حس إسلامي وعربي، ومن أبرز هذه القضايا القضية الفلسطينية؛ لكون هذه القضية تحمل بعداً عربياً وبعداً إسلامياً'.
وبيّن الصحفي والمحلل السياسي الكويتي أن الموقف الرسمي والشعبي لا يزال متمسكاً بدعم القضية الفلسطينية، وهو الموقف الذي يدركه ويعيه الشعب الفلسطيني.
واختتم العرادة حديثه لـ'الخليج أونلاين' بالقول: 'أما بخصوص المأساة في غزة، فالكويت قيادةً وشعباً ساهمت بإرسال كافة المؤن، عبر منفذ رفح، وما تزال تناشد وتخاطب المجتمع الدولي؛ لكون الكويت دولة صغيرة في المساحة، ولكن لها مكانة ثابتة في المجتمع الدولي، وتوصل هذه الرسالة عبر القنوات الرسمية'.