«نتفليكس».. نجاح تسرقه «ديزني+»!

وليد منصور -

خلال السنوات الماضية كانت شركة الترفيه الأميركية «نتفليكس»، التي أسسها ريد هاستنغز ومارك راندولف في 29 أغسطس 1997، تحتل الصدارة في السوقين الأميركي والعالمي. حاربت ضد العديد من الشركات منذ نشأتها، حتى احتلت هذه المرتبة. لكنها الآن تواجه أعداء من نوع آخر، منافسين اقتحموا مجالات كانت «نتفليكس» رسّخت وجودها فيها.

«ديزني+» على رأس حروب الأعمال مع «نتفليكس»، بدأت لعبة المنافسة بالتزامن مع فترة الحجر الصحي بسبب انتشار فيروس كورونا، ونجحت في أن تستقطب خمسين مليون مشترك خلال خمسة أشهر من انطلاقتها في مطلع 2020، ووصلت الآن إلى 137 مليون مشترك، فأنتجت الشركة، التي تأسست قبل نحو قرن من الزمان، نحو 500 فيلم، وحققت عشرات مليارات الدولارات أرباحاً، وتُعتبر من أكبر استوديوهات هوليوود، وتضم عدداً من الشبكات التلفزيونية وحدائق في أنحاء العالم تحمل علامتها.

اشتداد المنافسة

اليوم بدا جلياً أن النجاح، الذي حققته «نتفليكس» بالأمس، سرقه منها القادم الجديد بقوة «ديزني+»، والسبب الرئيسي الأسعار المنافسة، فالمشاهد يضع الكثير من الاعتبارات لهذه النقطة الأساسية، بالإضافة إلى المحتوى المتنوع، إذ لا يخفى على أحد أن ما تعرضه من أعمالها من عالم «مارفل» و«بيكسار» يحظى بمتابعة كبيرة من المشاهدين صغاراً وكباراً، بالتزامن مع إطلاق بث منصة «ديزني بلس» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

«نتفليكس» شدت الحزام مؤخراً، وسرَّحت 150 موظفاً بعد خسارة تاريخية للمشتركين وانهيار أسهم المنصة، وتشمل الوظائف المتأثرة عدداً من المناصب العليا، كما تعد هذه الجولة من عمليات التسريح، الثانية خلال الأسابيع الأخيرة في الشركة، التي يبلغ عدد موظفيها نحو 11 ألف موظف.

المشاهد.. محتار

على عكس المعتاد، لن تكون المنافسة في مصلحة المشاهد، فمع تعدد المنصات التي تقدم المحتوى سيعني هذا أن المشاهد سيحتاج إلى دفع المزيد من النقود لمتابعة الأعمال التي يود مشاهدتها، والتي تتناثر بين المنصات المختلفة.

ونجحت «ديزني+» في أن تستقطب 7.9 ملايين مشترك إلى خدمتها للبث التدفقي، وذلك بين نهاية ديسمبر 2021 ومطلع إبريل من العام الحالي 2022. ويتباين هذا الرقم مع ذلك الذي سجلته منافستها الكبرى «نتفليكس»، التي فقدت 200 ألف مشترك خلال الفترة عينها، في تراجع غير مسبوق منذ أكثر من عقد.

وتعوّل «ديزني» على زيادة عدد مشتركي «ديزني+» في الفترة بين إبريل وسبتمبر، مقارنة بالربع الأول من سنتها المالية الممتدة بين أكتوبر وسبتمبر.

من ناحيتها، تتوقع «نتفليكس» فقدان مليوني مشترك خلال الربع الحالي مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.

رهان «نتفليكس»

رغم كل الضغوط والمنافسة على «نتفليكس»، فإنها تعوِّل على ان الكثير من المشاهدين متمسكون بمشاهدة منصتها، وتعودوا على ما تقدمه رغم كل المغريات التي يقدمها المنافسون، لكن التجارب الماضية للشركات والمؤسسات المختلفة أثبتت أن التمسك بهذا الخيط قد لا يستمر طويلاً، إذا لم تعد «نتفليكس» حساباتها وتقدم للمشاهد ما يريده وما يجده في المنصات الأخرى.

بداية الطلاق في 2017

قررت شركة ديزني المعروفة باسم شركة والت ديزني سحب جميع أفلامها من شركة نتفليكس في عام 2017، وإنهاء اتفاق التوزيع الذي يربطها بها، واختارت بدلاً من ذلك إطلاق خدمتها الخاصة للبث المباشر للمستهلك في عام 2019، كما قررت اللجوء إلى خيار آخر يتمثل بنقل المحتوى التابع لها من المنصة، بحيث سوف تتم إزالة جميع الأفلام التابعة لها بهدف الاستثمار بشكل كبير في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الحصرية للمنصة الجديدة.

المنافسة خارج أميركا

في معركة منصات البث التدفقي، التي تدور رحاها حالياً في العالم، بعدما وصل سوق أميركا الشمالية إلى مرحلة إشباع، تحذو «ديزني» حذو «نتفليكس»، إذ تعمل حالياً على إنتاج 340 برنامجاً أصلياً خارج الولايات المتحدة للبث في غضون عامين، بما يشمل 60 مسلسلاً في أوروبا.

في القارة العجوز، التي تضم أكبر عدد من هيئات البث في القطاع العام، «حجم المحتوى المحلي الملائم ثقافياً مرتفع جداً، ويمكن الوصول إليه بسهولة»، مما دفع «ديزني» إلى أن «تختار بعناية» إنتاجاتها المحلية هناك.

3 خيارات

أجبر سقوط سهم «نتفليكس» خلال الربع الاول من العام الحالي إلى إعادة الشركات التي استثمرت في المنصات الرقمية التفكير لاتخاذ قرارات بشأن عودة الأرباح للمستويات السابقة، وأمام مسؤولي هذه الشركات 3 خيارات:

1 - الترقب

أبسط مسار للشركات قد يكون الانتظار، ومعرفة ما إذا كانت رهاناتهم المالية الكبيرة على محتوى البث الحصري ستؤتي ثمارها مع تجدّد حماس المستثمرين.

2 - عمليات دمج

الدمج بين الشركات يبقى احتمالا قائما، نظراً للعدد المتزايد من المتنافسين، ويتفق المسؤولون التنفيذيون إلى حد كبير على أن بعض هذه الخدمات ستحتاج إلى الجمع في ما بينها، ويتجادلون فقط حول عدد تلك الخدمات التي ستبقى في السوق.

3 - الاعتماد على الإعلانات

يأمل بعض المستثمرين المتفائلين، أن تساعد اشتراكات البث الجديدة المدعومة بالإعلانات، والتي تكلف المشتركين الجدد أقل من الاشتراك العادي على عودة تسجيل مستويات ربحية جيدة.