اخبار مصر
موقع كل يوم -الوطن
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٤
في إحدى زوايا معرض الحرف التراثية بمعرض «أيادي مصر»، يقف عم ربيع بكري محمد، 65 عامًا، إلى جانب زوجته، يعرضان أعمالًا يدوية فريدة أبدعتها أنامله من بقايا سعف النخيل «العرجون»، الذي حوّله من مجرد مخلفات إلى تحف فنية متقنة من السلال والأطباق إلى الصواني والمعلقات، وكل قطعة تحمل حكاية إبداع مستمر في تحويل المواد المهملة إلى منتجات عملية وجمالية يمكن أن تزين أي منزل.
«بدأت هذه الحرفة بعد سن المعاش منذ حوالي 5 سنوات فقط»، يقول عم ربيع الذي انتقل من «فرشوط» بمحافظة قنا إلى محافظة الوادي الجديد، «كانت فكرة إعادة تدوير العرجون تراودني، فوجدت فيها فرصة لتحويل شيء لا قيمة له إلى شيء مفيد وجميل، لكن خبراتي السابقة جعلتني اتقن هذا العمل بسرعة» كان هذا التحدي بمثابة شغف، حيث بدأ عم ربيع وزوجته في تكريس وقتهما لتصنيع قطع فنية لتزين المنازل، واستطاعا أن يضعا بصمة واضحة على الخامات المتاحة لهم.
عندما افتتح الدكتور مصطفي مدبولي معرض «أيادي مصر» كان عم ربيع وزوجته جزءًا من هذا الحدث الكبير، «سعادتي لا توصف عندما أشاد رئيس الوزراء بعملي، فقد شعرت أنني قد حققت شيئًا يستحق التقدير»، كلمات عم ربيع تكشف عن فخره بهذه الحرفة، التي لا تقتصر على فنون الحرف اليدوية، بل تحمل بين طياتها قصة الحفاظ على التراث وتجديده.
بين ألوان الرمال الطبيعية، تألقت ملك مصطفى صابر، طالبة الصف الثالث الإعدادي، في تحويل حبيبات الرمال هذا المكون البسيط إلى لوحات فنية تعبر عن التراث الواحاتي.
بدأ شغف ملك بالرسم بالرمال في معرض فني نظمته مدرستها، كانت حينها مجرد طفلة تتلمس طريق الإبداع، لكن مع حصولها على دورة تدريبية في تشكيل الرمال، تحولت الهواية إلى شغف حقيقي قادها لتخصص في هذا الفن النادر.
تحكي ملك لـ«الوطن» قصتها، وأنها تجمع الرمال من بيئتها الطبيعية في صحراء مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، حيث ألوان الرمال المختلفة من الأحمر، الأبيض، الأسود، ودرجاتها المتعددة فتُشكل لوحات متناغمة، بل إنها تطلب من أصدقائها إحضار الرمال ذات الألوان المختلفة إذا صادفوها خلال رحلاتهم.
بمواد بسيطة، تبدأ ملك أعمالها الفنية بالغراء، وتضع عدة طبقات من الرمال الملونة، تقول: «ابدأ الرسم بالقلم الرصاص، ثم أضيف طبقة تلو الأخرى من الرمال الملونة. أحب أن أعبر عن التراث الواحاتي ليكون حاضرًا في لوحاتي».
حلم يتسع مع كل لوحة
تقول ملك: «كنت سعيدة جدًا بوجودي في المعرض، هذه السعادة شعر بها كل من كان بجواري، وأتمنى أن تكون هذه المشاركة بداية خير لي، فأنا أحلم بأن أستمر في التعبير عن تراث الواحات، وأشارك في معارض أكبر على مستوى مصر والعالم».