موافقة حزب الله وإسرائيل على وقف إطلاق النار.. كواليس مفاوضات هدنة لبنان

وصل المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى العاصمة اللبنانية بيروت الثلاثاء، لإجراء محادثات مع مسؤولين بشأن هدنة بين حزب الله وإسرائيل في لبنان، بعد ساعات من اقتراح صاغته الولايات المتحدة.

وأكدت وكالة 'رويترز' الإخبارية الدولية، أن هوكشتاين حصل على الموافقة من حزب الله، وتشير الزيارة إلى تقدم في الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة بهدف إنهاء الصراع الذي تحول إلى حرب شاملة في أواخر سبتمبر، عندما شنت إسرائيل هجومًا كبيرًا على حزب الله.

وقال علي حسن خليل، مساعد رئيس مجلس النواب نبيه بري، إن الحكومة اللبنانية وحزب الله وافقا على اقتراح وقف إطلاق النار الأمريكي الذي قدم كتابةً الأسبوع الماضي وأدليا ببعض التعليقات على المحتوى.

وتابعت الوكالة، أن حزب الله أيد حليفه القديم بري للتفاوض على وقف إطلاق النار، لكن كلا منهما وإسرائيل صعدا القتال مع استمرار الجهود السياسية.

حذر دبلوماسي مطلع على المحادثات من أن التفاصيل لا تزال بحاجة إلى تسوية وقد تعيق هذه التفاصيل التوصل إلى اتفاق نهائي في الوقت القريب.

وقال خليل إن إسرائيل تحاول التفاوض 'تحت النيران'، في إشارة إلى تصعيد قصفها لبيروت والضواحي الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله. وقال 'هذا لن يؤثر على موقفنا'.

ورفض خليل تفصيل الملاحظات التي وضعها لبنان على المسودة لكنه قال إنها قدمت في جو إيجابي وتماشيا مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي أنهى آخر حرب بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006.

وقال مسؤول لبناني كبير إن لبنان وحزب الله وافقا على اقتراح أمريكي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، في حين يكافح سكان بيروت مع العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي طال معظم أجزاء لبنان.

ويتطلب الاقتراح ألا يكون لحزب الله وجود مسلح في المنطقة الواقعة بين الحدود اللبنانية الإسرائيلية ونهر الليطاني، الذي يمتد على بعد حوالي 30 كيلومترا (20 ميلا) شمال الحدود.

بينما أكدت شبكة 'سي إن إن' الأمريكية، أن وصول هوكشتاين إلى بيروت اليوم، يُعدً علامة على إحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار للصراع الحدودي المميت بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، حسبما ذكرت مصادر لبنانية مطلعة.

وأضافت أن هذه الأنباء بشأن اقتراب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، تأتي في ظل الاتفاق على معظم بنود الاتفاق فيما عدا بعض النقاط غير الواضحة البسيطة.

وأضاف أن بعض النقاط سوف 'تتضح' من خلال مناقشات 'وجهًا لوجه' مع هوكشتاين.

قال مسؤول لبناني ل في وقت سابق إن السفيرة الأمريكية في لبنان ليزا جونسون نقلت الاقتراح إلى الحكومة اللبنانية عبر نبيه بري، رئيس مجلس النواب، مساء الخميس.

ووفقًا للمسؤول، استعرض حزب الله الاقتراح وقدم رده إلى السلطات اللبنانية مساء الأحد، ووصف المصدر الرد بأنه 'إيجابي' إلى حد كبير.

وقال مصدر مطلع آخر على الوضع إن المفاوضات بشأن الحل الدبلوماسي مستمرة وأشار إلى أن رحلة هوكشتاين لا تشير بالضرورة إلى أن الاتفاق وشيك.

ويهدف الاقتراح الذي تدعمه الولايات المتحدة إلى تحقيق وقف للأعمال العدائية لمدة 60 يومًا، ويُصوَّر على أنه أساس لوقف إطلاق نار دائم، وفقًا للمسؤول اللبناني، مضيفًا أن الشروط تقع ضمن معايير قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي أنهى حرب لبنان وإسرائيل عام 2006، وينص القرار على أن الجماعات المسلحة الوحيدة في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني في لبنان يجب أن تكون الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة 'اليونيفيل'.

وشكك مصدر إسرائيلي مطلع على المحادثات في احتمال التوصل إلى اتفاق وشيك، مشيرًا إلى أنه في حين تم إحراز تقدم، فإن رفض حزب الله قبول طلب إسرائيل بالحق في ضرب أهداف حزب الله في حالة انتهاك وقف إطلاق النار قد يعرض المفاوضات للخطر.

وأضاف المصدر أنه من غير المؤكد ما إذا كان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستطيع تأمين موافقة مجلس الوزراء على الاتفاق من دون هذا البند.

وقال المسؤول اللبناني إن الاقتراح لا يشير إلى حق إسرائيل في مواصلة ضرب لبنان بعد الهدنة.

وأضاف أن حزب الله وافق على فصل صراعه مع إسرائيل عن حرب إسرائيل في غزة.

وبحسب مسؤولين لبنانيين رفيعي المستوى، وافق حزب الله في البداية على فصل الصراعين في الليلة التي سبقت اغتيال زعيمه حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية في أواخر سبتمبر الماضي.

وقال مصدر لبناني آخر مطلع على محادثات وقف إطلاق النار إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيد مسار مفاوضات وقف إطلاق النار الذي اقترحه هوكشتاين، ما يزيد من فرص نجاحه.

بينما قال مسؤول الأميركي إن الاتفاق مع حزب الله من شأنه أن 'يرسل إشارة إلى حماس' بأن إسرائيل وشركاءها سيبذلون قصارى جهدهم لتأمين صفقة لتحرير المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة.

وقال المسؤول 'إذا كان لدينا اتفاق في لبنان، فسوف نعمل مع حماس من أجل الحصول على صفقة لتحرير المحتجزين'.