اخبار مصر
موقع كل يوم -سي ان ان عربي
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يزخر الكون بالعديد من الظواهر الفلكية الخاطفة للأنفاس، والتي تبعد عن كوكبنا آلاف السنين الضوئية.
في مصر، وتحديدا من صحراء وادي الحيتان في محافظة الفيّوم، يوجّه المصور المصري المختص بالتصوير الفلكي وائل عمر عدسته نحو الفضاء، كاشفا عن ظواهر فلكية لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
قال عمر في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، إنه أراد إبراز قدرة المصورين الفلكيين المصريين على إنتاج صور فلكية في مصر تضاهي أعمال التصوير الفلكي العالمية.
وأضاف أن التصوير الفلكي يُعد من أصعب أنواع التصوير، إذ يتطلب استخدام معدات متقدمة، ووقت طويل للوصول إلى صورة دقيقة تعكس جمال الكون.
بدأ عمر رحلته في التصوير الفلكي عام 2020 من دون الاستعانة بخبرة الجمعيات الفلكية، وهو ما شكّل تحديا في البداية.
مع ذلك، نجح في توثيق العديد من الظواهر الفلكية في مصر ، والتي شاركتها منصات علمية من حول العالم مثل 'EarthSky' وموقع 'Astronomy Picture of the Day' التابع لوكالة الفضاء الأمريكية 'ناسا'.
بالنسبة إلى تصوير الأجرام العميقة، يستعين عمر بتلسكوبات متخصصة، وكاميرات فلكية حساسة، وفلاتر ضوئية لعزل انبعاثات الغازات المختلفة، لافتًا إلى أن بعض الصور استغرقت ساعات تصوير تجاوزت 50 ساعة من أجل إظهار الانبعاثات الناجمة عن انفجار النجوم أو ولادة نجوم جديدة.
بعيدا عن الجانب التقني، أشار المصور المصري المختص بالتصوير الفلكي إلى أن التخطيط الدقيق والوقت هما مفتاح نجاح أي صورة فلكية.
وقال: 'بعض الصور تطلبت مني زيارات متكررة للمواقع قبل أيام من التصوير، كما حدث مع صورة مذنب تسوشينشان بجوار الأهرامات، أو مع تصوير سديم الذئب المظلم'.
يعود السبب في اسم سديم الذئب المظلم، الذي يقع على بعد نحو 5،300 سنة ضوئية من الأرض، إلى 'تشكيل الغيوم الباردة من الغبار الكوني شكلًا يشبه ظل ذئب على خلفية ملونة من سحب الغاز المتوهجة'، وفقا لما ورد على موقع المرصد الأوروبي الجنوبي.
بهدف أن يتمكن من توثيقه، اضطر عمر إلى التصوير على مدار أربعة أيام متواصلة، وجمع نحو ثماني ساعات من التعريضات الطويلة. ثم قام بمعالجة الصور بدقة لكشف تفاصيل ما أطلق عليه اسم 'الذئب الكوني'.
أما بالنسبة للظواهر الخاصة بالقمر، والشمس، والمذنبات التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، فقد حرص المصور المصري المختص بالتصوير الفلكي على توثيقها وسط المعالم الأثرية في القاهرة.
وفيما يخص السدم والمجرات البعيدة، أشار عمر إلى أنه لا سبيل لتصويرها داخل المدن بسبب التلوث الضوئي الذي يحجب تفاصيلها، لذلك عادة ما يتجه إلى صحراء وادي الحيتان، حيث تسطع النجوم في أبهى صورها وتتيح الحصول على نتائج أوضح.
تتمثل أبرز ظاهرة فلكية وثقها المصور المصري المختص بالتصوير الفلكي في 'أناليما القمر'، التي انشرت بشكل واسع النطاق، وأثارت تساؤلات حول ظهور القمر بهذا الشكل في السماء.
وأوضح: 'صعدت إلى مئذنة يبلغ ارتفاعها 50 مترًا على بعد ثلاثة كيلومترات من منطقة الأهرامات. كان الصعود مرهقًا عبر سلم داخلي معدني، لكن المشهد الذي كشفته القمة كان يستحق العناء'.
يُذكر أن صدى بعض هذه الصور وصل إلى أماكن لم يتوقعها عمر، إذ أن إحدى المدارس في الولايات المتحدة تواصلت معه من أجل استخدام صورة 'أناليما القمر' لتزيين قسم الكتب غير الروائية داخل مكتبتها.