مدير دار الثقافة الإسلامية في ميلانو: نسعى لتصحيح الصورة الخاطئة عن الإسلام لدى الغرب

أكد رئيس مجلس ادارة دار الثقافة الاسلامية في ميلانو محمود عسفا انه يسعى لتصحيح الصورة الخاطئة عن الإسلام لدى الغرب ومناهضة الكراهية، وتعزيز قبول الآخر.

أوضح عسفا لـ القبس أنه زار الكويت رفقة زوجته شذى أحمد علي والتي تعمل مدرسة لغة عربية لغير الناطقين بها في ميلانو وذلك لجمع التبرعات لبناء مسجد في ميلانو ليكون مركز عبادة ودار إشعاع فكري وثقافي وفقهي للمسلمين، فضلاً عن نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة والتي ترغب الغرب في ديننا القويم وتعرف الآخرين بتعاليم الإسلام السمحة وتكريسه للإنسانية والعدالة والمحبة والخير.

ولفت إلى أنه وزوجته يحلان ضيفين على الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، داعياً أصحاب الأيادي البيضاء إلى التبرع لبناء هذا المسجد، مؤكداً أن كويت الخير سباقة في دعم المشاريع الإسلامية والخيرية.

وذكر أنه هاجر الى ايطاليا للدراسة عام 1982، واختياره لايطاليا جاء مرتبط بالمونديال.

واضاف: طلبت من الوالد ان التحق للدراسة في ايطاليا، بسبب تعلقي بكرة القدم، ووافق على دراستي في ايطاليا ووصلت إليها في عام 1982 وشاركت في احتفالات المونديال، ونشأنا في تربية دينية وكنت مواظباً على الصلاة وعندما سافرت الى الغرب صار لدي التحدي للتمسك بالدين الاسلامي بشكل كبير وبدأت أتردد على المراكز الاسلامية وانتقلت الى مدينة ميلانو.

تواجد المسلمين

وأضاف: كان تواجد المسلمين كبيراً في ايطاليا في السبيعنيات، واسسنا دار الثقافة الاسلامية بمشاركة مجموعة طلاب في الجامعة من فلسطين والاردن ولبنان والعراق وسوريا ومختلف الجنسيات، واستأجرنا مبنى لصلاة الجمعة وممارسة بعض النشاطات الدينية ثم ازداد عدد الاجيال وكان ضروريا وجود مركز يجمع المسلمين، فتأسست دار الثقافة الاسلامية عام 1992 وبدأنا نجمع المسلمين وعملنا على توفير جميع الخدمات وتأسيس العمل الاجتماعي اضافة الى الانشطة الدينية والثقافية.

ولفت إلى أن 100 مدرسة ايطالية حكومية تزور دار الثقافة الاسلامية، وهي تقع في مبنى قديم وليس مسجداً وانما مركز ثقافي يستقبل المدارس الراغبة في زيارته، ولدينا تنسيق مع بلدية ميلانو لاعطاء محاضرات عن الاسلام في المدارس والجامعات. وتابع بالقول: طلبنا من بلدية ميلانو مقبرة لدفن المسلمين، ودار الثقافة الاسلامية تتولى عملية الاشراف عليها.

الغرب والإسلام

وتطرق إلى نظرة الغرب الخاطئة للإسلام، مشيراً إلى أنه ألف كتاباً عن الإسلام الحقيقي وساهم هذا الكتاب في هداية الكثيرين والتحاقهم بالإسلام. ولفت إلى أن نسبة كبيرة من الأشخاص في إيطاليا خصوصا من النساء يدخلون الإسلام حينما يعرفون حقيقة ديننا الإسلامي والذي أنصف النساء وكرس المحبة الإنسانية والعدالة والخير لصالح المجتمعات، مجدداً التأكيد بالقول: لقد نجحنا في تبيان تكريم الإسلام للمرأة وتكريسه للعدالة والمحبة الإنسانية.

ورغم عمله مهندسا معماريا يلقب أسفا بأنه «الإمام الطيب»، مشيراً إلى أنه يحرص على تصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين.

تربية الأبناء

من جانبها، قالت شذى أحمد علي وهي مدرسة لغة عربية لغير الناطقين باللغة العربية في ميلانو وناشطة اجتماعية ومسؤولة عن أولياء الأمور في المدارس الإيطالية: إنها تحرص على تنشئة أبنائها بصورة سليمة وقد عانت في بداية الأمر من عدم وجود الأدوات التي تساعد المسلمين على تربية أبنائهم بصورة سليمة في الغرب ومن ثم جاءت أهمية دار الثقافة الإسلامية، بجانب الثقافة الإسلامية التي تقوم على التعاليم السمحة لديننا الحنيف.

كويت الخير

أشاد محمود عسفا بدور الكويت الإنساني، مشيراً إلى أن أيادي الخير تمتد من الكويت إلى شتى أنحاء العالم، وتحظى الكويت بسمعة طيبة بالخير لكونها تنشر المحبة الإنسانية والسلام، كما تشمل بمساعداتها الخيرية المنكوبين والمحتاجين في العالم.

جانب من ندوة دينية في ميلانو

دعوة أهل الخير للتبرع لبناء مسجد في ميلانو

دعا رئيس دار الثقافة الإسلامية في ميلانو محمود عسفا لـ القبس: أهل الخير في الكويت وأصحاب الأيادي البيضاء إلى التبرع لبناء مسجد في ميلانو ليكون مركزاً للعبادة والشعائر الدينية ودار إشعاع وتنوير لنشر المفاهيم الصحيحة عن الإسلام.

وأضاف عسفا: لقد اشترينا مبنى قديماً من بلدية ميلانو مساحته 1500 متر بسعر رمزي 500 ألف يورو دفعها بيت الزكاة الكويتي، وسنهدم المبنى لنبني عليه مسجداً بملحقاته وهي عبارة عن مدرسة لتعليم القرآن الكريم واللغة العربية والتعريف بالإسلام، وقاعة مؤتمرات ومكان للشباب وآخر للنساء وحديقة للأطفال ومكتبة عامة وغيرها.

وأضاف سيكون هذا المسجد انطلاقة لبناء مساجد أخرى في ميلانو.

تأسيس دار الثقافة

قال مدير دار الثقافة الإسلامية إنه قام بمشاركة مجموعة من المهندسين العرب في عام 1992 لتقديم العديد من الخدمات للعرب في ميلانو بجانب أداء العبادة والأنشطة الدينية والثقافية.

وأضاف: تقع دار الثقافة في مبنى قديم، وهناك تنسيق مع بلدية ميلانو لإعطاء محاضرات للجاليات الإسلامية وغيرهم، مشيراً إلى أن المكان مستأجر ونحتاج إلى بناء مسجد، فيوجد في ميلانو 100 ألف مسلم.

وأشار إلى أنهم يطالبون بلدية ميلانو بالسماح ببناء مسجد، وقد أوضحنا لهم أن للمسيحيين كنائس ولليهود معابد ولغيرهم أماكن دور عبادة فلماذا لا يتم السماح للمسلمين ببناء مسجد؟

وأضاف: حينما كنا ندعو سياسيين ومسؤولين لزيارة دار الثقافة الإسلامية في ميلانو كانوا يخرجون بانطباع جيد عن الإسلام وتتغير صورته لديهم.