اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ٦ حزيران ٢٠٢٣
صدر حديثاً عن منشورات المتوسط-إيطاليا، النسخة العربية من رواية 'ماكوناييما: بطل بلا شخصية' للكاتب البرازيلي ماريو دي أندراي، وترجمة عن اللغة البرتغالية لسعيد بنعبد الواحد.
وقالت دار النشر، إنه على رغم من أهمية هذه الرواية إلا أنها تترجم للمرة الأولى إلى اللغة العربية، بل أنها تتجاوز الأهمية لتكون عملاً روائياً مؤسساً في آداب أمريكا اللاتينية كلها.
وتضيف: في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين عرف الأدب البرازيلي عدَّة منعطفات وتحوُّلات جذرية واتِّجاهات جديدة في الكتابة، ومن أهمِّ المحطَّات البارزة، التي وسمت بشكل قوي تلك التحوُّلات؛ صدور رواية ماكوناييما سنة 1928، حيث يُعدُّ كاتبُها مارْيو دي أندرادي، واحداً من أكبر أدباء البرازيل في القرن العشرين.
كتب أندرادي هذه الرواية في ستَّة أيَّام فقط، بحسب ما يذكر، ومع ذلك يعتبر هذا النصُّ عملاً أدبياً شاملاً، لخص فيه الكاتب تجربته الإبداعية ونظرياته الفكرية والجمالية كلّها.
وتمثل هذه الرواية قطيعة مع أنماط الكتابة السابقة، ويستحضر الأجناس السردية كلها في شكل متداخل وهجين، يلتقي في الرواية الملحمي بالغنائي، وتتقاطع بين سطورها النبرة الساخرة مع الكتابة الأوتوماتيكية السريالية.
وتشير دار منشورات المتوسط إلى أنه الرواية عبارة عن رحلة بحث عن الذات، وظَّف فيها الكاتب مختلف الأساطير المحلية، وعلى عكس المسار الخطي المعروف الذي سار عليه المستكشفون الغربيون في علاقتهم بالإنسان المحلي في أمريكا اللاتينية، يقدِّم 'أندرادي' تصوراً يعطي المبادرة للإنسان المحلي، ماكوناييما البطل، الذي ينطلق من الأدغال في رحلة استكشاف العالم 'المتحضر'
ويصدر الكتاب المترجم للغة العربية حديثًا، في 232 صفحة.
انتهت الحكاية، ومات النَّصرُ.
لم يعد هناك من أحد. ضرب أذى السِّحْر قبيلة التابّونْياما، فمات أطفالها واحداً تلو الآخر. لم يعد هناك من أحد. تلك الأماكن، تلك الحقول، تلك الغابات من دون أدغال، تلك الدروب والطُّرُق الوعرة، تلك الأراضي كثيرة الحَصَى، تلك الأدغال الغامضة، ذلك كلُّه صار وحشة مقفرة ... صار صمتاً واسعاً ينام على ضفاف نهر أوراريكوييرا.
ولم يعد من إنسان معروف فوق وجه البسيطة يستطيع أن يتكلَّم لغة القبيلة أو يروي تلك الحكايات الطنَّانة. كلَّا. فمَنْ يعرف شيئاً عن البطل؟ الآن، بعد أن صاروا ظلَّاً مجذوماً، أصبح الأخوان هما الرأس الثانية لبّاي دو أوروبو، وصار ماكوناييما كوكبة الدّبّ الأكبر. لا أحد يستطيع أبداً أن يعرف تلك الحكايات الجميلة كلَّها ولغة القبيلة التي انقرضت. كان صمتٌ واسع ينام على ضفاف نهر أوراريكوييرا.
الكاتب أندرادي:
مارْيو راوولْ دي مورايسْ أندرادي (Mário de Andrade) شاعر، روائي، عالم موسيقي، مؤرخ ومصور فوتوغرافي، يُعّد ديوانه “خَرَفُ باوْليسييا” (1922) بمثابة بيان حركة “الحداثة الأدبية” في البرازيل.
وُلد في ساو باولو سنة 1893 ونشأ في أسرة متوسِّطة، برز نبوغه وحُبه للأدب واللغة البرتغالية والموسيقى في سنٍّ مبكِّرة، وبعد وفاة والده، نشر كتابه الشعري الأوَّل، ثم أصبح أستاذاً في المعهد الموسيقي سنة 1922 قبل أن يتقلد مهامّ تربوية وثقافية، تُوفي سنة 1945 مُخلِّفاً وراءه إرثاً أدبيَّاً كبيراً.
سعيد بنعبد الواحد
مترجم وباحث في آداب إسبانيا والبرتغال وأمريكا اللاتينية، مواليد سنة 1966 بمدينة مكناس، حاصل على الدكتوراه في أدب وحضارة أمريكا اللاتينية من جامعة تولوز، حاصل على دبلوم اللغة البرتغالية من جامعة لشبونة (2008).
