اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
4 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة: ارتسمت في مدينة النجف صورة لافتة بعدما احتضن منزل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في الحنانة اجتماعاً مغلقاً، ضم النواب المستقيلين من كتلته البرلمانية والوجوه السابقة في 'الأحرار' و'سائرون'.
وانعقد اللقاء في لحظة سياسية متوترة، ليكشف – بحسب من حضره – عن قرار راسخ من الصدر بالابتعاد الأبدي عن العملية السياسية، ما لم يطرأ تغيير جوهري يبدل قواعد اللعبة التي يصفها أنصاره بالمغلفة بالمحاصصة والفساد.
رهان على الشارع لا على البرلمان
وتركزت مواقف الصدر في الاجتماع على تكريس البعد الشعبي بدل البرلماني، إذ فضّل الإبقاء على قوة الدعم الجماهيري الذي يعتبره مصدر شرعيته الأول، متجاوزاً المناصب النيابية والوزارية التي يرى أنها لم تعد سوى أدوات لتدوير نفوذ الأحزاب.
النائب المستقيل عن الكتلة الصدرية إياد المحمداوي، قال أن اللقاء شهد التأكيد على أن قوة (التيار الوطني الشيعي) لا تُقاس بعدد المقاعد النيابية أو بمواقع النفوذ الحكومي، وإنما تنبع من عمق عقيدته الدينية، ورسوخ حكمة قيادته، وطاعة أبنائه الملتزمين بخط الإصلاح.
وتداولت أوساط قريبة منه أن الرجل بات يفضل صياغة خطابه على أنه زعيم احتجاجي لا قائد كتلة، مستنداً إلى تجربة حشد الملايين في ساحات بغداد ومدن الجنوب، ومقدماً نفسه بوصفه الضمير المعارض لسلطة الأحزاب لا شريكاً لها.
مخاطر الرهان على العقيدة وحدها
واختلفت الرؤى حول جدوى هذه الاستراتيجية، إذ يرى محللون أن الاعتماد المفرط على البعد العقائدي في السياسة قد يضمن حضوراً رمزياً، لكنه لن يفي بوعود الجماهير الباحثة عن تحسين معيشتها وتطوير حياتها اليومية.
وحذر آخرون من أن الجماهير التي تهتف اليوم للزعيم قد تبحث غداً عن حلول ملموسة للكهرباء والبطالة والخدمات، وهو ما يضع تجربة الصدر أمام امتحان قاسٍ إذا ما طالت المقاطعة وتعطلت البدائل.
ارتياح خصوم وتنافس مكتوم
وتسربت إشارات من كواليس القوى الشيعية المنافسة توحي بارتياح خفي من عزلة الصدر، إذ بدت الساحة أفسح لتقاسم المناصب بين الفصائل والائتلافات الأخرى دون تهديد من كتلة عُرفت بأنها كتلة أحرجت الجميع بحجمها ونفوذها.
وترددت أيضاً تحذيرات من أن هذا الارتياح قد يكون مؤقتاً، لأن غياب الصدر عن قبة البرلمان لا يعني غيابه عن الشارع، ولأن أي قرار بالعودة يمكن أن يقلب المعادلات دفعة واحدة، بما يربك كل الحسابات.
About Post Author
moh moh
See author's posts