اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢٢ تموز ٢٠٢٥
22 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: في لحظة غير معلنة، تحوّلت الكوت من مدينة على أطراف الوطن إلى مرآة تعكس هشاشة الدولة ومؤسساتها. لم يكن حريق 'هايبر ماركت' مجرد حادث عرضي، بل كشف عن عمق التصدّع في منظومة الحكم والإدارة، حين استحال اللهيب إلى ما يشبه التصويت الشعبي ضد طبقة سياسية غائبة.
وما إن اشتعلت ألسنة النار، حتى تسابق الجميع إلى إلقاء اللوم.. لكن أحداً لم يُجب عن السؤال الأهم: من كان يفترض أن يكون في الموقع حين سقط الضحايا؟ محافظ واسط غاب، كأن الأمر لا يعنيه.
والمثير ان جلسة البرلمان تحوّلت إلى تداولية، بلا مغزى ولا مسار، كما أشار النائب حسين عرب بقوله: 'بدأت أكبر عملية ترميم الحادث حتى لا يُحاسب أحد' ، في توصيف دقيق لمهزلة الإفلات من المساءلة.
وقال عرب إن جلسة مجلس النواب تحولت إلى تداولية لعدم اكتمال النصاب القانوني للجلسة، مشيراً إلى أن ما حدث في الكوت هو جريمة حقيقية، واصفاً التستر على المتقاعسين بجريمة أكبر، وختم تدوينته بعبارة “بدأت أكبر عملية ترميم الحادث حتى لا يحاسب أحد”.
وتحوّلت جلسة مجلس النواب، التي عُقدت على عجل، إلى مسرح استعراضي دون جمهور، بعد أن تخلّف كثير من النواب عن الحضور، مفرّغين الجلسة من مضمونها، بينما أكّد نواب أن 'مأساة الكوت تحدٍ حقيقي للنظام السياسي'، في تلميح واضح إلى التواطؤ البنيوي الذي يمنع المحاسبة.
وما بين تساؤلات المواطنين الغاضبين، وصيحات شهود العيان عن تقاعس الدفاع المدني وتأخّر الاستجابة، كان الرماد يُذرّ في العيون، لا على الأرض المحترقة.
روايات عن فساد في العقود، أجهزة إطفاء لا تعمل، واستعدادات معدومة، تكرّس الشعور بأن حياة الناس رخيصة، وأن موتهم مجرد حدث إداري في سجل طويل من الفشل.
ومع كل حريق، يتكرّر السيناريو: تحقيق يُفتح.. ثم يُوضع في الأدراج. أسماء تعلن، ثم تُنسى.
وتبقى الكارثة معلّقة في الهواء، شاهداً على دولة تدار باللاقرار، ومحافظة بأكملها لم تستطع إطفاء مبنى.
About Post Author
moh moh
See author's posts