اخبار الكويت
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٩ أيار ٢٠٢٥
يوسف حمود - الخليج أونلاين
- قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (6 مايو 2025) وقف القصف على الحوثيين في اليمن.
-أعلنت وزارة الخارجية العُمانية التوصل إلى اتفاق هدنة بين واشنطن وجماعة الحوثي.
بعد نحو شهرين من الغارات الجوية المكثفة على مواقع الحوثيين في اليمن أعلنت الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة عُمانية غير معروف تفاصيله، دون أن يشمل وقف هجمات الجماعة على 'إسرائيل'.
ومنذ منتصف مارس 2025، شنت الولايات المتحدة أكثر من 1,000 غارة جوية على مواقع تابعة للحوثيين في صنعاء وصعدة والبيضاء والحديدة، تحت ذريعة الرد على الهجمات التي طالت سفناً أمريكية وإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب.
الحملة التي قادتها القيادة المركزية الأمريكية كانت الأولى من نوعها بهذا الحجم منذ انتهاء الدعم الأمريكي المباشر لتحالف الحرب في اليمن عام 2020، وتقول واشنطن إنها قتلت المئات من القيادات والمقاتلين الحوثيين، إلى جانب تدمير مواقع اتصالات ومنصات إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة، ما يطرح تساؤلات حول الإعلان، أهو مؤقت قبيل زيارة ترامب للخليج، أم أنه سيستمر بشكل دائم؟
وقف رسمي
قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (6 مايو 2025) وقف القصف على الحوثيين في اليمن، مؤكداً أنهم 'قد استسلموا' ووافقوا على وقف هجماتهم ضد السفن التجارية بالبحر الأحمر.
وصرح ترامب: 'أعلن الحوثيون (...) أنهم لم يعودوا يريدون القتال. ببساطة لا يريدون القتال بعد الآن. وسنراعي ذلك. سنوقف القصف، وقد استسلموا'.
وبعد ذلك بساعات أعلنت وزارة الخارجية العُمانية التوصل إلى اتفاق هدنة بين واشنطن وجماعة الحوثي، وجاء في بيان مسقط أن الطرفين وافقا على وقف متبادل للعمليات العسكرية في البحر الأحمر والمجال الجوي اليمني، دون تقديم جدول زمني لتنفيذ باقي البنود.
وقد سارع البيت الأبيض بعد ذلك إلى تأكيد الاتفاق، فيما قالت جماعة الحوثي في بيان رسمي إنها 'تقدر الجهود العُمانية'، لكنها لن تتوقف عن دعم حركات المقاومة الفلسطينية، في إشارة إلى استمرار الهجمات على 'إسرائيل'.
قصف ومفاجأة
وما كان لافتاً أن هذا الإعلان الأمريكي جاء بعد ساعات قليلة من غارات جوية إسرائيلية دمرت مطار صنعاء الدولي كلياً، فضلاً عن تدمير محطتي كهرباء ومصنع للأسمنت في باجل، بهجمات غير مسبوقة.
وقالت حكومة الاحتلال الإسرائيلي إنها تفاجأت بإعلان ترامب وقفاً متبادلاً للهجمات بين بلاده والحوثيين، وقال مسؤولون إسرائيليون إن تل أبيب 'لم تبلغ مسبقاً بإعلان ترامب ولا تعلم حتى الآن ما إذا كان يشملها'، وفق إعلام عبري.
ومنذ بدء الحرب قبل 18 شهراً، لم يتوقف الحوثيون عن قصف 'إسرائيل' بالصواريخ والمسيرات إلا خلال اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر بين 19 يناير و17 مارس الماضيين، كما هاجموا السفن في البحر الأحمر.
ترحيب خليجي
في بيانٍ لخارجيتها أعربت السعودية عن ترحيبها بالبيان الصادر عن سلطنة عُمان، معتبرة التفاهم خطوة في اتجاه تهدئة التوترات في البحر الأحمر وضمان سلامة الملاحة الدولية.
ورحبت قطر بنجاح وساطة عمان، وقالت خارجيتها: 'ترحب دولة قطر بجهود سلطنة عمان الشقيقة، التي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة الأمريكية والسلطات المعنية في صنعاء بالجمهورية اليمنية'، في إشارة إلى الحوثيين.
كما رحبت الكويت بنجاح وساطة السلطنة، متمنية أن يسهم ذلك في 'ضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي'.
وأشادت دول مجلس التعاون الخليجي عبر أمينها العام، جاسم البديوي، بدور عمان، مجددة دعمها الكامل لنهج الدبلوماسية والحوار لحل القضايا الإقليمية كافة، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأهمية توطيد الأمن والسلم وتعزيز الاستقرار والسلام والتنمية على المستويين الإقليمي والدولي، وعبرت عن تقديرها للدور البناء لسلطنة عُمان الذي ساهم في التوصل إلى الاتفاق.
ومع ذلك، أبدت مصادر دبلوماسية خليجية – بحسب تقارير لصحيفة الشرق الأوسط السعودية – قلقاً من أن تؤدي التفاهمات الأمريكية الحوثية إلى إضفاء شرعية على نفوذ الجماعة في شمال اليمن دون اتفاق شامل مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
قد يكون مؤقتاً
في تحليل للباحث السياسي اليمني نجيب السماوي، يرى أنه 'من غير المرجح أن يكون وقف القصف الأمريكي على الحوثيين دائماً، بل يبدو أقرب إلى هدنة مؤقتة ذات طابع سياسي مرتبط بزيارة ترامب المرتقبة إلى الخليج'.
ويوضح في حديثه لـ'الخليج أونلاين':
- الإعلان ليس واضحاً؛ فلم يُعلن عن أي وثيقة رسمية أو جدول زمني لتنفيذ الاتفاق، وهو ما يجعله عرضة للانهيار مع أي تصعيد ميداني.
- الحوثيون أعلنوا صراحة أن وقف إطلاق النار لا يشمل عملياتهم ضد 'إسرائيل'، ما يعني أن الولايات المتحدة قد تعاود القصف حال استمرار الاستهداف المتكرر لأهداف إسرائيلية أو مصالح أمريكية.
- زيارة ترامب لدول الخليج تحتاج إلى مناخ آمن سياسياً وعسكرياً، خاصة أن أي تصعيد أثناء زيارته سيحرجه أمام حلفائه ويضعف أوراقه الانتخابية داخلياً.
- هذا الإعلان هو تكتيك أمريكي للتهدئة المؤقتة حيث يبدو أن إدارة ترامب بحاجة إلى تخفيض حدة الصراع لتجنب التورط في جبهة طويلة الأمد بالمنطقة.
- الترحيب الحذر من الدول الخليجية يعكس فهماً ضمنياً بأن الاتفاق غير مستقر، وربما لا يستمر بعد مغادرة ترامب للمنطقة أو مع أي هجوم جديد في البحر الأحمر.
هجمات البحر
منذ اندلاع الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أواخر عام 2023، تعرضت الممرات البحرية الدولية لاضطرابات واسعة، دفعت شركات الشحن الكبرى إلى تحويل مساراتها من قناة السويس نحو رأس الرجاء الصالح، ما زاد التكاليف بنسبة تجاوزت 300% في بعض الحالات، وفق بيانات دولية.
ومع الإعلان عن وقف الضربات الأمريكية، ارتفعت الآمال بإعادة فتح الممرات الآمنة في باب المندب وخليج عدن، حيث بدأت بعض شركات التأمين بإعادة النظر في تصنيفها للمخاطر.
وتشير توقعات اقتصادية أولية إلى أن استقرار الملاحة قد يعيد تنشيط الموانئ اليمنية التي توقفت عن العمل لأشهر، خاصة الحديدة والصليف؛ ما سيؤثر إيجاباً على واردات الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى شمال اليمن.
في المقابل، لا تزال شركات الشحن تتريث في اتخاذ خطوات واسعة، في ظل استمرار تهديدات الحوثيين لـ'إسرائيل'، وتذبذب الاستقرار في البحر الأحمر.