اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
29 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة: حيث تتسارع خطى الانتخابات البرلمانية نحو يومها الحاسم في أكتوبر 2025، فيما انقض شبح إلكتروني غامض: موجة من التشويش الإلكتروني أعاقت تطبيقات الخرائط، محولاً المدينة إلى متاهة من الضياع والغضب. لم يكن هذا مجرد عطل فني عابر، بل هجوم صامت على نبض الحياة اليومية، يذكر بكيف يمكن للأمواج الرقمية أن تُغرق المدن في بحر من الارتباك، خاصة عندما تتقاطع مع توترات سياسية مشحونة.
و ضربت عمليات التشويش تطبيقات الخرائط الحية، مُعطلةً خدمات التاكسي والتوصيل في بغداد فقط، بينما بقيت المحافظات الأخرى سليمة.
سائقو التطبيقات وأصحاب العجلات، الذين يعتمدون على هذه الأدوات كشريان حياة، وجدوا أنفسهم يتخبطون في ظلام رقمي، يفقدون ساعات عمل ويواجهون غضب العملاء. الشكاوى انتشرت كالنار في الهشيم: طرق خاطئة، تأخيرات فادحة، وخسائر مالية هائلة تصل إلى آلاف الدولارات يومياً لشركات التوصيل والسائقين المستقلين.
هذا الانهيار لم يكن مجرد إزعاج؛ إنه تهديد وجودي لاقتصاد الشارع، حيث تحولت المدينة إلى ساحة من الفوضى المرورية، مع سيارات تتجول عشوائياً ومواطنون يتخبطون في البحث عن طريقهم.
ولم تقف الضربة عند حدود الطرق؛ فقد امتدت إلى نسيج الحياة الاجتماعية، محولةً بغداد إلى مدينة من الارتباك الجماعي.
المواطنون، الذين اعتادوا الاعتماد على هواتفهم كدليل في متاهة الازدحام، واجهوا صدمة الضياع الحرفي، مما أدى إلى تأخير في الوصول إلى العمل أو المستشفيات، وتصاعد التوتر في الشوارع.
أما الخسائر الاقتصادية، فهي ليست مجرد أرقام؛ إنها قصص يومية لعائلات تعتمد على دخل السائقين، الذين يفقدون عمولاتهم في ليلة واحدة، مما يُفاقم الضغوط في بلد يعاني من هشاشة اقتصادية أصلاً. هذا التشويش، كالسم الذي يتسلل ببطء، يُذكر بكيف يمكن للأدوات الرقمية أن تتحول إلى أسلحة، تُشل الحركة وتُشعل الغضب الشعبي.
ومع تضارب الروايات، برز الاعتقاد السائد بأن التشويش مرتبط بالانتخابات، ربما لإرباك التنسيق أو منع التجمعات غير الرسمية حول المراكز الانتخابية. لكن التركيز الحصري على بغداد، رغم انتشار المراكز في كل المحافظات، يُشير إلى أهداف أخرى أكثر دقة.
مراقبون يرون فيه إجراءً وقائياً لحماية مقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات من الطائرات بدون طيار أو الهجمات الإلكترونية، مستذكرين حوادث سابقة في المنطقة حيث استخدمت أنظمة تشويش لصد التهديدات.
لم يكن التشويش خوفاً من استهداف المراكز الانتخابية مباشرة، بل ربما درعاً إلكترونياً يحمي النواة السياسية، في سياق إقليمي يتردد فيه صدى التوترات الاقليمية. هذا الغموض يُضخم الشكوك، محولاً الانتخابات إلى مسرح للظلال الرقمية.
و يُظهر الحادث هشاشة الاعتماد على التكنولوجيا في أزمنة التوتر، حيث يمكن لإشارة واحدة مُشوشة أن تُعصف بثقة الشعب في نظامه.
About Post Author
زين
See author's posts





 
 

 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 




































 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 