اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢ كانون الأول ٢٠٢٥
2 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة:
أصبح واضحا تأثير تأخر الموازنة على مستويات الخدمات، بعدما انعكس تعثر صرف الموازنة الثلاثية للأعوام 2023–2025 على أداء الوزارات والمحافظات، إذ أدت الشبهات التي أحاطت بالإنفاق إلى تباطؤ المشاريع الخدمية وتعطل عشرات الخطط الاستثمارية التي كان يفترض أن تغيّر البنية التحتية المتآكلة.
ومن جانب آخر، وبحسب تحليلات رصدتها المسلة، يبرز عدم استكمال موازنة 2025 رغم اقتراب نهاية السنة بوصفه مؤشراً على اضطراب دورة التخطيط المالي، بعدما بقيت الجداول المرتقبة عالقة بين النقاشات الفنية والخلافات السياسية داخل المؤسسات المعنية، الأمر الذي أرجأ تحويل الأموال للمشاريع الجديدة وعمّق حالة الترقب في الدوائر التنفيذية.
وتوضح بيانات المسؤولين التنفيذيين أن استمرار العمل بقاعدة 1/12 الشهرية استناداً إلى قانون الإدارة المالية رقم 6 لسنة 2019 حدّ من قدرة الجهات على تمويل مشاريع جديدة أو استكمال المتوقفة، بينما تسببت آليات الصرف المحدودة بتراجع معدلات الإنجاز حتى في المشاريع التي وصلت إلى مراحل نهائية.
ومن جهة أخرى يكشف العاملون في القطاعات الخدمية عن اتساع فجوة التمويل بين ما تحتاجه المشاريع فعلياً وبين ما يتاح للصرف، إذ اضطرت الوزارات والشركات المنفذة إلى تأجيل تنفيذ خطط الإعمار والصيانة، فيما أبلغت محافظات عن تعطّل مشاريع مياه وصحة وطرق بقيت بلا تخصيصات كافية منذ مطلع العام.
ويستمر الجدل حول أسباب تأخر إرسال جداول موازنة 2025 إلى البرلمان، حيث تصف مصادر فنية النقاشات بأنها مركبة تجمع بين الخلافات على أبواب الإنفاق والإيرادات، والاعتراضات على بنود تشغيلية ومالية يُعتقد أنها تحمل آثار الموازنة الثلاثية المثيرة للانتقادات، والتي فتحت الباب أمام شبهات التلاعب وأثارت تساؤلات حول حجم الإنفاق الفعلي.
ومن ناحيتها تشدد اللجان المالية والرقابية على أن غياب الحسابات الختامية للأعوام السابقة يعمّق غموض الصورة المالية، إذ لا تتوافر بيانات حقيقية توضح حجم المصروفات أو الالتزامات التعاقدية، ما يجعل إعداد موازنة دقيقة أمراً شديد التعقيد ويحد من ثقة الشارع بالمسار المالي العام.
وتدفع النقاشات المتصاعدة نحو المطالبة بموازنة 'حقيقية' تركز على تقليص المصروفات غير الضرورية، وإعادة هيكلة الإنفاق التشغيلي، وزيادة الإيرادات عبر الجبايات والاستثمارات المحلية، في محاولة لوقف الهدر واستعادة قدرة الدولة على التخطيط بعيد المدى، وسط توقعات بأن أي إصلاح مالي لن يكون ممكناً دون شفافية كاملة وحسابات ختامية مُعلنة.
About Post Author
moh moh
See author's posts






































