اخبار الكويت
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٣ أيلول ٢٠٢٥
إبراهيم شاكر - الخليج أونلاين
- السعودية ترأست إلى جانب فرنسا مؤتمر تسوية القضية الفلسطينية وحل الدولتين.
- وزراء خارجية دول الخليج عقدوا سلسلة لقاءات مع نظرائهم بعدد من دول العالم.
شهدت أروقة الأمم المتحدة في نيويورك خلال اليومين الماضيين زخماً دبلوماسياً خليجياً لافتاً، عكس وحدة الموقف الخليجي في دعم القضية الفلسطينية وتعزيز مسار التسوية السلمية عبر حل الدولتين، وكذلك الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية مع مختلف دول العالم.
وتنوعت النشاطات بين المشاركة في مؤتمرات دولية رفيعة المستوى، واجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف، وتوقيع اتفاقيات تعاون، بما يؤكد أن الدبلوماسية الخليجية لا تتحرك فقط كفاعل إقليمي، بل كجزء من جبهة دولية تسعى إلى حماية الشعب الفلسطيني ووقف العدوان عليه، بالتوازي مع تعزيز شراكات سياسية واقتصادية وإنسانية تخدم مصالحها الوطنية والإقليمية.
وتصدرت الدبلوماسية الخليجية المشهد في نيويورك، مع انطلاق أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، من خلال رئاسة السعودية لمؤتمر التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وحل الدولتين، بالشراكة مع فرنسا، وكذا من خلال التنسيق مع مزيد من الدول للاعتراف بدولة فلسطين.
قطر.. حضور لافت
برز الدور القطري من خلال مشاركة الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في المؤتمر الخاص بالتسوية السلمية للقضية الفلسطينية، مؤكداً مركزية الملف في أولويات الدوحة، والذي من المتوقع أن يلقي خطاباً خلال افتتاح أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعقد رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني اجتماعاً مع السيناتور جين شاهين، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، لبحث العلاقات الاستراتيجية بين قطر والولايات المتحدة، كما حضر الاجتماع الوزاري التنسيقي لوزراء خارجية دول الخليج.
وشاركت قطر أيضاً في فعاليات دولية نوعية، أبرزها الاجتماع الوزاري حول 'دبلوماسية المياه' الذي نظمته السعودية، والاجتماع التذكاري بذكرى ميثاق الأمم المتحدة، ما عكس رغبة الدوحة في المساهمة في القضايا العالمية إلى جانب القضية الفلسطينية.
وعلى الصعيد الإنساني، كثفت الدوحة تحركاتها عبر وزير الدولة للتعاون الدولي مريم المسند، التي اجتمعت مع منظمات إنسانية دولية كالصليب الأحمر و'أنقذوا الأطفال'، مؤكدة التزام قطر بحماية المدنيين والأطفال في مناطق النزاع، ووقعت قطر إعلان حماية العاملين في المجال الإنساني، في خطوة عملية تعزز دورها كداعم للعمل الإغاثي.
كما عقد وزيرا الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي، وسلطان المريخي، سلسلة لقاءات مع عدد من الوزراء والمسؤولين بعدد من دول العالم، لبحث العلاقات الثنائية، والمستجدات الإقليمية والدولية.
وأقامت دولة قطر، بالتنسيق مع معهد السلام الدولي والمفوضية الأوروبية، العشاء السنوي العشرين يوم الأحد (21 سبتمبر) في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
السعودية.. قيادة إقليمية
حافظت المملكة العربية السعودية على موقعها القيادي عبر رعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالشراكة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للمؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية وحل الدولتين، الذي انعقد مساء الإثنين في نيويورك، وتضمن إعلان فرنسا ودول أخرى اعترافها بدولة فلسطين.
وأكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان الذي رأس المؤتمر، جنباً إلى جانب مع الرئيس ماكرون، على ضرورة منع التهجير ووقف الاستيطان، تمهيداً لإعادة إعمار غزة وفق الخطة العربية الإسلامية، معتبراً انعقاد مؤتمر حل الدولتين، يمثل فرصة تاريخية للسلام في المنطقة.
وشارك وزير الخارجية السعودي، في الاجتماع الوزاري بشأن خطة إعمار غزة، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80، حيث جرى التأكيد على ضرورة العمل على منع التهجير تحت أي مسوغ والتحذير من الضم أو توسيع الاستيطان، والتشديد على ضرورة الإنهاء الفوري للحرب وذلك للبدء في تنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة.
وقاد بن فرحان جلسة 'دبلوماسية المياه' بمشاركة دولية واسعة، مؤكداً أن قضايا الأمن المائي جزء من الأمن الدولي، وهو طرح يربط بين الأمن الإنساني والتنمية المستدامة.
وإلى جانب ذلك، شارك في الاجتماعات التنسيقية الخليجية التي عقدت في نيويورك، وأجرى لقاءات ثنائية مع نظيره التركي هاكان فيدان لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، ما أظهر حرص الرياض على توسيع دائرة تحالفاتها مع القوى الإقليمية والدولية.
الكويت.. تحركات متوازنة
نشط وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا في سلسلة لقاءات ثنائية مع وزراء خارجية الدومينيكان وهنغاريا ومصر، جرى خلالها بحث العلاقات الثنائية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيد الإقليمي والدولي.
وجرى التوقيع على اتفاقية بين الكويت والدومينيكان، بشأن إعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والرسمية من متطلبات التأشيرة، كما جرى توقيع اتفاقية مع هنغاريا، للتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، إضافة إلى توقيع اتفاقية إعفاء متبادل من التأشيرات مع صربيا، ما يعزز حضور الكويت كشريك اقتصادي ودبلوماسي موثوق.
وعلى الصعيد السياسي، شارك في عشاء وزاري حول السلام في الشرق الأوسط، كان من أبرز محاوره القضية الفلسطينية وغزة، في تنسيق مع قطر والاتحاد الأوروبي.
وترأس اليحيا الاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية مجلس التعاون، مؤكداً على دور الكويت في إدارة الملفات الخليجية المشتركة ضمن رئاستها الحالية للمجلس.
عُمان.. حضور داعم
شاركت السلطنة في الاجتماع التنسيقي الخليجي عبر وزير خارجيتها بدر البوسعيدي، مؤكدة استمرار نهجها القائم على دعم العمل الخليجي المشترك والتنسيق مع الشركاء الدوليين.
كما شارك وزير الخارجية العُماني في المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين، ورحب الوزير باعتراف فرنسا بدولة فلسطين، وثمن كل الجهود الملموسة نحو تمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق حقه الشرعي في إقامة دولته المستقلة.
وأجرى الوزير البوسعيدي، سلسلة لقاءات مع نظراؤه وزراء خارجية مصر وإيران، وأوكرانيا، واليمن، وفنزويلا، جرى خلالها بحث العلاقات الثنائية، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
كما التقى البوسعيدي، مستشار الشؤون الخارجية بجمهورية بنجلاديش توحيد حسين، وجرى في ختام اللقاء، توقيع مذكرة تفاهم في مجال التدريب الدبلوماسي بين البلدين، إلى جانب لقاؤه بحاجة لحبيب، مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات.
الإمارات.. موقف ثابت
شاركت الإمارات ممثلة بنائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، الشيخ عبدالله بن زايد، في المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية وحل الدولتين، وشدد الوزير على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام.
ورحبت أبوظبي بالاعترافات الدولية الأخيرة بدولة فلسطين، واعتبرت أنها تعزز التوجه نحو إنهاء عقود من الصراع، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية 'وام'.
وأجرى الوزير بن زايد، في نيويورك، لقاءين منفصلين مع رئيس جزر القمر عثمان غزالي، ورئيس الوزراء في جزر سليمان، جيريميا مانيلي، جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية، وسبل تطويرها، والمستجدات الإقليمية.
وأكد الوزير الإماراتي، حرص بلاده على بناء شراكات مع الدول الصغيرة والنامية، ما يعكس تنوع أجندة أبوظبي الدبلوماسية بين القضايا الإقليمية والدولية.
وشارك خليفة شاهين المرر، وزير الدولة بالخارجية الإماراتي، في الاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي عقد في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80.
البحرين... استعداد لعضوية مجلس الأمن
تمحورت تحركات وفد البحرين برئاسة وزير الخارجية عبداللطيف الزياني في نيويورك حول التحضير لعضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن 2026-2027.
والتقى الزياني بالوفد البحريني المكلف بالتنسيق والتهيئة للعضوية، وشدد على أهمية استثمار هذه العضوية لإبراز نهج المملكة القائم على الاعتدال والتعايش.
وشارك وزير الخارجية البحريني، في الاجتماع التنسيقي الخليجي، ليؤكد التزام المنامة بالعمل المشترك، بالتوازي مع تعزيز حضورها على الساحة الدولية.
كما شارك أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، في المؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل التسوية السلمية لقضية فلسطين، وتنفيذ حل الدولتين على مستوى القمة، وأعرب عن تقديره لقيادة السعودية ومبادرتها الرائدة لإطلاق التحالف الدولي لحل الدولتين، إلى جانب فرنسا.
وحضر البديوي الاجتماع التنسيقي للمجلس الوزاري لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، وشارك أيضاً في العشاء السنوي العشرين الذين عقده معهد السلام الدولي، بالتنسيق مع قطر والمفوضية الأوروبية.
وأجرى البديوي، سلسلة لقاءات، مع وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، وكذا وزير الخارجية وشؤون المصريين بالخارج، بجمهورية مصر العربية، والتقى أيضاً بمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا.
ولا يزال أمام الدبلوماسية الخليجية الكثير من اللقاءات خلال الأيام القادمة مع انطلاق أعمال الدورة الـ80 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تحل هذا العام، في ظل مطالب دولية لإصلاح الأمم المتحدة، وكذا في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، ووصول شرر الحرب إلى بعض العواصم الخليجية.