الجلسة الخامسة: تصميم الوحدات السكنية وفق حاجة الأسرة بلا مبالغة في اتساع المساحات

فيصل مطر -

ناقشت الجلسة الحوارية الخامسة من فعاليات المؤتمر الإسكاني الخليجي الثاني، تصميم الوحدات السكنية، وأهمية وجود إشراف حقيقي على بناء القسائم لتفادي الأخطاء، حيث تناول المشاركون محاور مهمة تتعلق بواقع التصميم السكني في المنطقة ودور المهندسين في ضمان جودة التنفيذ وتفادي الهدر أو الأخطاء، متطرقين إلى حلول مبتكرة لتصميم الوحدات السكنية وفق حاجة الأسرة بلا مبالغة في اتساع المساحات.

وانطلاقا من حاجات الأسرة، أكد عضو اتحاد المكاتب الهندسية والدور الاستشارية حمد الفواز أن «جوهر التصميم الناجح يكمن في تلبية حاجات الأسرة قبل أي اعتبار آخر»، لافتا إلى أن «غالبية التصاميم السائدة في السوق تركز على الزوار أكثر من تركيزها على متطلبات العائلة، وهو ما يستدعي ضرورة ترسيخ ثقافة جديدة في مجال التصميم تراعي أولويات الأسرة واحتياجاتها اليومية».

وذكر أن «التصميم ينبغي أن يكون موجهاً للحاضر لا للمستقبل البعيد، مع إسناد المشاريع إلى المتخصصين القادرين على إبراز قيمة المساحات وتوزيعها بالشكل الأمثل، عبر تقديم حلول واقعية وملائمة».

البعد البيئي

أما رئيس المركز الهندسي للوساطة والتحكيم التابع لجمعية المهندسين الكويتية ناصر المطيري، فقد ركز على البعد البيئي في التصميم، مشيراً إلى أن مفهوم الاستدامة يبدأ من ترشيد الاستهلاك وتقليل الانبعاثات الكربونية واعتماد تقنيات الطاقة المتجددة وإعادة التدوير.

ولفت إلى أن المناخ الحار في الكويت يفرض أهمية قصوى للعزل الحراري في المساكن، داعياً الدولة إلى دعم هذا الجانب الحيوي لما له من أثر مباشر في تقليل استهلاك الكهرباء والطاقة.

كما دعا المطيري إلى وضع آليات عملية لترشيد الكهرباء والماء، وتحفيز المواطنين والمقيمين على الالتزام بها، مؤكداً الحاجة إلى تصاميم عصرية ومناسبة للبيوت الخاصة بحيث تكون كافية لعائلة متوسطة من خمسة أفراد، مع الابتعاد عن التوسع المبالغ فيه في مساحات البناء.

من جانبها، أكدت عضوة اتحاد المكاتب الهندسية والدور الاستشارية بدرية العدساني إمكانية تحقيق التوازن بين التصميم الجيد والإمكانيات المالية المتاحة من خلال التصميم الذكي، القائم على حلول مبتكرة تلبي احتياجات العملاء وتضمن لهم الاستغلال الأمثل للمساحات.

وأوضحت أن هذا النهج يتيح توجيه العملاء لتجنب خسائر مستقبلية، كما يضمن استخدام الموارد المالية بشكل أكثر كفاءة، مشيرة إلى أن توزيع المساحات يجب أن يراعي المستقبل أيضاً، عبر تحديد أولويات الميزانية وتوجيهها نحو العناصر الأساسية في المشروع.