اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٩ حزيران ٢٠٢٥
مي السكري
أكدت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى البلاد نسرين ربيعان أن الكويت تواصل ترسيخ دورها الريادي كمركز إنساني إقليمي ودولي، وذلك بفضل شراكتها الإستراتيجية الممتدة لأكثر من 30 عامًا مع المفوضية، ودعمها الثابت والمستمر لقضايا اللاجئين والنازحين حول العالم.
وقالت ربيعان في تصريح خاص لـ القبس، بمناسبة اليوم العالمي للاجئ والذي يصادف 20 يونيو من كل عام، إن الكويت -حكومة وشعبًا- كانت دائمًا في الصفوف الأمامية عند الاستجابة للأزمات الإنسانية، لا سيما في سوريا واليمن والعراق وأفغانستان، من خلال دعمها السخي عبر ذراعها التنموية الرسمية ممثلة في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، إضافة إلى مؤسساتها الخيرية النشطة مثل بيت الزكاة الكويتي، وجمعية الشيخ عبدالله النوري، والرحمة العالمية، ونماء الخيرية، التي لها بصمات واضحة في دعم اللاجئين إقليميًا وعالميًا.
مشاريع تنموية
وأضافت: «دعم الكويت لا يقتصر على الاستجابة الطارئة، بل يشمل كذلك مشاريع تنموية طويلة الأمد تعزز من صمود اللاجئين، مثل برامج سبل العيش، والتعليم، والمساعدات النقدية».
وذكرت أن المساهمات الإنسانية السخية التي قدمتها الكويت كان لها أثر بالغ في تحسين حياة أكثر من 8 ملايين لاجئ ونازح حول العالم، مشيرة إلى ان قيمة المساهمات التي قدمتها الكويت عبر مؤسساتها الرسمية والخيرية خلال 10 سنوات بلغت قرابة 500 مليون دولار والتي استفاد منها مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين في دول مثل العراق، وسوريا، واليمن، والروهينغا، وأوكرانيا وغيرها.
وأضافت ربيعان أن الشراكة المتواصلة مع الكويت تجسّد التزاماً إنسانياً راسخاً، وتعكس مكانتها الريادية في دعم العمل الإغاثي الدولي، مؤكدة على أهمية استمرار هذا التعاون لمواجهة التحديات الإنسانية المتزايدة في مختلف أنحاء العالم.
واعتبرت أن الكويت تعد محركًا أساسيا عالميا في دعم الملفات الإنسانية وأهمها ملفات اللجوء والنزوح وإيجاد حلول سلمية مستدامة لدعم استقرار المنطقة كما شهدنا خلال أزمة سوريا ومحادثات السلام اليمنية، مضيفة: كما يبرز الدور الشعبي من خلال التبرعات الفردية ودعم حملات المفوضية عبر المنصات الرقمية في الكويت بالتعاون مع الجمعيات الخيرية الرسمية في الدولة.
حوار إستراتيجي
وأشارت إلى أن الحوار الاستراتيجي الأول من نوعه الذي عُقد مؤخرًا بين المفوضية والكويت في جنيف، بحضور وفد رفيع برئاسة الشيخ جراح الجابر، نائب وزير الخارجية، جسّد التزام الكويت نهجها الإنساني ودعمها لقضايا اللاجئين وأنشطة المفوضية وحرصها على إيجاد آليات عمل إنسانية مبتكرة لمواجهة التحديات الإنسانية الممتدة والتي تزداد تعقيداً عاماً بعد عام، كاشفة عن أنه من المرجح أن تستضيف الكويت الحوار الاستراتيجي القادم في النصف الاول من عام 2026.
أزمات وتحديات
وحول أبرز التحديات التي تواجه المفوضية، أوضحت ربيعان أن النزوح القسري في العالم بلغ 123.2 مليون شخص بنهاية عام 2024، في ظل استمرار النزاعات المسلحة، وتفاقم انتهاكات حقوق الإنسان، ما يضع ضغوطًا غير مسبوقة على المفوضية في ظل ثبات مستويات التمويل عند ما كانت عليه عام 2015، وسط موجة عالمية من خفض المساعدات الإنسانية.
وأكدت أن الفجوة التمويلية تشكل أبرز التحديات، إلى جانب طول أمد الأزمات وغياب الحلول السياسية، داعية إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وتوسيع قاعدة الدعم المجتمعي، وهو ما بدأ يتحقق تدريجيًا في الكويت من خلال التعاون مع مؤسسات وشركات محلية دعمت حملات المفوضية، لا سيما بمناسبة اليوم العالمي للاجئ هذا العام.
أبرز مجالات التعاون
1- دعم قضايا اللاجئين والنازحين
2- تخفيف معاناة الشعوب حول العالم
3- دعم التفاهم والحوار الإستراتيجي
500 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم
في ما يتعلق بأبرز الأزمات في المنطقة، قالت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى البلاد نسرين ربيعان إن الأزمة السودانية تشكل أكبر حالة نزوح في العالم، حيث تجاوز عدد المتأثرين بها 14.3 مليون شخص، متقدمة على سوريا التي تشهد واحدة من أطول وأعقد الأزمات، وتضم 6.1 ملايين لاجئ و7.4 ملايين نازح داخلي. وأوضحت أن أكثر من 500 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم منذ سقوط النظام في ديسمبر 2024، مع عودة ما يقرب من 1.2 مليون نازح داخلي، مؤكدة أن استدامة هذه العودة مرتبطة بتوافر الأمان والخدمات الأساسية وإعادة الإعمار.
شراكة راسخة وإنجازات ملموسة
أوضحت نسرين ربيعان أن مكتب المفوضية في البلاد يعمل منذ أكثر من 30 عامًا كمنصة للتنسيق مع الحكومة، ممثلة بوزارة الخارجية، ومع المجتمع المدني والقطاع الخاص، مؤكدة أن العلاقة مع الكويت تتسم بالثقة والدعم المشترك لقضايا اللجوء والإنسانية.
وأكدت أن العام الجاري شهد توقيع عدة اتفاقيات مع شركاء محليين مثل جمعية نماء وبيت الزكاة، لدعم مشاريع سبل العيش في سوريا، وبرامج المساعدات النقدية للاجئين في الأردن، إلى جانب حملات توعوية موسعة شارك فيها القطاع الخاص، بمناسبة اليوم العالمي للاجئ.