اخبار مصر
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٢ نيسان ٢٠٢٥
القاهرة - خديجة حمودة
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مهمة تجديد الخطاب الديني لا تنحصر في تصحيح المفاهيم المغلوطة فحسب، بل تمتد لتقديم الصورة المشرقة الحقيقية للدين الحنيف، كما تجلت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما نقلها الصحابة الكرام، وكما أرسى معالمها أئمة الهدى عبر العصور.
جاء ذلك في كلمة الرئيس السيسي أمس خلال حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف في الأكاديمية العسكرية المصرية، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية.
وقال الرئيس السيسي إننا نحتفل بتخريج كوكبة جديدة من الأئمة الذين سوف يحملون على عاتقهم أمانة الكلمة، ونشر نور الهداية، وترسيخ قيم الرحمة والتسامح والوعي، مشيرا إلى أنه قد وجه وزارة الأوقاف، بالتعاون مع مؤسسات الدولة الوطنية، وعلى رأسها الأكاديمية العسكرية المصرية، بوضع برنامج تدريبي متكامل يعنى بصقل مهارات الأئمة علميا وثقافيا وسلوكيا، بهدف الارتقاء بمستوى الأداء الدعوي، وتعزيز أدوات التواصل مع المجتمع، ليكون الإمام نبراسا للوعي، متمكنا من البيان، بارعا في الإقناع، أمينا في النقل، حاضرا بوعي نافذ وإدراك عميق لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة.
وأضاف الرئيس السيسي «نحن اليوم أمام ثمار هذا التعاون البناء، نرى فيه هذه النخبة المشرقة من الأئمة الذين تلقوا إعدادا نوعيا يمزج بين أصول علوم الدين الراسخة وأدوات التواصل الحديثة، متسلحين برؤية وطنية خالصة، وولاء لله ثم للوطن، وإدراك واع لتحديات العصر ومتغيراته، مع المحافظة على الثوابت».
وتابع: إننا في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى خطاب ديني مستنير، وفكر رشيد، وكلمة مسؤولة، تتجلى مكانتكم بوصفكم حملة لواء هذا النهج القويم، وقد أدركنا منذ اللحظة الأولى أن تجديد الخطاب الديني لا يكون إلا على أيدي دعاة مستنيرين، أغنياء بالعلم، واسعي الأفق، مدركين للتحديات، أمناء على الدين والوطن، قادرين على تقديم حلول عملية للناس، تداوي مشكلاتهم وتتصدى لتحدياتهم، بما يحقق مقاصد الدين ويحفظ ثوابته العريقة.
وطالب الرئيس السيسي الخريجين وهم يخطون أولى خطواتهم في هذا الدرب النبيل بأن يحفظوا العهد مع الله، ثم مع وطنهم وأن يكونوا دعاة إلى الخير، ناشرين للرحمة، وسفراء سلام للعالم بأسره.
وشدد الرئيس السيسي على أن مصر بتاريخها العريق وعلمائها الأجلاء ومؤسساتها الراسخة، كانت وستظل منارة للإسلام الوسطي المستنير الذي يعلي قيمة الإنسان، ويكرم العقل، ويحترم التنوع، ويرسي معاني العدل والرحمة.
وأوضح أن ما نشهده يؤكد مضي الدولة المصرية بثبات وعزم في مشروعها الوطني لبناء الإنسان المصري بناء متكاملا، يراعي العقل والوجدان، ويجعل من الدين ركيزة للنهوض والتقدم، في ظل قيم الانتماء والوسطية والرشد.