اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
1 شتنبر، 2025
بغداد/المسلة: دانت مؤسسة الشهداء التصريحات التي صدرت عن الشيخ عداي الغريري، معتبرة إياها غير دقيقة ومتناقضة مع مبادئ الوحدة الوطنية التي يفترض أن تحكم التعامل مع ملف الشهداء في العراق.
وقراءة الموقف تكشف عن تعقيدات ملف الشهداء الذي ظل طوال السنوات الماضية موضوعاً شديد الحساسية، تتقاطع فيه اعتبارات سياسية واجتماعية وطائفية، في وقت تتطلع فيه أسر الضحايا إلى المساواة والعدالة بعيداً عن التوظيف السياسي.
ويشير الغريري في تصريحاته إلى أن قرار إطفاء ديون شهداء الحشد الشعبي يحمل تمييزاً، معتبراً أن شهداء الجيش لا ينالون المعاملة ذاتها، بل ذهب إلى القول إن 'شهيد الجيش درجة عاشرة وشهيد الحشد درجة أولى'، مضيفاً أنه كابن للبلد يشعر بأن التعامل الرسمي يجعله أقلية.
ومثل هذا الطرح من قبل الغريري يكشف عن مخاوف من فتنة طائفية تثيرها مثل هذه التصريحات..
ويأتي هذا السجال في ظل اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، حيث تُعاد صياغة ملفات حساسة مثل ملف الشهداء في سياق المنافسة السياسية.
والتعامل الانتقائي مع قضايا العدالة الاجتماعية يعزز الانطباع لدى بعض الأطراف بوجود تمييز، بينما تسعى مؤسسات رسمية مثل مؤسسة الشهداء إلى تأكيد وحدة المعايير ونبذ أي خطاب طائفي قد يعيد إلى الذاكرة انقسامات الماضي.
وتتحدث مصادر في إدارة ملف الشهداء في العراق بأن المساواة لجميع من ضحوا، بعيداً عن الانتماءات والهويات الفرعية، وأن كلام الغريري لا يكشف الحقائق بل يحرفها.
وتأتي مثل هذه التصريحات في توقيت انتخابي حساس، ما يجعلها محمّلة بدلالات سياسية أكثر من كونها توصيفاً للواقع، فيما يسعى البعض إلى استثمار حساسية ملف الشهداء لاستقطاب جمهور معين عبر خطاب المظلومية.
وتتحول قضايا الوحدة الوطنية إلى أدوات انتخابية، تُستحضر عند الحاجة ثم تُطوى بعد انتهاء السباق. ويكشف ذلك عن مأزق الخطاب السياسي في العراق، حيث يُستعاض عن البرامج التنموية بلغة الانقسام.
About Post Author
Admin
See author's posts