اخبار العراق
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الجيش والموساد يرصدان نشاطاً مكثفاً لميليشيات موالية لإيران
أبقت إسرائيل، إيران وما وصفته بالاستثمار بوكلائها في مركز أبحاثها الأمنية، من سوريا، مروراً بلبنان، وحتى الأردن والعراق. وأطلق الجيش الإسرائيلي والموساد حملة استعداد واسعة لمواجهة جهود طهران المكثفة للاستثمار في ما سمته الميليشيات الموالية لها في العراق والأردن 'وبنى الإرهاب في المنطقة'. وفي الاستعدادات سيناريو مواجهة إطلاق صواريخ ومسيرات بعيدة المدى ومناورة برية عبر سوريا وحدود الأردن.
ودخل العراق إلى خط التحديات الإسرائيلية في أعقاب تقرير إسرائيلي ادعى أن إيران كثفت جهودها خلال العام الماضي في تعزيز قدرات وكلائها العسكرية والصاروخية وأيضاً تدريب عناصرها لشن هجمات على إسرائيل من مختلف الجبهات، ضمن سيناريوهات مختلفة جوية وبرية.
وخصص التقرير الإسرائيلي جانباً واسعة لما سماها 'جبهة العراق'، معتبراً أنها جبهة جديدة لا تقل تحدياً ولا خطورة من قبلة الجبهات. وأشار التقرير إلى تعاون مكثف وتنسيق وثيق بين الموساد والاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي حول سبل مواجهة التهديد الآخذ بالتطور ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية من العراق.
ونُقل عن مصادر في قيادة الشمال للجيش الإسرائيلي قولهم إن 'الإيرانيين يستثمرون موارد كبيرة في الميليشيات المؤيدة لطهران وفي بنى إرهابية في العراق، بحيث يتمكنون عند صدور الأمر من مهاجمة إسرائيل من الجو والبر، بعد تعزيز هذه الميليشيات بصواريخ ومسيرات قادرة على إدخال منطقة واسعة من الجبهة الداخلية في إسرائيل في مرمى معداتها العسكرية إلى جانب التدريب المكثف، أيضاً، من الناحية البرية عبر عمليات إما من الحدود السورية أو الأردنية'.
وناقشت القيادات العسكرية والأمنية خطر الجبهة الجديدة من العراق في سلسلة اجتماعات استخلصت فيها أن الطريقة الرئيسة المتوقع أن تتخذها ايران عبر بلاد الرافدين هي إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة من الأراضي العراقية في سيناريو مشابه لما بدأ في ذروة حرب غزة عام 2023 باتجاه إسرائيل واستهداف الجبهة الداخلية فيها.
وضمن الأبحاث طُرح أيضاً سيناريو، يجري التعامل معه بصورة ثانوية، واحتمال إطلاق مناورة برية تبدأ من العراق وتتجه نحو سوريا، ومنها قد تمتد أيضاً إلى الحدود الإسرائيلية – الأردنية.
في هذا الجانب جرى التدريب على سيناريو مشابه في غور الأردن شارك فيه مئات الجنود من الفرقة العسكرية الشرقية وفيه احتمال تسلل أو هجوم عبر الحدود الأردنية، وفق ما أكد الجيش في أعقاب جلسة تقييم.
تقرير إسرائيلي حول الموضوع ادعى أن فيلق القدس الإيراني يقف وراء أقوى الميليشيات تأثيراً في العراق 'كتائب حزب الله'. وبحسب التقرير فإن هذه الكتائب هي أحد أبرز مكونات الميليشيات المسلحة في العراق المسمى الحشد الشعبي، مشدداً على أن التقارير الاستخباراتية تشير إلى أنها الأكثر نفوذاً سياسياً والأوسع تسليحاً، بما في ذلك امتلاكها مسيرات بعيدة المدى'.
ونقل عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن الإيرانيين نجحوا في تنفيذ هجمات ضد إسرائيل، على غرار الحوثيين في اليمن، وذلك عبر فصائل عراقية عدة استخدمت اسماً عاماً لإخفاء حقيقتها وهويتها. وأكد أن تل أبيب بعثت برسائل 'تهديد واضحة إلى الحكومة العراقية عبر الولايات المتحدة وغيرها'.
وتعد إسرائيل 'حركة النجباء' هي مصدر القلق الثاني لها بعد 'كتائب حزب الله' وتوردها ضمن بروتوكولات أبحاثها بأنها 'ميليشيات شيعية متطرفة تربطها علاقة وثيقة بـ’حزب الله’ في لبنان، وقد أعلنت في السابق مسؤوليتها عن عدة هجمات صاروخية ومسيرات باتجاه إسرائيل'.
مصادر في قيادة الشمال تحذر من عمليات مفاجئة بعدما كثفت إيران دعمها وتعزيز قدرات وكلائها في العراق وللميليشيات. وفي هذه المرحلة تعمل إسرائيل على ضمان أمن الحدود عبر تكثيف الحراسة أسوة بانطلاق العمل في بناء الجدار الأمني الذي جرى التخطيط لإقامته عبر مقطعين في شمال المنطقة المحاذية للأردن.
في المرحلة الأولى سيجري تركيز الأعمال في منطقة الغوار، حيث تشمل، إلى جانب الحاجز الأمني، أعمال حفر وتصريف مياه، وإعادة تأهيل طرق وشوارع، وتأسيس بنى تحتية لمياه وصرف صحي وكهرباء واتصالات وغيرها.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن خطة تعزيز الأمن القومي والسيطرة الاستراتيجية على الحدود الشرقية هي جزء مركزي من استراتيجية الوزارة التي يقودها مدير عام الوزارة لواء احتياط أمير برعام.
وجاء في تقرير لوزارة الدفاع أن الأمر 'يتعلق بمنظومة عملياتية متكاملة يقيمها رئيس هيئة الحدود والتماس في وزارة الدفاع اللواء عيران أوفير، وتشمل حاجزاً أمنياً، وقدرات جمع معلومات، واتصالات، وغرف قيادة، واستشعار، وصواريخ دقيقة وأنظمة صيانة. بالتوازي مع الأعمال، ستواصل وزارة الدفاع والجيش، بحسب تقرير الوزارة، العمل على التخطيط للمقاطع التالية وصياغة مفهوم الدفاع عن الحدود والوسائل اللازمة لذلك.
وتقدر كلفة المشروع الإجمالية بنحو مليار و700 مليون دولار وتشمل إقامة منظومة متعددة الطبقات على طول 425 كيلومتراً من جنوب هضبة الجولان وحتى شمال إيلات.
وبحسب مدير عام الوزارة برعام فإن الوضع الآخذ بالتبلور على مختلف الجبهات ويضاعف التهديدات المحدقة بإسرائيل 'يحتم علينا العمل بصورة طارئة وتعزيز السيطرة الاستراتيجية على الحدود الشرقية. نحن لا نتحدث فقط عن حاجز أمني، بل منظومة متكاملة متعددة الطبقات تتضمن نشر قوات مرنة ومتحركة تتناسب مع التضاريس وتغير التهديدات، إلى جانب تشجيع الاستيطان الأمني – الصهيوني'.
اعترفت إسرائيل أنه خلال السنة الثانية من حرب غزة، أصبح العراق ساحة نشطة في القتال ضد إسرائيل، من دون أن تضعه تل أبيب ضمن التحديات الخطرة، وهو ما ضاعف الخطر على الجبهة الداخلية وأعاد هذا الملف إلى أولويات أجندة الأجهزة الأمنية والعسكرية.
وتؤكد إسرائيل أن ميليشيات 'المقاومة الإسلامية في العراق'، وهي منظمة مظلة لفصائل موالية لإيران، رأت نفسها كجبهة إضافية في المحور الإيراني ووصفت الهجمات بأنها 'مساعدة لغزة'. وجرى تحديد إيلات وغور الأردن وهضبة الجولان كأهداف مركزية. ونُفذت خلال السنة الأخيرة عدة عمليات إطلاق مسيرات نحو أهداف إسرائيلية، لكن الأجهزة الأمنية لم تضع هذه الجبهة ضمن تحديات المرحلة الراهنة. وخلال تلك الفترة قُتل جنديان إسرائيليان وأصيب عشرات آخرون.
كانت أبرز الأحداث إصابة مسيرة في قاعدة سلاح بحرية في إيلات وانفجارات في ميناء إيلات، خلال عام 2024. وفي واحدة من العمليات جرى إسقاط عبوة ناسفة من مسيرة أطلقت من العراق نحو شمال الجولان أدت إلى مقتل ضابط وجندي في الجيش الإسرائيلي. هذا، إلى جانب اعتراض سلسلة مسيرات أُطلقت من العراق نحو خليج إيلات وغور الأردن.
بعد البحث الإسرائيلي والتقارير التي تحذر من خطر فتح جبهة العراق من جديد نقلت تل أبيب عبر الولايات المتحدة تهديدات للعراق وحذر مسؤولون أمنيون من أن الهدوء الحالي هو موق، وبحسبهم 'تواصل الميليشيات تنظيم صفوفها وتجهيز أسلحة متقدمة وتشكل ذراعاً نشطة أخرى لإيران في الجبهة الشمالية الشرقية، وهي جبهة يمكن أن تشتعل في أي لحظة'.a






































