واشنطن تستقبل أول وزير سوري منذ ربع قرن... والشرع يمهّد لاتفاقات متتالية مع إسرائيل

وسط تحولات سياسية متسارعة تشير إلى اقتراب توقيع سلسلة اتفاقات بين دمشق وتل أبيب قبل نهاية العام الحالي، بدعم أميركي كبير، وصل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أمس، إلى العاصمة الأميركية واشنطن، أمس، في أول زيارة لمسؤول سوري بهذا المستوى منذ أكثر من 25 عاماً.وقالت وزارة الخارجية السورية إن الزيارة تأتي في إطار مساعٍ لإنهاء العقوبات المتبقية المفروضة على دمشق، وبحث التفاهمات الأمنية في ضوء الوساطة الأميركية الجارية مع إسرائيل.وبحسب موقع «أكسيوس»، من المقرر أن يلتقي الشيباني بعدد من أعضاء الكونغرس لمناقشة إمكانية الإلغاء الدائم لعقوبات «قيصر»، التي كانت قد فُرضت عام 2020. ونقل الموقع عن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام قوله إن دعمه لرفع العقوبات مشروط بانضمام سورية رسمياً إلى التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» والتوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل. وأكدت مصادر سورية وأميركية أن لقاءات الشيباني ستشمل مباحثات مع نظيره الأميركي ماركو روبيو اليوم، فيما تراهن دمشق على تحقيق تقدم ملموس في ملف العقوبات بعد أن رفع الرئيس دونالد ترامب سابقاً بعض الإجراءات الاقتصادية الرئيسية، وأبدى استعداده لخطوات إضافية بعد لقائه الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في مايو الماضي.الزيارة التاريخية لوزير الخارجية السوري إلى واشنطن تُمثل منعطفاً حاسماً في مسار العلاقات السورية – الأميركية، وتفتح الباب أمام اتفاقات متتالية مع إسرائيل بحلول نهاية العام.المنصة الإقليمية

وسط تحولات سياسية متسارعة تشير إلى اقتراب توقيع سلسلة اتفاقات بين دمشق وتل أبيب قبل نهاية العام الحالي، بدعم أميركي كبير، وصل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أمس، إلى العاصمة الأميركية واشنطن، أمس، في أول زيارة لمسؤول سوري بهذا المستوى منذ أكثر من 25 عاماً.

وقالت وزارة الخارجية السورية إن الزيارة تأتي في إطار مساعٍ لإنهاء العقوبات المتبقية المفروضة على دمشق، وبحث التفاهمات الأمنية في ضوء الوساطة الأميركية الجارية مع إسرائيل.

وبحسب موقع «أكسيوس»، من المقرر أن يلتقي الشيباني بعدد من أعضاء الكونغرس لمناقشة إمكانية الإلغاء الدائم لعقوبات «قيصر»، التي كانت قد فُرضت عام 2020. ونقل الموقع عن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام قوله إن دعمه لرفع العقوبات مشروط بانضمام سورية رسمياً إلى التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» والتوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل.

وأكدت مصادر سورية وأميركية أن لقاءات الشيباني ستشمل مباحثات مع نظيره الأميركي ماركو روبيو اليوم، فيما تراهن دمشق على تحقيق تقدم ملموس في ملف العقوبات بعد أن رفع الرئيس دونالد ترامب سابقاً بعض الإجراءات الاقتصادية الرئيسية، وأبدى استعداده لخطوات إضافية بعد لقائه الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في مايو الماضي.

الزيارة التاريخية لوزير الخارجية السوري إلى واشنطن تُمثل منعطفاً حاسماً في مسار العلاقات السورية – الأميركية، وتفتح الباب أمام اتفاقات متتالية مع إسرائيل بحلول نهاية العام.

المنصة الإقليمية

وتزامناً مع زيارة الشيباني، استغنت الولايات المتحدة عن عدد من أبرز دبلوماسييها العاملين في «منصة سورية الإقليمية» ومقرها إسطنبول، في خطوة مفاجئة وُصفت بأنها إعادة هيكلة داخلية.

وبحسب المصادر، فإن هؤلاء الدبلوماسيين كانوا على صلة مباشرة بالملف السوري، لكن واشنطن اعتبرت أن رحيلهم لن يؤثر على سياستها. وأوضحت التقارير أن المبعوث توم براك يقود تحولاً استراتيجياً يهدف إلى تعزيز دور الدولة السورية المركزية تحت قيادة الشرع، مع دفع الأكراد للاندماج تدريجياً في قوات الأمن الحكومية.

وكثفت واشنطن ضغوطها على قوات سورية الديموقراطية (قسد) لتسريع تطبيق اتفاق موقّع في مارس الماضي مع دمشق، يقضي بدمج القوات الكردية ضمن الأجهزة الأمنية الرسمية. إلا أن بعض قادة «قسد» مازالوا يطالبون بهامش أوسع من الحكم الذاتي.

وفي هذا السياق، أكد الشرع خلال لقائه مع رئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم كالن في دمشق على وحدة الأراضي السورية، مشدداً أن الاتفاق مع «قسد» يهدف إلى إنهاء الانقسامات العسكرية وضمان تماسك الدولة في مرحلة ما بعد الحرب.

في الأثناء، أصدر مجلس «قسد» العسكري بقيادة مظلوم عبدي أمس بياناً أكد التزامه بالحل السياسي كخيار ثابت يضمن استقرار سورية وسلامة شعبها، واستمراره بالمفاوضات مع حكومة دمشق وفق بنود اتفاق 10 مارس، وشدد على أهمية الحفاظ على وقف إطلاق النار القائم، وعدم الانجرار وراء الاستفزازات التي تحاول جرّ المنطقة للصراع.

وناقش المجلس عدداً من الملفات الداخلية والتنظيمية، من بينها مشروع الدمج في الجيش السوري، وشدد على استعداد القوات للحوار والتفاوض مع دمشق والتنسيق الفوري مع اللجان المعنية.

مفاوضات علنية

وتأتي زيارة الشيباني إلى واشنطن والتي أعادت للأذهان زيارة وزير الخارجية الأسبق فاروق الشرع عام 1999، في ظل مفاوضات سرية وعلنية بين سورية وإسرائيل، كان آخرها لقاء لندن أمس الأول بين الشيباني بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بمشاركة المبعوث الأميركي توم براك. وقدّم الوفد السوري مقترحا مضاداً يشترط انسحاب إسرائيل من المواقع التي سيطرت عليها بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، إضافة إلى نشر قوات مراقبة أممية في المنطقة العازلة.

وتأتي التحركات السورية – الإسرائيلية – الأميركية في لحظة إقليمية فارقة، إذ تحاول واشنطن إعادة صياغة توازنات المنطقة بعد سقوط الأسد، فيما تعمل دمشق على ترسيخ حكمها الانتقالي بقيادة الشرع، وإعادة دمج المكونات السياسية والعسكرية تحت مظلة الدولة.

في موازاة ذلك، شدد الشرع أمس الأول على أن المفاوضات الجارية قد تؤدي إلى «نتائج في الأيام المقبلة»، معتبراً أن الاتفاق الأمني مع إسرائيل «ضرورة»، لكنه أكد أن التطبيع ليس مطروحاً على الطاولة حالياً. وأوضح أن أي تفاهم يجب أن يحترم وحدة الأراضي السورية ومجالها الجوي، ويخضع لرقابة الأمم المتحدة. وأشار الشرع إلى أن إسرائيل نفذت أكثر من ألف غارة منذ سقوط الأسد، إضافة إلى 400 توغل بري، واصفاً هذه الأفعال بأنها «خطيرة جداً» وتتناقض مع السياسة الأميركية المعلنة الداعية إلى استقرار سورية ووحدتها.

ولاحقاً، قال مصدر بالخارجية السورية أمس إن «هناك تقدّماً في المحادثات مع إسرائيل، وستكون هناك اتفاقات متتالية قبل نهاية العام الحالي»، مشيراً إلى أنّها «بالدرجة الأولى اتفاقات أمنية وعسكرية».

وأوضح المصدر أنّ الجانبين يريدان التوصل إلى اتفاق «يوقف الأعمال العسكرية داخل سورية، ولاحقاً اتفاقات تعود بالنفع على السوريين».

في المقابل، كشفت قناة «آي 24» الإسرائيلية عن «فجوات عميقة» بين الجانبين، خصوصاً بشأن السيطرة على المنطقة العازلة في الجنوب السوري. وأكدت مصادر إسرائيلية أن احتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي الأسبوع المقبل «منخفضة»، رغم الضغط الأميركي لتحقيق اختراق سريع قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ملفات شائكة

وبحسب تقارير «أكسيوس»، اقترحت إسرائيل خريطة جديدة لمناطق منزوعة السلاح تمتد من دمشق حتى الحدود، تتضمن توسيع المنطقة العازلة، وحظر الطيران السوري، والسماح بوجود أمني محدود للشرطة الداخلية دون قوات عسكرية ثقيلة. دمشق رفضت هذه الطروحات واعتبرتها «مطالب متطرفة».

وبينما تواصل الأطراف المعنية شد الحبال حول ملفات شائكة مثل الجنوب السوري والمنطقة العازلة ودور الأكراد، يبقى المشهد مرهوناً بمدى قدرة واشنطن على تحقيق اختراق متوازن يرضي جميع الأطراف، ويمنح سورية فرصة للعودة إلى الساحة الدولية بعد سنوات طويلة من العزلة والصراع.

وعلى الأرض، تشهد محافظة السويداء الجنوبية تطورات متسارعة. وأعلن قائد الأمن الداخلي في المحافظة، العميد حسام الطحان، تحرير عدد من أبناء السويداء المختطفين بعملية أمنية بالتعاون مع وحدات في ريف دمشق.

ورحبت مصر والبحرين باعتماد خريطة طريق ثلاثية بين سورية والولايات المتحدة والأردن، تهدف إلى استعادة الاستقرار في السويداء، ووقف التوترات الطائفية، باعتبارها خطوة مهمة تعزز وحدة سورية. وتشمل الخريطة ترتيبات أمنية في الجنوب، وسحب الأسلحة الثقيلة بإشراف أميركي وإسرائيلي.