اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٦ حزيران ٢٠٢٣
محمد مراح
الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الكافيين قد يعانون من الأرق، وهو أمر قد يتطور ويؤثر في الجسم كله. يروي الدكتور ريتشارد فريدمان، حادثة وقعت مع أحد مرضاه، ويقول، وفق «واشنطن بوست»: «أخبرني مريض يبلغ من العمر 32 عاماً أنه كان في طريقه إلى العمل لكنه نام خلف عجلة القيادة عند الإشارة الحمراء، وقام أحد رجال الشرطة باعتقاله للاشتباه في قيادته تحت تأثير المخدرات؛ لكنه في الواقع لم يكن كذلك، بل كان تحت التأثير القوي للحرمان من النوم، والذي كان يعتقد أنه يمكن أن يقاومه بكميات إضافية من الكافيين. لكن اتضح أن الكافيين يقوم بخداع الجسم لفترة محدودة فقط».
كيف يخدع الكافيين جسمك؟
يوفر فنجان قهوة صغير حوالي 100 ملليغرام من الكافيين، ويعتبر تناول ما بين 400 و500 مغم من الكافيين يومياً آمناً بشكل عام، لكن عند تناول 1200 مغم أو أكثر في اليوم فستصاب بتسمم الكافيين الذي من أعراضه عدم انتظام ضربات القلب.
ويؤكد الخبراء أن الإحساس باليقظة الناتج عن تناول الكافيين، وهمي، وهو ما يسبب الحرمان المزمن من النوم.
ويشيرون إلى أن مادة كيميائية تسمى الأدينوزين تلعب دوراً رئيسياً في تنظيم النوم، فعندما تستيقظ بعد ليلة نوم مريحة، يكون مستوى الأدينوزين في دماغك في أدنى مستوى، ويرتفع خلال اليوم باطراد ويسبب النعاس في المساء، أما أثناء النوم، فتزول مادة الأدينوزين من الدماغ.
ويعتبر الكافيين مضاداً قوياً لمستقبلات الأدينوزين في الدماغ، وبالتالي يمنع التأثيرات المهدئة للأدينوزين ويجعلك تشعر بالنشاط الذهني.
كيف يتطور الحرمان المزمن من النوم؟
إذا لم تنم بشكل جيد فلن تتم إزالة الأدينوزين بالكامل من الدماغ، ومع الحرمان المزمن من النوم، تستمر مستويات الأدينوزين في الارتفاع، مما يخلق إحساساً دائماً بالتعب والنعاس وإضعاف الوظيفة الإدراكية.
ويتكيف الدماغ مع هذا الفيض من الأدينوزين عن طريق زيادة عدد مستقبلات الأدينوزين في محاولة لجعلك تغفو، وهذا بالطبع يجعلك تشعر بالتعب أكثر.
من المحتمل أن تستجيب عن طريق زيادة استهلاكك للكافيين، في محاولة لمنع زيادة نشاط الأدينوزين، والذي لا تمكن استعادته إلا في ليلة نوم عادية.
ومن المثير للاهتمام، أنه في حين أن الكافيين لا يمكنه القضاء على الحرمان من النوم، إلا أنه يبدو أنه يعوض بعض الآثار المعرفية الضارة لفقدان النوم على الذاكرة.
قد يكون هذا أحد الأسباب التي تجعل الناس يعتقدون أن الكافيين يعمل لمصلحتهم، حتى لو كان الكافيين يسهم في حرمانهم المزمن من النوم من خلال آثاره التنبيهية، فهم لا يعانون من الآثار المعرفية الضارة لفقدان النوم لإلقاء اللوم على الكافيين.
أفضل الطرق للحصول على نوم مستقر
إليكم الطرق الأكثر فاعلية للنوم، والتي تمت دراستها وتبين أنها فعالة، إن لم تكن أكثر من أي دواء منوم:
◄ السرير للنوم فقط: لا تفعل أي شيء في السرير باستثناء النوم، ممنوع القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى أو أي شيء آخر، هذا حتى يرتبط دماغك السرير بالنوم فقط.
◄ حدد وقتاً منتظماً للنوم: إذا لم تكن نائماً خلال 15 أو 20 دقيقة، فانهض من السرير واذهب إلى كرسي أو أريكة مريحة واقرأ أو شاهد شيئاً، وبمجرد أن تشعر بالتعب، عد إلى السرير وحاول مرة أخرى.
◄ جودة النوم هي الأهم: حتى لو كنت تنام بضع ساعات فقط، فإن «جودة نومك»، ستكون رائعة، إذا نجحت في النوم بشكل عميق، وبهذا سوف تكون في طريقك لكسر الرابط بين سريرك والأرق.
نصيحتان مهمتان
◄ من الأفضل أن تحافظ على شرب قهوتك في الصباح ومحاولة تجنب الكافيين بعد الغداء
◄ على الأشخاص الذين يعانون من بطء عملية التمثيل الغذائي للكافيين وراثياً، التوقف تماماً عن شرب القهوة
معلومات مهمة
- إذا كنت تشرب القهوة لتبقى متيقظاً، فاعلم أن ديون النوم تتراكم عليك وهي «سيئة»
- يعتبر تناول ما بين 400 و500 مليغرام من الكافيين يومياً آمناً
- عند تناول 1200 مليغرام أو أكثر في اليوم ستصاب بتسمم الكافيين
- مادة الأدينوزين تلعب دوراً رئيسياً في تنظيم النوم، فكلما زادت في أدمغتنا شعرنا بالنعاس
- حافظ على نمط شربك للكافيين في الصباح، وتجنَّب تناوله بعد الغداء