اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٣ أيلول ٢٠٢٥
في مارس 2024، كان الهدوء يخيّم على قرى مركز القرنة غرب الأقصر، حيث يمضي الأهالي ليالي رمضان بين الصلاة والزيارات العائلية.
لكن خلف هذا المشهد الهادئ، كانت نار الخلاف تشتعل بين شاب يُدعى “محمد النوبي عبيد الله” وخاله' صالح كامل طه' البالغ من العمر 67 عامًا.
الخلاف لم يكن عابرًا، بل امتد لفترة طويلة، بعدما رفض الخال الموافقة على زواج ابن شقيقته من سيدة مطلقة تسكن بجواره ولديها ثلاثة أطفال , رفضٌ متكرر أثار غضب الشاب، حتى قرر أن ينهي الأمر على طريقته الخاصة.
في إحدى الليالي، وبينما كان الخال عائدا إلى منزله بعد صلاة التراويح، تابعه المتهم وهو يحمل جركن بنزين، اقترب منه بخطوات سريعة، وسكب السائل القابل للاشتعال على جسده، ثم اشعل فيه النار أمام عينيه.
لم يكتفِ المتهم بذلك، بل أشهر تهديداته في وجه كل من حاول الاقتراب لإنقاذ الضحية، لتتحول لحظات العودة من الصلاة إلى مشهد مأساوي لن يُمحى من ذاكرة من شاهدوه.
نقل الرجل المسن إلى المستشفى مصابا بحروق غطّت معظم جسده. الأطباء حاولوا إنقاذه على مدار عشرة أيام كاملة، لكن جسده لم يتحمل، وفارق الحياة متأثرا بما عرف طبيا بـ'تسمم الحريق والبنزين'. عشر ليالٍ من الألم كانت كافية لتكشف حجم المعاناة التي انتهت بالموت.
التحقيقات أثبتت أن الجريمة ارتكبت مع سبق الإصرار والترصد. فالمتهم لم يتصرف بدافع لحظة غضب، بل خطط للأمر بعد فشله في الحصول على موافقة خاله لإتمام زواجه من السيدة المطلقة.
ومع استمرار الرفض، تحولت رغبته إلى رغبة في الانتقام، لينفذ جريمة وصفتها النيابة بأنها 'من أبشع جرائم القتل العائلي'.
القضية عرضت على محكمة جنايات الأقصر، التي استمعت للشهود وتقارير الطب الشرعي، وبعد دراسة متأنية، قررت المحكمة إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي، وجاء رد المفتي مؤكدا أن لا شبهة تدرا القصاص عن المتهم.
وبناءا عليه، عقدت المحكمة جلستها برئاسة المستشار باسم عبد المنعم، وأصدرت حكمها النهائي بإعدام المتهم شنقا حتى الموت، ليُغلق الملف بحكم رادع على جريمة هزت المجتمع.
وهكذا أسدل الستار على فصل دموي بدأ بخلاف عائلي حول زواج مرفوض، وانتهى بجريمة قتل بشعة وعقوبة إعدام، قصة تلخص كيف يمكن لقرار متهور أن يحول حياة كاملة إلى مأساة، ويترك وراءه عبرة قاسية بأن الجريمة لا تنتهي إلا بالقصاص.