اخبار مصر
موقع كل يوم -الوطن
نشر بتاريخ: ٦ حزيران ٢٠٢٣
«والمهنة إنسان أفوكاتو المحاماة والأوبرا حياته».. بكلمات الشاعر سيد حجاب، وصوت عفاف راضي الدافئ، يجلس الجمهور في البيوت من عشاق الدراما مستمتعا ومتفاعلا بدندنة نغمات تتر واحد من أهم أعمال الدراما المصرية في آخر 30 عاما، وهو مسلسل أوبرا عايدة، يمر بعينه على لقطات من العمل، وترتيب محترف لأسماء تتزل تباعا توضح أدوار الجميع أمام وخلف الكاميرات، وبينها اسم المستشار القانوني للعمل.
للوهلة الأولى تظن أنّ المستشار القانوني للعمل، دوره يقتصر على أمور فنية وإدارية خاصة بعقود قانونية لأبطال العمل أو استشارات خاصة بأي منازعات قضائية، لكن عندما تتحدث للمحامي جمال سويد، صاحب الاسم الموضوع على تتر المسلسل، الذي عرض للجمهور في عام 2000، تدرك مدى حرص ودقة صنّاع العمل بداية من بطله يحيى الفخراني وحتى مخرجه أحمد صقر على الاهتمام بأدق التفاصيل، ومنها خروج المعلومة القانونية السليمة للمشاهد بشكل صحيح حتى وإن كانت في سياق درامي.
البداية، كانت بجلسة بين المخرج أحمد صقر مع مستشاره القانوني الخاص جمال سويد، والذي عرض عليه فكرة العمل في جلسة تجمعهم، وعندما قرأ سيناريو المسلسل وجد العديد من المعلومات القاننوية بحاجة إلى تدقيق ومراجعة، وهنا عرض عليه صقر أن يكون مسؤول عن المراجعة القانونية الكاملة والدقيقة للعمل، وكتابة المرافعات القانونية الخاصة بـ«سيد أوبرا».
لم يقتصر دور «سويد»، بحسب ما يروي في تصريحاته لـ«الوطن»، على الكتابة القانونية وتدقيق المصطلحات، بل أشرف على تصميم وشكل المحكمة أثناء العمل عليها في مكان التصوير داخل مدينة الانتاج الإعلامي، لإظهار مبنى المحكمة بشكل صحيح، بل وبصورة طبق الأصل من الحقيقي.
يحكي المستشار القانوني للمسلسل أيضا، عن كواليس أشهر المشاهد في العمل، وهي مرافعة «سيد أوبرا» للدفاع عن الطبيبة عايدة، والتي جسّدت دورها الفنانة حنان ترك، وذكر فيها إحدى الكلمات، كانت بمثابة إفيه شهير يتذكره الجمهور ويضحك فور سماعه من الفخراني، مثلما ضجّت قاعة المحكمة وقتها بالضحك، وهي كلمة «اتله / اتلهي»، التي اعتبرها ممثل النيابة، الذي جسد دوره وقتها الفنان محمود البزاوي إهانة في سياق العمل الدرامي، وطلب من هيئة المحكمة تسجيلها في محضر الجلسة كمخالفة قانونية من «سيد أوبرا»، وهنا جاءت مفاجأة تكشف عن ملامح وتفاصيل معقدة تعكس شخصية المحامي في التلاعب بالألفاظ اللغوية، حيث برر بأنّ كلمته ليست بالمعنى العامي الدارج في المجتمع، وإنّما بمعنى التلاوة والسرد للشيء، وهنا يقول سويد: «وضعت هذه الكلمة في المرافعة حتى تضيف جو من الفكاهة داخل قاعة المحكمة».
الحرص على تبسيط المصطلحات القانونية واللغوية المعقدة في مسلسل أوبرا عايدة، ظهر في مشاهد أخرى عديدة كما يحكي سويد، عندما اقترح أحد المشاهد على طاقم العمل بعد قرار المحكمة في القضية التي كان يتناولها المسلسل بتغيير القيد والوصف للتهمة الموجهة للطبيبة عايدة من القتل العمد إلى إعطاء مواد ضارة ليس بقصد القتل، فأراد تبسيط المعلومة للمشاهد، وهنا اقترح طاقم العمل عليه أن يظهر بشخصه في هذا المشهد وهو يشرح للمتهمة، بأنّ ما يعنيه قرار المحكمة هو أنّها ستواجه تهمة الحد الأقصى فيها 7 سنوات، بدلا من التهمة التي كانت موجهة لها والتي كانت نهايتها الإعدام.
وعن العلاقة بالفنان يحيى الفخراني، يقول المحامي جمال سويد، إنّه من الشخصيات التي تتمتع بطيبة القلب والإنسانية، وهو من أصدقاءه المقربين حتى الآن، فلم يكن كبيرا على التعلم، وكان يحب الاستماع إلى الرأي القانوني أثناء العمل على المسلسل حتى يتمكن ويجيد تقمص الشخصية لتظهر بهذه البراعة.
