اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
لعل ما يطرح السؤال لماذا نحتفل بالمولد النبوي بأكل الحلوى ؟، هو تلك الحلوى المنتشرة الآن بالشوارع والمحال التجارية منذ دخول شهر ربيع الأول ، حيث اعتاد المصريون في ذكرى المولد النبوي الشريف كل عام على أكل حلوى المولد النبوي الشريف والتهادي بها، وتوارثته الأجيال، فقد عبروا عن فرحتهم في ذكرى المولد النبوي الشريف بشراء حلوى المولد النبوي الشريف لأكلها أو التهادي بها، والتي لم تقتصر على الصغار فقط وإنما الكبار أيضًا، بما يطرح السؤال حول لماذا نحتفل بالمولد النبوي بأكل الحلوى خاصة وليس أي أطعمة أخرى؟ فخيار الحلوى به سر ينبغي كشفه.
قال الدكتور عمرو الورداني، مدير إدارة التدريب أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن المصريين يأكلون اللحم دائمًا في جميع المواسم الدينية والمناسبات إلا في الاحتفال بمولد سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يأكلون الحلوى والتي يسميها المصريون بـ«حلاوة المولد».
وأوضح “ الورداني” في إجابته عن سؤال : ( لماذا نحتفل بالمولد النبوي بأكل الحلوى ؟)، أن السر الذى جعل المصريين يأكلون الحلوى عند الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو حديث السيدة عائشة –رضى الله عنها- .
وتابع: الذى أخرجه أصحاب السنن بأنها قالت: «إن سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يحب الحلوى البارد»، وكأن المصريين أرادوا بذلك أن يحتفلوا بمولد النبي بما يحبه –عليه الصلاة والسلام- وليس كما يحبون.
وأشار إلى أنه تأتي الإجابة مؤكدة على حبهم لرسول الله –صلى الله عليه وسلم-، حيث إنهم يحبون ما يحب النبي –صلى الله عليه وسلم- والذي كان يحب الحلوى، بما يعني أن حب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- هو سر حلوى المولد النبوي الشريف والاحتفال من خلالها بمولده –صلى الله عليه وسلم-.
أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، على المحرمين لشراء حلوى المولد النبوي الشريف والتهادي بها أثناء الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف مباح شرعًا، ويدخل شراء حلوى المولد النبوي الشريف والتهادي بها في باب الاستحباب من باب السعة على الأهل والأسرة في هذا اليوم العظيم.
وحسم هذه المسألة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، قائلًا: الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات، مشيرًا إلى أنه يندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور.
وأردف: وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل في ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادي بها في المولد الشريف؛ فرحًا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه.
واستشهد بما جاء عَنِ السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ» رواه البخاري وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنَّةً حسنة، كما أن التهادي أمر مطلوب في ذاته، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادُوا تَحَابَّوا» رواه الإمام مالك في 'الموطأ'.
وتابع: ولم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأُخرى؛ كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا؛ لأنَّ 'للوسائل أحكام المقاصد'.
ونبه إلى أنه قد نص العلماء على استحباب إظهار السرور والفرح بشتى مظاهره وأساليبه المشروعة في الذكرى العطرة لمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم، ويقول الحافظ السيوطي في 'حسن المقصد في عمل المولد' المطبوع ضمن 'الحاوي للفتاوي': «فيستحبُّ لنا أيضًا إظهارُ الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات».