اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
قدمت الدكتورة هبة محمد فهمي العطّار، أمينة المرأة بحزب الجبهة الوطنية في محافظة سوهاج، استقالتها رسميًا إلى الوزير عاصم الجزّار رئيس الحزب بالقاهرة، في بيان كشفت فيه عن الأسباب التي دفعتها إلى هذا القرار، مؤكدة تمسكها بالمبدأ والكرامة على حساب المناصب التنظيمية.
وقالت العطّار، إنها تشرفت منذ اللحظة الأولى بأن تكون من المؤسسين الأوائل للحزب في محافظة سوهاج، إلى جانب اللواء صلاح شوقي، أمين الحزب بالمحافظة، وعدد من الأمناء الذين آمنوا بفكرة الحزب الوليد كمشروع وطني يسعى إلى نشر الوعي السياسي بين المواطنين، وتأسيس تجربة حزبية نظيفة تقوم على الكفاءة لا الولاء الأعمى، والفكرة لا المنفعة.
وأوضحت أنها شاركت مع فريق الحزب في دعم المرشحين خلال الانتخابات النيابية، معتبرة تلك التجربة اختبارًا حقيقيًا لمبادئ الحزب وقدرته على ترسيخ الثقة بين المواطن والسياسة، مشيرة إلى أن جهود الأعضاء في سوهاج منحت الحزب حضورًا مشرفًا في الشارع واحترامًا من المواطنين.
لكن العطّار عبّرت عن صدمتها مما شهدته في الاستحقاق النيابي الأخير، قائلة إن الحزب 'لم يعد الممثل الحقيقي للمرأة الوطنية في الجبهة الوطنية بسوهاج'، مؤكدة أن الكوادر النسائية التي كان من المفترض أن تمثل الحزب تراجعت بفعل 'سياسات لا تعبّر عن روح القانون، وتحولت البنية التنظيمية إلى صوت واحد لا يترك مساحة للاختلاف البنّاء'.
وأضافت أن الحزب، الذي يفترض أن يكون منبرًا للتعدد والمشاركة، أصبح ساحة لخلافات شخصية وأولويات جانبية بعيدة عن أهدافه الأساسية، متسائلة: 'هل عجزت سوهاج عن إنجاب من يشبهها من أصحاب الخبرات والقدرات؟'.
وشددت أمينة المرأة المستقيلة على أن الحزب بُني على ركائز واضحة تتمثل في الشفافية والنزاهة واحترام الكفاءة والإيمان بالمواطن فوق الأشخاص، ورفض هيمنة المصالح الضيقة على القرار التنظيمي، لافتة إلى أن هذه المبادئ هي التي أكسبت الحزب احترام الناس وثقتهم.
وأضافت: 'حين يتحول مسار الحزب إلى حسابات شخصية أو تحالفات وقتية ويتوارى صوت المخلصين تحت نفوذ المصالح، يصبح الصمت تغاضيًا عن واقع لا يليق بما حلمنا به في البداية'، مؤكدة أنها ترفض أن يكون الحزب مجرد أداة شكلية أو واجهة خالية من القيمة.
وأكدت العطّار أنها اختارت الطريق الصعب حفاظًا على مبدأها، قائلة: 'الكرامة في الانسحاب أشرف من البقاء على حساب المبدأ، لأن السكوت عن تجاوز القيم التي تأسس عليها الحزب هو شكل من أشكال المشاركة فيه، وهو ما أرفضه تمامًا.'
وأوضحت أنها تقدمت باستقالتها من منطلق قناعة راسخة بأن السياسة وعي ومسؤولية لا تجارة بالمواقف، مشيرة إلى أنها قدمت للحزب من وقتها وجهدها وإيمانها ما استطاعت، لكنها لا تقبل أن تكون شاهدًا على تراجع قيمه التي آمنت بها.
وتابعت: 'أقدّم استقالتي اليوم برأس مرفوع وضمير مطمئن، لأنني اخترت المبدأ على العقدة، والكرامة على الصمت، والوطن على الحزب.'
واختتمت العطّار بيانها بالشكر إلى قيادات الحزب، مؤكدة احترامها للعمل الوطني المخلص، ومقترحة معالجة الالتباسات التي شابت البنية التنظيمية للحزب.
وقالت إن حزب الجبهة الوطنية يجب أن يظل 'وفيًا لضميره الوطني، متمسكًا بقواعده كمنظمة وطنية تستلهم من سوهاج رمزًا للكرامة والوعي، لا تغيب عنها الأصوات الحرة مهما حاولت الهيمنة إسكاتها'.


































