افتتح فعالياته اليوم.. الصالون الثقافي يحتفي بمئوية الفنان التشكيلي عبد الهادي الجزار

افتتحت قاعة الصالون الثقافي، اليوم الأحد، فعالياتها ضمن معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، وذلك بإقامة ندوة مئوية ميلاد الفنان التشكيلي عبد الهادي الجزار ضمن محور شخصيات مصرية.

وفي بداية الندوة، أكد الدكتور أحمد عبد الكريم، أستاذ بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، أنه يعد نفسه من المحظوظين بإدارة هذه الندوة التي تتناول واحدًا من أبرز أعلام الفن التشكيلي ليس في مصر فقط بل على مستوى العالم.

وأضاف: «العالم اليوم يعيش في زمن العولمة، وأصبح قرية صغيرة، لذلك، نجد أن الأعمال الفنية سواء القديمة أو الجديدة قد دخلت متاحف العالم، ويُتنافس على اقتناء إبداعات الفنانين المصريين حتى أن قاعة كريستي تبيع أعمالهم بأسعار عالية».

من جهتها، قالت الدكتورة إيناس الجزار، الكاتبة والباحثة في المعمار بجامعة الهندسة عين شمس، إن الفنان عبد الهادي الجزار حصل على لقب «رسام الفقراء والمهمشين» بجدارة، خاصة أن نشأته في حي السيدة زينب بالقاهرة أثرت في شخصيته وإنتاجه الفني.

وأضافت أن هذا التأثير يظهر بوضوح في اختياراته للألوان، خاصة الأخضر، وكذلك الرموز الصوفية مثل السبحة، حيث حضرت بعض الشخصيات الرمزية بقوة مثل «مجاذيب السيدة» وتحدثت عن لوحة «مولد السيدة زينب»، التي أبدع فيها الجزار.

وأوضحت الدكتورة هبة الهواري، الحاصلة على الدكتوراة من أكاديمية الفنون وعضوة لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى للثقافة، أن البيئة والنشأة لم تكن العامل الوحيد الذي أثر في الفنان عبد الهادي الجزار، بل كان هناك أيضًا تأثير سياسي واجتماعي قوي في لوحاته.

وأشارت إلى أعماله التي تناولت أحداثًا مهمة مثل تأميم قناة السويس، وبناء السد العالي، وحادثة دنشواي، وأكدت أنها من أنصار ربط الفن بالسياق السياسي والاجتماعي رغم رفض بعض النقاد لهذا التوجه.

من جانبه، أكد الدكتور خالد البغدادي، الكاتب والناقد المتخصص في الفن التشكيلي، أن الفنان عبد الهادي الجزار يعد من أهم المصورين التشكيليين في المئة عام الماضية، وأنه يعادل النحات محمود مختار في الموهبة. وأضاف: «مصر تعد دولة عظمى في مجال الفنون التشكيلية وقد سبقت العديد من الدول في تأسيس كلية الفنون المتخصصة».

وتابع البغدادي قائلاً إن لوحات الجزار تحمل بعدين مهمين: البعد الزمني والمكاني، وأنه يجب دراسة إنتاجه الفني في هذا السياق. وأكد أن الجزار استطاع أن يمصر الفن السريالي، وأنتج فنًا مصريًا أصيلًا يعبّر عن العقل الباطن المصري.