×



klyoum.com
egypt
مصر  ٢٥ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
egypt
مصر  ٢٥ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار مصر

»سياسة» الدستور»

حين دق الشتاء «أبواب رمضان»

الدستور
times

نشر بتاريخ:  الأحد ٢٦ أذار ٢٠٢٣ - ٢١:١٨

حين دق الشتاء أبواب رمضان

حين دق الشتاء «أبواب رمضان»

اخبار مصر

موقع كل يوم -

الدستور


نشر بتاريخ:  ٢٦ أذار ٢٠٢٣ 

وقتها لم يكن لدى أهل المحروسة يوم الرؤية توقعات فلكية تنبئهم قبل البيان الشرعى لدار الافتاء بأن غدًا صيام أو مكمل، بل كانوا يسبحون فى لذة الإحساس بالبشارات. والبشارات حينها كانت بسيطة للغاية. فقد تكون فى بائع الفول الذى اعتاد جرجرة عربته إلى هذا الحى أو ذاك من الأحياء، ليتدفق نحوه الصبية بالأطباق يدندنون عليها بالتعريفات والصاغات، يشترون لأهليهم «فول الصباح»، يأتى يوم الرؤية صباحًا كما تعود، ثم يفاجئ الحى بندائه الصادح، بعد صلاة العصر، فيعتبر أهل الحى أن تلك بشارة على أن غدًا صيام، يلتف من حوله الصبية هاتفين: «رمضان بكره»، فى إعادة تكرار لمشاهد ليلة الرؤية أيام المماليك والعثمانيين، حين كان يهتف المنادى: «صيام صيام.. كما حكم قاضى الإسلام» ويردد الأطفال من ورائه. قد تأتى البشارة من بائع «سلاطين الزبادى» الذى يأتى يوم الرؤية مبكرًا- قبل المغرب- على غير عادته، يحمل عددًا وافرًا من السلاطين «الصغيرة والكبيرة» على صينية كبيرة فوق رأسه، وعلى كتفه يعلق الحامل الخشب، ويظل ينادى «لبن.. حليب يا قشطة»، ليبدأ الزبائن فى التدفق والشراء، السلطانية الصغيرة بالتعريفة، والكبيرة بقرش صاغ.

قد تصدق البشارات أو تطيش، لكن نشدان الإحساس بالبهجة لا يخيب أبدًا.

كل شىء فى رمضان الستينيات، كان بشرًا يتبادلون فيما بينهم طقوس البهجة. لم يكن أحد يشترى من محل، بل كل ما تريده قريب من يدك، فكل شىء تجده لدى بائع يتجول، ينطلق لسانه بمواويل الغزل فى بضاعته، الفول والعيش والزبادى واللبن والفجل والجرجير والملوحة والجبن والزبد، كل شىء كان عند أصبع يدك، خصوصًا فى الأحياء الشعبية.

لم تكن الحياة جنة كما قد يصور لك خيالك، خصوصًا خلال النصف الثانى من الستينيات. فرغم رخص الأشياء، إلا أن المال لم يكن فى متناول أغلب الأيدى، وكان الفقر غالبًا، لكن الفارق بين الستينيات وغيرها من الحقب التالية يقبع فى قنبلة الاستهلاك التى لم تكن قد انفجرت بعد، ليتميز أصحاب المال بأنماط استهلاك يتطلع إليها الفقير الذى لا يجد طعامًا وكساءً ودواءً، وأوجه ترفيه الغنى والفقير فى ذلك الوقت كانت واحدة على وجه التقريب. وأكثر ما كان ينغص على الناس رمضانهم حينذاك هو «انقطاع النور» و«انقطاع المياه» فى الأدوار العليا وغير ذلك. المرافق كانت متهالكة ولا ينفق عليها بسبب بعض القرارات السياسية المتسرعة وبعض المغامرات غير المحسوبة التى أدت إلى خلل فى الموازنة العامة.

أطفال ذلك الزمان كانوا يضيئون ظلام الليل- عند انقطاع التيار- بالفوانيس أحيانًا، وبإشعال الحرائق فى الأوراق والأخشاب فى أغلب الأحوال. وكما كانت الحريقة تمنح الضوء فقد كانت تمنحهم الدفء أيضًا فى ليالى رمضان الشتوى. الفانوس فى ذلك الوقت هو الفانوس المصرى الأصيل «أبو شمعة» المصنوع يدويًا، إذ لم يكن الفانوس البطارية قد ظهر بعد، أو ظهر لكنه لم ينتشر وسط طوفان الفوانيس التقليدية. ثمة اختراع أبدعته قريحة الأطفال الفقراء فى ذلك الزمان، ممن لم يكن فى طاقة آبائهم شراء فوانيس لهم، إذ كانوا يشترون شمعة بمليم ويضعونها فى علبة صفيح، وينشدون مع حملة الفوانيس فى ليالى رمضان، أقل الأشياء كانت تسعدهم، ولم يكن أى منهم يجد معرة فى أن يحمل علبة صفيح يسير بها إلى جوار حامل فانوس، لأن كله فى النهاية صفيح.

تحول رمضان الستينيات إلى ساحة للفرح المصنوع والبهجة المستعارة، بدءًا من رمضان عام ١٣٧٨ هجريًا الذى وافق ٢ ديسمبر عام ١٩٦٧ ميلاديًا. كان المصريون يمضغون أحزانهم ويجترونها بكل خلايا وجدانهم منذ أن وقعت واقعة يونيو ١٩٦٧. أحزان لم يقلل منها مرور ما يقرب من ستة أشهر على النكسة، أحزان لم يستطع شهر البهجة أن يصرعها. ولست أجد وصفًا أروع لرمضان ذلك العام من ذلك الوصف الذى قدمه المبدع الراحل خيرى شلبى فى الجزء الثانى من ثلاثية الأمالى- وثانينا الكومى، على لسان صبى المقهى «كمبر» وهو يحكى عن عمره الذى سيبلغ ٤٠ سنة فى رمضان المقبل «رمضان ١٩٦٨» ثم ينخرط فى حديث حزين عن ولده الذى استشهد فى سيناء منذ أشهر، وكيف كادت أمه أن تموت من فرط حزنها عليه، وكيف أحس- وهو الرجل الصلب- بالترنح والتهاوى لكنه تماسك، حتى ينقذ ما يمكن إنقاذه من الأسرة التى ضربها الضياع فجأة، ثم يستطرد قائلًا: «مصر كلها ماتت.. وكأن شيئًا لم يحصل.. الراديو يذيع «شنبو فى المصيدة» عشية النكسة يعزينا بها فى موت عيالنا.. شنبه من!.. كلنا فى المصيدة وتجىء تسوق علينا التريقة؟!.. معك حق طبعًا.. البلد فرحانة والكباريهات سهرانة والشقق المفروشة عمرانة.. ما يشرب الحسرة إلا نحن الذين فقدنا عيالنا».

ومسلسل «شنبو فى المصيدة» من أشهر المسلسلات الإذاعية التى اقترنت بالذاكرة الرمضانية، وأذيع فى رمضان من عام ١٩٦٧ كمحاولة غير مجدية لإخراج المصريين من دائرة الحزن الذى كان يعتصر قلوبهم فى ذلك الحين نتيجة ما حدث، ولكن يبدو أن إحساس المصريين بالواقعة لم يكن «يصدقه عكل» «بصوت شويكار فى المسلسل ثم الفيلم الشهير».

أخر اخبار مصر:

بيان من سكك حديد مصر بشأن مواعيد القطارات بعد تطبيق التوقيت الصيفي

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1638 days old | 4,849,568 Egypt News Articles | 12,061 Articles in Apr 2024 | 111 Articles Today | from 27 News Sources ~~ last update: 12 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



حين دق الشتاء أبواب رمضان - eg
حين دق الشتاء أبواب رمضان

منذ ٠ ثانية


اخبار مصر

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل