اخبار مصر
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
تحدث الباحث المصري في الشأن الروسي والدبلوماسية الشبابية عبدالرحمن العراقي، عن مشروع الضبعة النووية في ظل التطور الكبير الذي تشهده العلاقات المصرية الروسية.
وقال عراقي في تصريحات لـRT إن مشروع محطة الضبعة النووية يعد أحد أهم معالم التعاون المصري الروسي المعاصر، ليس فقط بوصفه مشروعا استراتيجيا في قطاع الطاقة، بل كونه رمزا لجيل جديد من الشراكة يعتمد على تأهيل الشباب، وتوطين التكنولوجيا، وبناء قاعدة بشرية قادرة على قيادة مشاريع المستقبل بين البلدين.
ونوه بأنه في قلب هذا المشروع، يبرز الاستثمار في العنصر البشري بوصفه جوهرا لعلاقات الدول المستقرة. فقد حرصت الجهات الروسية والمصرية على تدريب عشرات من الشباب المصريين داخل روسيا، وتأهيلهم للعمل في مجال الطاقة النووية، مما يُؤسس لقاعدة فنية وإدارية قادرة على إدارة مشروعات كبرى مستقبلية، ليس فقط في مصر بل على امتداد المنطقة.
وأشار الباحث المصري إلى أن الخبرة التي يكتسبها الشباب المصري من العمل في مشروع استراتيجي وجاد مثل محطة الضبعة النووية فرصة فريدة لا تضاهيها مجالات العمل التقليدية الأخرى. فالمشاركة في مشروع بهذا الحجم تمنح الشباب خبرة مباشرة في بيئة عمل احترافية عالية التنظيم، وتتيح لهم التفاعل اليومي مع ثقافة العمل الروسية.
وأكد أيضا أنه من جهة أخرى، يشهد التعاون الثقافي والعلمي بين القاهرة وموسكو نموا ملحوظا، خاصة في مجال التعليم العالي. فقد ازداد عدد أقسام اللغة الروسية بالجامعات المصرية، وتنامى عدد خريجي الجامعات الروسية، وهو ما يمثل رافدا طبيعيا للمشروعات العملاقة المرتقبة، وعلى رأسها مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس. ومن المقرر أن تبلغ نسب العمالة المصرية 90% داخل مشروعات المنطقة الصناعية.
وتابع: 'في المقابل، تشهد روسيا أيضا تزايدا في الاهتمام باللغة العربية، وهو ما يعكس رغبة متبادلة في تعميق الفهم المتبادل. ففي مارس وأبريل 2024، نُظّمت أول أولمبياد مدرسية للغة العربية على مستوى البلاد، بمشاركة مئات الطلبة الروس. وفي خطوة أكثر دلالة، أعلنت الخدمة الفيدرالية الروسية للإشراف على التعليم والعلوم عن استعدادها للعمل على إدراج اللغة العربية ضمن اختبارات الدولة الموحدة (ЕГЭ)، فيما أشار رئيسها إلى أن نحو 5 آلاف طفل روسي يدرسون حاليا اللغة العربية اختيارا'.
وأشار إلى أن جامعة سان بطرسبورغ الحكومية، التي تعد من أعرق الجامعات الروسية في تدريس العربية، احتفلت مؤخرا بانضمام اثنتين من خريجاتها إلى مشروع الضبعة النووي، في انعكاس حي لهذا التقارب الثقافي والتقني.
وقال إن الشباب المصري المؤهل اليوم، بما يملكه من معرفة تقنية وخبرة روسية، بات ركيزة لأي تعاون عربي روسي محتمل، خاصة في ظل ما تتميز به مصر من وفرة في الموارد البشرية، وتكلفة معتدلة للعمالة مقارنة بمعظم الدول العربية. هذه الميزة تمنح مصر مكانة محورية في المشروعات الإقليمية، وتجعل من تعاونها مع روسيا نموذجا للتكامل العلمي والثقافي والاقتصادي.
المصدر: RT