اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٧ أيلول ٢٠٢٥
حين انطلقت نهضة سنغافورة عام 1965، قال رئيس وزرائها جملة خالدة: «قد لا نملك ثروات طبيعية أو مساحات شاسعة، لكن نملك شعبًا وقيادة تعرف طريقها». واليوم، تعيش الكويت تجربة مشابهة، حيث يبرز وزراء ومحافظون قرروا أن يكون عملهم في الميدان لا خلف المكاتب.
الشيخ فهد اليوسف، وزير الداخلية، لم يكتفِ بالإدارة من خلف المكتب، بل قاد بنفسه الحملات الميدانية، مطلقًا إصلاحات شاملة رفعت مستوى الأمن ورسخت الثقة بين المواطن وأجهزة الدولة.
وفي وزارة التجارة، أعاد خليفة العجيل رسم ملامح بيئة الأعمال عبر تحديث التشريعات وتبسيط الإجراءات، ودعم رواد الأعمال والمشروعات الصغيرة، إلى جانب إقرار ضريبة على الشركات المتعددة الجنسيات لتعزيز العدالة الاستثمارية.
أما د. نادر الجلال، فقد جعل الطالب محور القرار، فربط التخصصات بسوق العمل، ووسع الطاقة الاستيعابية في جامعة الكويت، مع التركيز على رفع جودة التعليم العالي وتعزيز التصنيف الجامعي والبحث العلمي.
وفي وزارة البلدية، تحرك عبداللطيف المشاري بخطوات عملية، ففوض الصلاحيات لتسريع المعاملات، وأطلق مشاريع تطوير عقاري جديدة، وفعّل تطبيق «139» للشكاوى ليعيد للبلدية حضورها ودورها في خدمة المواطن.
وفي قلب العاصمة، يبرز المحافظ الشيخ عبدالله سالم العلي كنموذج للقائد الهادئ الذي يعمل أكثر مما يتكلم؛ فقد انعكست بصماته في تنظيم الأسواق، وتجميل المدينة، ورعاية الشباب وكبار السن، ليصبح وجوده مرادفًا للثقة والنظام.
هذا الحراك الوزاري لم يكن ليتحقق لولا دعم القيادة السياسية؛ من سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، الذي يطالب بالإنجاز لا الأعذار، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد الصباح الذي يجسد الحكمة والحنكة في توجيه دفة الدولة، حريصًا على أن تُدار شؤون الوطن برؤية بعيدة المدى وروح من المسؤولية، فيما جعل رئيس الوزراء الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح من تمكين الشباب والوزراء أولوية، فقدم لهم الدعم والثقة ليكونوا في قلب الميدان.
الكويت لا تنهض بالثروات وحدها، بل برجال الميدان وإرادة القيادة. وما نشهده اليوم ليس مجرد حركة عابرة، بل بداية نهضة جديدة، يقودها فريق وزاري متنوع وقيادة تؤمن أن التنمية الحقيقية تبدأ من قلب الميدان.
عبدالعزيز سعد المنيفي