اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٨ أيار ٢٠٢١
لفترة طويلة ظل التعامل مع شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة في الأعمال الفنية لا يتعدى مرورا عابرا على بعض النماذج، من دون أن يكون لها تأثير درامي في سير الأحداث إلى أن اختلفت النظرة بمرور الوقت وبالتزامن مع استبدال «أصحاب الهمم» بجملة «ذوي الاحتياجات الخاصة» للتأكيد على أنهم شريحة تستحق الاعتناء والاهتمام وتسليط الضوء عليهم، وذلك بتوظيف ذكي في مجموعة من الأعمال الدرامية، حيث بدا تأثير الشخصيات في السياق الدرامي للأحداث على عكس ما كنا نشاهده من قبل لأدوار هامشية، الهدف منها كسب تعاطف المشاهد ليس اكثر، بغض النظر عن اهمية التأكيد على دور «أصحاب الهمم» في المجتمع، وما يفترض ان تلعبه الدراما من دور لمساعدتهم على الانخراط في الحياة من دون حواجز، وهنا يتجلى دور الكاتب الواعي في توظيفهم دراميا بذكاء، متجاوزا النظرة التقليدية والنمطية السابقة. القبس ترصد من خلال هذا التقرير اهم الاعمال التي القت الضوء بصورة ايجابية على اصحاب الهمم وتوظيف ادوارهم.
ولعل اول هذه النماذج شخصية نبيل التي قدمها الفنان عبدالله بهمن في مسلسل «الناموس» للكاتب محمد أنور والمخرج جاسم المهنا، بهمن كان جريئا عندما اقدم على هذا التحدي المختلف، حتى لو تطلب الأمر ان يخسر 40 كيلوغراما من وزنه، دور صعب يتطلب فنانا بإمكانات خاصة ليتعايش مع الشخصية ويقبض على مفرداتها ويجسدها بواقعية، وهو ما نجح فيه عبدالله الذي غير جلده وانتقل الى مرحلة جديدة في الاداء.
لغة الإشارة
وفي العمل نفسه، ايضا، برزت الفنانة حصة النبهان عندما قدمت دور فتاة صماء، ما استدعى تعلمها لغة الإشارة، حصة كرست مشاعرها وركزت كل جهدها ووظفت كل ما تعلمته على مدار سنوات في هذا الدور، كانت نظرتها تفيض بمشاعر الحب لوالدها والتحدي لمن حولها.
وعن تعلمها لغة الاشارة لتأدية دور «شيخة» قالت حصة: «ساعدتني معلمة لغة الاشارة شيماء الموسوي على ايصال مشاعر فئة الصم والبكم من خلال لغة الإشارة».
فتاة مقعدة
اما النموذج الثالث، فكان للفنان فهد باسم عبد الأمير في مسلسل «أمينة حاف» للكاتب علي الدوحان والمخرج سائد الهواري، فهد جسد شخصية «عبود» بتمكن، وأزعم ان العمل سوف يمثل نقلة لفهد، لقد حافظ على ايقاع الاداء وتعايش مع الشخصية واستطاع التعبير عنها بمهارة، وهو امر في غاية الصعوبة.
بينما كانت إطلالة الفنانة منال الجارالله في مسلسل «مطر صيف» للمخرج مناف عبدال والكاتب ياسر الحمداني، مختلفة، وتنم عن ممثلة موهوبة، منال ادت دور فتاة مقعدة ولكنها نجحت في لفت الأنظار بأداء متزن يعكس دراسة متأنية للشخصيات وابعادها النفسية.