اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
23 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: تمخضت الذكرى الثمانون لتأسيس الأمم المتحدة عن لحظة تأمل عالمي حيال جدوى المنظمة في عالم تزداد فيه الصراعات وتضعف فيه الثقة بالمؤسسات الدولية.
وواجهت المنظمة الأممية سلسلة تحديات مصيرية، بينما احتفلت الدول الأعضاء في 26 يونيو الجاري بمرور ثمانية عقود على توقيع ميثاق سان فرانسيسكو.
واستعادت العواصم الكبرى تاريخ المؤسسة التي نشأت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وسط أسئلة مقلقة حول مستقبلها في ظل شلل مجلس الأمن، وتراجع التمويل، واحتدام الاستقطاب الدولي.
وأكدت تقارير أممية أن النزاعات المسلحة وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ 1945، إذ سجلت الأمم المتحدة 183 نزاعًا مسلحًا خلال 2024، بينها 45 تصنف 'أزمات إنسانية شديدة'.
واستبقت المنظمة الاحتفالية بإطلاق الأمين العام أنطونيو غوتيريش مبادرة 'الأمم المتحدة80' لإعادة هيكلة جذريّة، شملت تقليص الوظائف بنحو 12%، ودمج البرامج، وتبني إصلاحات مؤلمة في البيروقراطية الإدارية.
وواجهت الإصلاحات مقاومة داخلية وامتعاضا من بعض الدول الأعضاء، بينما واصلت الولايات المتحدة، التي تموّل نحو 22% من الميزانية الأممية، تقليص مساهماتها، ما فاقم من عجز تجاوز 700 مليون دولار في نهاية 2024.
وأوضحت تقارير 'مجموعة الأزمات الدولية' أن الأزمة لا تنحصر في الموارد أو البيروقراطية، بل تشمل فقدان الثقة بمجلس الأمن، مع تعثر قراراته في ملفات أوكرانيا وغزة والسودان، بفعل استخدام متكرر لحق النقض من روسيا والولايات المتحدة.
واشتدت الانتقادات من بعض الحكومات والمنظمات المدنية، إذ وُصفت الأمم المتحدة بأنها 'كائن شفاف'، و'قزم سياسي'، كما كتب الباحث روموالد سيورا، مشككًا في قدرتها على البقاء حتى الذكرى المئوية لتأسيسها.
وأبرزت غيسو نيا من المجلس الأطلسي هشاشة صورة المنظمة، في ظل الاتهامات المتكررة لها من قبل إسرائيل وداعميها، بكونها منصة معادية للسامية أو حامية للأنظمة الاستبدادية، ما يهدد مناعتها الرمزية والمعنوية.
وشدد غوتيريش على أن 'غياب الأمم المتحدة سيجعل العالم أكثر فوضى'، مشيرًا إلى أن برامج مثل الأغذية العالمي أنقذت أكثر من 102 مليون إنسان عام 2024، وأن قوات حفظ السلام الأممية البالغ عددها نحو 87 ألفًا تعمل في 12 منطقة ساخنة حول العالم.
وتواصلت دعوات إصلاح مجلس الأمن، إذ اقترحت الهند والبرازيل وألمانيا واليابان توسيع عضويته الدائمة، لكسر احتكار 'النادي النووي' الموروث من 1945، دون تحقيق تقدم فعلي بسبب تعقيدات المفاوضات.
ورأى خبراء أن العالم اليوم رغم تشكيكه في فاعلية الأمم المتحدة، لا يملك بديلًا واقعيًا عنها، وأن تآكلها لن ينجب منظمة أنجع، بل فراغًا خطيرًا قد يُملأ بالقوة والمصالح.
About Post Author
زين
See author's posts