الروبوتات المنزلية الشخصية.. فقاعة «أبل» الجديدة

قبل أسابيع قليلة، كشفت تقارير عن إلغاء شركة «أبل» مشروعها المستمر منذ حوالي 10 سنوات لتصنيع سيارة كهربائية. لكن الشركة الأمريكية لا تزال تبحث عن مصدر جديد للدخل، بالتزامن مع التحديات والعقبات التي تواجهها في الفترة الأخيرة.

ذكرت «بلومبيرغ» أن «أبل» تستكشف تطوير روبوتات منزلية شخصية، في إطار السعي لتنويع مصادر الإيرادات ودخول أعمال جديدة ذات آفاق إيجابية.

ويعمل فريق المهندسين على تطوير روبوت يمكنه تتبع المستخدمين في منازلهم، إضافة إلى جهاز آخر يوضع على المنضدة يستخدم الروبوتات لتدوير شاشة العرض، ما قد يشمل تتبع المستخدم خلال مكالمات الفيديو مثلاً.

تكمن الفكرة وراء روبوت العرض الذكي في تقليد حركة رأس الشخص، إضافة إلى ميزة تكبير صورة شخص معين خلال تواجده بين حشد من الناس أثناء مكالمة الفيديو.

مرحلة البحث

أشار التقرير إلى أن خطة «أبل» الجديدة ستسمح لها باستخدام بعض التكنولوجيا التي تم تطويرها خلال مشروعها الملغى أخيراً لتصنيع السيارات الكهربائية.

ونقلت «أبل» مهندساً واحداً على الأقل إلى وحدة المنزل والروبوتات، بعد أن كان ضمن فريق الأجهزة في مشروع تصنيع السيارة الكهربائية. لكن مشروع تصنيع روبوت منزلي من جانب الشركة الأمريكية لا يزال في مرحلة البحث والتطوير المبكرة، وفق التقرير.

وذكر التقرير أن مسؤولي «أبل» أنفسهم يشعرون بالقلق بشأن المبلغ الذي قد يدفعه العملاء مقابل الروبوت المنزلي، خاصة إذا كان سعره مرتفعاً.

روبوت منزلي

لم تكن «أبل» الشركة الأولى التي تستكشف فكرة تطوير روبوت منزلي، حيث سبقتها «أمازون» والتي قامت بتطوير روبوت «أسترو Astro» والذي بلغ سعره 1600 دولار عند إطلاقه في عام 2021. وكان «أسترو» بمنزلة شاشة ذكية تسير على عجلات، ويمكنها الرد على الأوامر.

لكن بعد ثلاث سنوات من إطلاقه، أصبح الروبوت متاحاً بكميات محدودة، إضافة إلى أن «أمازون» شهدت مغادرة أحد المسؤولين المشرفين على المشروع في شهر مايو الماضي.

في نوفمبر الماضي، أطلقت «أمازون» نسخة من «أسترو» للشركات، حيث تشبه حارس الأمن المتجول.

السيارة الكهربائية

يأتي التوجه لتطوير الروبوتات المنزلية من جانب «أبل» بعد أسابيع قليلة من تخليها عن حلم دخول عالم السيارات الكهربائية.

في فبراير الماضي، تخلت «أبل» عن مشروع تصنيع سيارة كهربائية ذاتية القيادة، والذي كان يحمل اسم «مشروع تيتان Project Titan»، بعد محاولات استمرت لنحو 10 سنوات كاملة.

وجاء تخلي «أبل» عن المشروع الذي بدأ في عام 2014، مع وجود عقبات تقنية، إضافة إلى تباطؤ سوق السيارات الكهربائية عالمياً وسط تصاعد المنافسة.

وأشارت تقارير إلى أن «أبل» قامت بتحويل بعض الموظفين من مشروع تصنيع السيارات الكهربائية إلى مشروعات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي.

وينتظر المستثمرون انعقاد مؤتمر المطورين السنوي في مقر «أبل» خلال شهر يونيو المقبل، لاستكشاف ما إذا كانت الشركة ستتوسع في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

واتجهت شركات تكنولوجية مثل «غوغل» و«مايكروسوفت» و«ميتا» و«أمازون» لتسريع خطواتها لتطوير وإصدار منتجات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي خلال الأشهر الأخيرة.

محاولات حثيثة للتنويع

يأتي الحديث عن إطلاق روبوت خاص بـ«أبل» وقبله مشروع تصنيع السيارة في إطار جهود الشركة للتوسع في أسواق منتجات جديدة.

وقبل إلغاء مشروع السيارات الكهربائية، قالت الشركة لكبار مسؤوليها التنفيذيين إن مستقبل «أبل» يدور حول ثلاثة مجالات: السيارات والمنزل والواقع المختلط.

واستثمرت الشركة بقوة في السنوات الأخيرة في منتجات وخدمات تشمل ساعات «أبل واتش» ونظارات الواقع الافتراضي والمعزز «فيجن برو».

وتعمل «أبل» على تسريع وتيرة البحث والتطوير، حيث أنفقت نحو 30 مليار دولار العام الماضي، مع زيادة متوقعة للإنفاق خلال السنوات المقبلة.