سيارات فارهة تثير التساؤلات.. قصة صعود "الفاشينستات" واختيار السوشل ميديا منصة لتخريب المجتمع

العهد نيوز _ خاص

أثارت ظاهرة 'سيارات الفاشينستات' الضبابية، عاصفة من التساؤلات في مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن مصدر الأموال المريبة لهذه الفئة وكيف وصلت إلى هذا الثراء الغامض، ويرجع سبب التساؤلات الكبيرة إلى أسعار سيارات الفاشينستات التي تقدر بمئات الملايين.

القصة بدأت عندما نشرت بعض 'الفاشينستات' منشورات على مواقع التواصل تخص شرائهن سيارات مثل 'جي كلاس' و 'كاديلاك' وغيرها من السيارات الفارهة، والجدل لم يقتصر على السيارات فحسبت، إنما مناطق سكن هذه الفئة أثارت جدلا أيضاً، إذ أن أسعار تلك السيارات والبيوت والشقق التي تسكنها 'الفاشينستات'، لا تتناسب مع أجورهن في أي عمل يعملن به، بل هي مؤشر على أن أصحابها من الطبقة المترفة..

موجات من الجدل والاستفهامات تتصاعد مع كل صورة أو مقطع فيديو ينتشر 'للفاشينستات' على مواقع التواصل الاجتماعي، وهن يقدن سياراتهن الفارهة في شواع العاصمة بغداد، أو يتجولن قرب مناطق سكناهن في المجمعات السكنية الفاخرة.

مراقبون لوضع البلاد، تساءلوا عبر مواقع التواصل عن مصدر أموال هذه الفئة وطالبوا بالتحقيق في هذا الثراء الفاحش، مرجحين أن مصدر هذه الأموال يعود لعمليات غسيل الأموال والمال السياسي الفاسد، والسراق الذين نهبوا البلاد.

ويرى الكاتب مازن الزيدي خلال حديث لـ'العهد نيوز' أن 'حكومة مصطفى الكاظمي استخدمت المشاهير والفاشينستات للتأثير على المراهقين عبر محتواهن على مواقع التواصل'.

ويضيف أن 'هذا جزء من محاولات تسويق حكومة الكاظمي على اعتبار انها تدعم شرائح مهمة وتسويق استتباب الامن وربطه بالكاظمي' مشيرا إلى وجود 'دائرة معينة بقيادة الكاظمي تشرف على دعم الفاشينستات والبلوكر واستخدامهن في مجالات عدة وهذا اصبح منظور من قبل جهات مختصة'.

وأكد الزيدي أن 'مظاهر الثراء السريع التي ظهرت على محيا الفاشينستات ومن كثير ممن يسمون أنفسهم مشاهير التواصل الاجتماعي دليل قاطع على وجود عمليات مشبوهة أدت لكل هذا الثراء المجنون'، مبيناً أن 'هناك إجماعاً شبه كامل من الخبراء الاقتصاديين بأن هذه الثروة إنما هي نتاج مال مشبوه'.

ويتابع الزيدي، أن 'الكاظمي لم يكن له اي انجازات وحاول من خلال الفاشينستات والجيوش الالكترونية التسويق له ولانجازاته الوهمية التي لا وجود لها '.

ويقول أحد أصحاب معارض السيارات الفارهة في بغداد، خلال حديث لـ'العهد نيوز'، إن 'مبيعات السيارات المعروفة بثمنها الباهظ ومنشأها المتميز، هي المرغوبة لدى فئة محددة، تأتي تطلبها بالاسم، لكن لا نستطيع أن نحدد ماهيتها، إلا أنه من الظاهر لنا أنهم معروفون في المجتمع، ويمتلكون أموالا طائلة'.

وتتصدر سيارات الدفع الرباعي قائمة الأعلى سعرا في العراق والعالم، وهي 'جي كلاس' من شركة “مرسيدس” الألمانية، ويتراوح سعر الواحدة منها من موديل 2023 بين 160-180 ألف دولار (نحو 240- 270 مليون دينار عراقي تقريبا)، و'تاهو' من شركة 'شيفروليت' الأمريكية، ويتراوح سعرها بين 62-85 ألف دولار (93-127 مليون دينار تقريبا)، وتعادل هذه الأسعار شراء منازل بسيطة ومتوسطة الثمن في العاصمة بغداد الأغلى بأسعار العقارات، كما أنها تعد رؤوس أموال تفوق بكثير ما تقدمه الحكومة العراقية عبر المصارف لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة للقضاء على البطالة.

ويرى مدونون على مواقع التواصل، أن 'ظاهرة الفاشينتات تعكس العديد من التأثيرات الاجتماعية والنفسية تتسبب في اختلال منظومة القيم المجتمعية، إذ أن الكثير من الفتيات يقلدن الفاشينستات في اقتناء الماركات والإكسسوارات والماكياج الصارخ، ويسرن على خطاهن في إجراء عمليات تجميل'.

وكتب المدون حسن جبار، أن 'الفاشينستات أصبحت ظاهرة مقلقة تهدف إلى هدم القيم المجتمعية والأخلاق عبر مظاهر الشهرة والثراء السريع بأقل جهد'، مشيراً إلى أنها ' ليست مهنة أو وظيفة، بل أسلوب حياة لشخص يروج لشيء ما ويطلب من الآخرين، خصوصاً النساء تقليده بأساليب وحركات غير مقبولة اجتماعياً'.

وعن هذه الظاهرة المريبة، تحدث الخبير الاقتصادي باسم رعد قائلا، إن ' ظاهرة الفاشينستات غريبة ودخيلة على المجتمع العراقي ولا تمت بأي صلة للفنون للاجتماعية الحديثة أو القديمة'.

ويؤكد ضرورة: 'خضوع هذه الظواهر الغريبة للدراسة من أجل معرفة تأثير هذه السلوكيات  الدخيلة على أفراد المجتمع والترابط الأسري'، مبيناً أن 'هذه الظاهرة باتت تشكل معول هدم للأعراف والأخلاق نتيجة تأثر فئات من الشباب بهذه السلوكيات'.

وفيما يخص شراء السيارات الفارهة، يبين رعد، أنه 'من غير الممكن تبرير حالة الثراء ومستوى الرفاهية التي يعشنها الفاشينستات في حين نلاحظ بالواقع أن كثيرا من الفنانات واللاتي لهن باع طويل في مجال التمثيل والمسرح يعانين من مشكلة تدني الأجور'.

ودعا رعد إلى'التحري عن مصادر هذا الثراء الفاحش وتفعيل قانون من أين لك هذا لمعرفة مصادر هذا المال الذي تعجز عن تحقيقه كبار الفنانات العراقيات والعربيات'.

ولا يملك العراق قانون 'من أين لك هذا'، بل يعتمد على قانون هيئة النزاهة ومكافحة الفساد فقط، الذي أكد رئيسها القاضي حيدر حنون، بأنهم ماضون بتطبيقه على المسؤول والموظف على حد سواء، بحسب بيانات سابقة.