الكويت تلجأ لقطع الكهرباء لتخفيف الأحمال الكهربائية

إجراءات حكومية تتخذها البلاد منذ أعوام للحد من الضغط الكهربائي

لجأت الكويت إلى عادة 'القطع المبرمج' عن بعض الأحياء بعد بلوغ الأحمال الكهربائية أقصى طاقتها خلال ذروة الاستهلاك بسبب الاستخدام المكثف لأجهزة التكييف.

وقالت وزارة الكهرباء والماء الكويتية إنها أعادت الخدمة إلى ثماني مناطق صناعية وزراعية بعد انقطاع مبرمج جاء نتيجة ارتفاع الأحمال الكهربائية وأعمال الصيانة الجارية في بعض محطات التوليد.

وأكدت الوزارة أن المنظومة الكهربائية استعادت استقرارها، وأن الإجراءات المتخذة خلال فترات الذروة أسهمت في إدارة الطلب على الكهرباء بكفاءة.

ويعرف إجراء فصل التيار الكهربائي لتخفيف الضغط عن الشبكة في البلاد باسم 'القطع المبرمج'، إذ تُقطع الكهرباء عن بعض المناطق بين الساعة الـ11 صباحاً والخامسة مساءً.

ولجأت الوزارة إلى هذا الإجراء هذا العام لأول مرة منذ أعوام عدة، بسبب تزايد عدد السكان والتوسع العمراني وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى تأخر صيانة بعض المحطات الكهربائية.

وشمل الانقطاع مناطق العبدلي والروضتين والوفرة (المناطق الزراعية)، إلى جانب ميناء عبدالله وصبحان والصليبية الصناعية والري والشويخ الصناعية (المناطق الصناعية)، وأكدت الوزارة أن مدة الفصل لن تتجاوز ثلاث ساعات يومياً، في حال اضطرارها إلى ذلك.

ودخلت الكهرباء للدولة الخليجية التي تحتل المرتبة السابعة عالمياً كأكبر مصدر للنفط عام 1913 من خلال عقد مع مهندس بريطاني وذلك لإدخالها في قصر السيف، أما إيصالها للسكان فقد بدأ عام 1934 من خلال محطة كهربائية صغيرة لتوليد التيار المستمر أقامتها شركة كهرباء الكويت المحدودة.

'الوفرة' أكبر مشروع كهربائي في الخليج

وضمن جهودها للحفاظ على استقرار المنظومة الكهربائية، كانت قد أعلنت الوزارة عن تنسيقها مع هيئة الربط الكهربائي الخليجي لدعم شبكة الكهرباء الكويتية، كذلك دعت المواطنين والمقيمين إلى ترشيد الاستهلاك خلال ساعات الذروة، لضمان استمرار الخدمة بأعلى كفاءة ممكنة.

وفي مايو (أيار) 2024 كشف الصندوق الكويتي للتنمية عن إنجاز 75 في المئة عن تفاصيل مشروع توسعة الربط الكهربائي الخليجي، مؤكداً أن الكويت ستكون أكبر المستفيدين من هذه التوسعة، التي تهدف إلى تحقيق استقرار أكبر في الإمدادات الكهربائية.

ويعد مشروع محطة الوفرة من أبرز مشاريع الربط الكهربائي الجديدة، إذ يعمل على ربط محطة الفاضلي في السعودية بمحطة الوفرة في الكويت عبر خط هوائي مزدوج بجهد 400 كيلو فولت، ويمتد لمسافة 256 كيلومتراً مربعاً، كذلك سيشمل المشروع توسيع خط الربط الكهربائي بين الكويت والسعودية، مما يعزز من قدرة الشبكة على استيعاب الطلب المتزايد.

وتبلغ تكلفة المشروع 270 مليون دولار، بقدرة تجاوزت 3500 ميغاواط، مما يجعله أكبر محطة كهربائية تابعة لهيئة الربط الخليجي، ومن المتوقع تشغيل المحطة بكامل طاقتها بحلول عام 2025، مما سيمكن الكويت من أداء دور محوري في الربط الكهربائي بين دول الخليج وجنوب العراق، تمهيداً لإمكان توسيع الشبكة باتجاه تركيا وأوروبا.

وضمن فوائد إستراتيجية الربط الكهربائي الخليجي توفير الدعم في حالات الطوارئ والانقطاعات الشاملة، كما حدث أخيراً في الكويت، وتقليل الحاجة إلى بناء محطات توليد جديدة، مما يقلل الكلف الاستثمارية على الدول الأعضاء.

كذلك سيسعى المشروع إلى تعزيز تبادل الطاقة بين دول الخليج، وتنمية الصناعات الخليجية المرتبطة بالمعدات الكهربائية وقطع الغيار.

الكويت مركز رئيس للربط الكهربائي الإقليمي

وفي تصريحات إلى 'اندبندنت عربية'، في وقت سابق أكد الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي الخليجي أحمد الإبراهيم أن محطة 'الوفرة' ستؤدي دوراً أساساً في تعزيز الربط الكهربائي مع العراق وأوروبا، مشيراً إلى أن التوسعات الجديدة ستشمل زيادة عدد خطوط الربط بين السعودية والكويت، مما يعزز استقرار الإمدادات الكهربائية في المنطقة.

وأوضح أن مشروع التوسعة الذي بدأ عام 2023 تجاوزت نسبة إنجازه 90 في المئة، ومن المتوقع تشغيله بشكل كامل بحلول نهاية 2025، ليصبح أحد أهم مشاريع البنية التحتية الكهربائية في الخليج.

نحو تكامل كهربائي إقليمي ودولي

ويعد الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون الخليجي خطوة أولى نحو تعاون أوسع، إذ من المتوقع أن يمتد مستقبلاً ليصل إلى بغداد ثم إلى تركيا وأوروبا، مما يعزز التكامل الإقليمي في قطاع الطاقة.

ويعكس هذا التوجه رؤية إستراتيجية تهدف إلى جعل منطقة الخليج مركزاً رئيساً لتبادل الكهرباء، مما يتيح فرصاً اقتصادية كبرى، ويعزز الأمن الكهربائي لدول المنطقة.