اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ١٦ أيلول ٢٠٢٥
16 شتنبر، 2025
بغداد/المسلة: تُظهر قراءة فاحصة في موازنة وزارة الحرب الأميركية لعام 2026 تحولاً عملياً في أولويات الدعم العسكري داخل العراق، إذ رُصد نحو 61.014 مليون دولار لتجهيز قوات البيشمركة بزيادة ملحوظة عن العام السابق، فيما تراجعت المخصصات الموجهة لوزارة الدفاع العراقية إلى حدود 48.2 مليون دولار فقط، وهو ما يعكس بوضوح تحوّلاً في بوصلة الدعم العسكري الأميركي.
وَجاءت تفاصيل الموازنة لتكشف أن الأموال المخصصة للبيشمركة ستتوزع بين التسليح والذخيرة والآليات والملابس العسكرية، بما يضمن تطوير قدرات القوات الكردية وتعزيز جاهزيتها العملياتية، في حين أوقفت واشنطن برامج الرواتب المباشرة ونقلت عبء ذلك إلى الحكومة الاتحادية، وهو ما يشي بأن الدعم أصبح ذا طبيعة استراتيجية أكثر من كونه إجرائياً.
وَتزامن ذلك مع تحريك واشنطن قوات من قواعدها في بغداد والأنبار باتجاه قاعدة حرير داخل إقليم كردستان، كما تزامن مع افتتاح قنصلية أميركية كبرى في أربيل، بما يعكس أن التركيز الأميركي لم يعد عابراً أو مؤقتاً بل يمثل إعادة تموضع مدروس يكرس الإقليم بوصفه شريكاً أساسياً في الاستراتيجية الإقليمية.
وَتطرح هذه التطورات أسئلة معقدة حول دلالات الثقة الأميركية بالبيشمركة مقابل فتور العلاقة مع بغداد، في ظل انقسامات داخل المؤسسة الأمنية الاتحادية وتعدد مراكز القرار وتنامي نفوذ الفصائل المسلحة، وهو ما يقلل من مستوى الاطمئنان الأميركي للشراكة التقليدية مع الحكومة المركزية.
وَيتضح من هذا المشهد أن واشنطن تسعى إلى تقليص مخاطرة انخراطها في بيئة أمنية مضطربة عبر دعم حليف موثوق ومرن نسبياً، مع إبقاء خياراتها مفتوحة إزاء التوازنات الإقليمية والتوتر مع إيران، ما يجعل من الإقليم منصة آمنة لإدامة نفوذها في العراق ومحيطه.
وَيبدو أن هذا التحول لا يقتصر على بعده العسكري، بل يتجاوز إلى أبعاد سياسية ودبلوماسية، حيث يتحول الإقليم شيئاً فشيئاً إلى مركز ثقل في علاقة الولايات المتحدة بالعراق، وهو ما قد يفتح الباب أمام توترات جديدة بين أربيل وبغداد إذا ما تُرجم الدعم إلى نفوذ سياسي أكبر.
About Post Author
moh moh
See author's posts