المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط لـ القبس: لا نية لأوروبا في عسكرة البحر الأحمر

شدد المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، لويس بوينو، على أن الكويت تقوم بدور محوري في تعزيز السلام والاستقرار بالمنطقة.

وقال بوينو، في لقاء، لـ القبس: نقدر هذا الدور، وسياسة الكويت الهادئة تمثل رصيدا ضخما للخليج وللمجتمع الدولي، خصوصا في هذه الأوقات التي نشهد فيها زيادة الأزمات، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتبر الكويت شريكا موثوقاً به على الصعيدين الإقليمي والدولي، لذا نسعى الى تعزيز تعاوننا مع الكويت في جميع الملفات.

أشار بوينو إلى أن الاتحاد الأوروبي يثمن دور الكويت في المجال الإنساني، حيث نتشارك الأولويات نفسها في ما يخص الأزمات الحالية، خصوصا الوضع الكارثي في غزة.

وأضاف: «دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في قراره رقم 2712، إلى هدنة إنسانية عاجلة وممتدة وممرات إنسانية في جميع أنحاء قطاع ‎غزة لعدد كاف من الأيام ويجب أن يحدث هذا الآن حتى يتسنى إطلاق سراح الرهائن ويتمكن العاملون في المجال الإنساني من استئناف عملياتهم المنقذة للحياة على نطاق ضروري لتتناسب مع الاحتياجات الإنسانية الهائلة في جميع أنحاء غزة».

تهنئة الكويت

وتابع: «إن حياة الملايين من البشر معرضة للخطر، ولا يمكننا أن نخذلهم، ومن الضروري دعم واحترام الدور الحيوي للأمم المتحدة في تقديم وتنسيق المساعدة الإنسانية، مهنئا الكويت لحصولها بالإجماع على عضوية مجلس حقوق الانسان للفترة ما بين 2024 و2026. ونتطلع الى تعزيز التعاون الثنائي في هذا الصدد».

وحول امكانية نجاح مهمة «اسبيدس» العسكرية الأوروبية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر في ردع الحوثيين وأهميتها في حماية واستقرار المنطقة، أجاب بوينو بالقول: «هذه المهمة بحرية دفاعية بحتة جرى إنشاؤها من أجل حماية السفن التجارية وضمان حرية الملاحة الدولية وذلك بموجب القرار الأممي 2722 والقانون الدولي، بهدف تأمين حركة السلع الأساسية، بما في ذلك الغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية، إلى جميع أنحاء المنطقة وخارجها عبر هذا الممر المائي الحيوي».

وأوضح أن هذه المهمة ليست لها علاقة مع مهمات أخرى في المنطقة، لافتا الى أن الأمم المتحدة وعددا من الدول والمنظمات الدولية حذرت من التأثيرات المدمرة لهجمات الحوثيين التي تؤدي إلى تعطيل حركة الشحن التجاري.

وبينما أشار إلى أن مهمة «أسبيدس» جرى إطلاقها قبل أقل من شهر، أكد أنه ليس لدى الاتحاد الأوروبي أي رغبة في عسكرة البحر الأحمر.

هجمات الحوثيين

وحول تأثير هجمات الحوثيين والتوتر في البحر الأحمر في اقتصاد أوروبا، قال بوينو إن الاتحاد الأوروبي يراقب الوضع عن كثب، ووفقا لبياناتنا، انخفضت حركة مرور السفن بنسبة %22 خلال شهر واحد في البحر الأحمر بسبب هذه الهجمات.

وأضاف: حتى الآن لم يكن هناك أي تأثير في أسعار الطاقة وفي أسعار السلع عموما، ولكن هناك تأثير في أسعار النقل، وللأسف التأثير الأكبر ربما سنراه في المنطقة.

لماذا التراجع؟

ورداً على الاتهامات بشأن تراجع الموقف الأوروبي من أزمة أوكرانيا وغزة وتبعيتها للموقف الأمريكي، قال: ندرك تمامًا أن هناك اتهامات لدول الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن، لكن يجب شرح طبيعة الاتحاد الأوروبي لكي نفهم الخطوات التي نقوم بها.

وأشار إلى أن أوكرانيا مجاورة لأربع دول في الاتحاد الأوروبي، وتأثير الحرب في أوكرانيا هائل لدرجة أن الأوروبيين يرون أنها تشكل تهديدًا وجوديًا لهم وأن مستقبل المشروع الأوروبي على المحك، وقد ساعد ذلك في بناء توافق في الآراء بين الدول الأعضاء، التي توصلت إلى سياسة موحدة في وقت سريع، وسمح ذلك برد فعل قوي وموحد للاتحاد الأوروبي.

وتابع: في ما يتعلق بالحرب على غزة، فدول الاتحاد الأوروبي ليست موحدة بالطريقة نفسها، حيث دعت بعض الدول إلى وقف إطلاق النار، وعارضته دول أخرى، والنتيجة هي موقف أضعف للاتحاد الأوروبي كتكتل، لافتا إلى أن الممثل الأعلى للشؤون الخارجية جوزيب بوريل يلعب دوراً أساسياً، حيث يعمل من أجل موقف موحد لوقف الصراع ومعاناة الفلسطينيين في غزة.

وحول سبب عدم استخدام الاتحاد الأوروبي نفوذه «التجاري» للضغط على بايدن ووقف الحرب على غزة، رد بوينو قائلاً: كان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل هذا الأسبوع في الولايات المتحدة وبالطبع ناقش الحرب في غزة مع نظيره انتوني بلينكن، لافتا إلى أن مجلس الاتحاد الأوروبي يدرس طلبًا من اسبانيا وأيرلندا لمعرفة ما إذا كانت (إسرائيل) تنتهك بنود اتفاقية الشراكة بينها وبين الاتحاد الأوروبي.

القانون الدولي

وتابع: دعا الاتحاد الأوروبي (إسرائيل) مرارًا وتكرارًا إلى احترام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وتجنب سقوط المدنيين وحمايتهم، مضيفا: ناشدنا في آخر اجتماع مع حكومة (إسرائيل) وزير الخارجية (الإسرائيلي) لبذل المزيد من الجهد لضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والبنية التحتية، بما في ذلك تلك التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وفتح نقاط عبور جديدة للمساعدات الإنسانية وتسريع إجراءات تفتيش الشاحنات.

وبينما شدد على أن وحده السلام سيحقق الأمن والأمان في الشرق الأوسط، أكد أن الاتحاد الأوروبي يدعم المبادرة العربية للسلام كمرجعية أساسية لإنهاء الصراع.

واختتم حديثه بالقول: لا يمكننا التعامل مع غزة بمعزل عن الضفة الغربية والقدس الشرقية، فهي جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية والحل معروف للجميع، وهو حل الدولتين، وهناك إجماع واضح بين الدول الأعضاء حول هذا الأمر.

مباحثات أوروبية – إيرانية لرفع العقوبات

وعما إذا كانت هناك مباحثات أوروبية – ايرانية لرفع العقوبات في اطار خطة العمل الشاملة المشتركة، قال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، لويس بوينو: يواصل الممثل الأعلى جوزيب بوريل جهوده لتسهيل الحوار بين الولايات المتحدة وجميع المشاركين في خطة العمل الشاملة المشتركة، ويواصل الاتحاد الأوروبي دعم التنفيذ الكامل لهذه الاتفاقية ولقرار مجلس الأمن 2231.

وأضاف: في 16 يناير 2016، بمجرد أن تحققت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تنفيذ إيران للتدابير المتعلقة بالبرنامج النووي، جرى رفع معظم عقوبات الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، لافتا الى أن الاتحاد الأوروبي رفع جميع العقوبات الاقتصادية والمالية المتعلقة بالبرنامج النووي، ومع ذلك، ظلت بعض القيود سارية، مثل الحظر المفروض على الأسلحة والقذائف البالستية، والتدابير التقييدية ضد بعض الأشخاص والكيانات المدرجة أسماؤهم في القائمة.

وتابع: بالنظر إلى عدم وفاء إيران بالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، قرر مجلس الاتحاد الأوروبي في 18 أكتوبر 2023 الحفاظ على تدابيره التقييدية ضد إيران. وذكر أن هذه الخطوة قابلة للعكس ولا تعني أن الاتحاد الأوروبي يفرض تدابير تقييدية إضافية على إيران.

مشروع «طريق التنمية» وميناء الفاو الكبير

أشار بوينو إلى أهمية مشروع «طريق التنمية» الذي يربط الخليج العربي بأوروبا، عبر العراق، في تعزيز التجارة الدولية والتواصل الاقتصادي مع دول المنطقة وتعزيز الاستثمارات فيها.

وأضاف: لذلك بدأت بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في البحث عن فرص للاستثمار، مضيفا: زار سفيرنا في بغداد ميناء الفاو الكبير في ديسمبر الماضي ونتابع باهتمام تطوير هذا المشروع.