اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
لعل هناك كثيرون لا يعرفون لماذا يجب الوضوء قبل الخروج من المنزل ؟، ومن ثم يهملون هذه العبادة -الوضوء - عند خروجهم من البيت، وحيث إن معرفة السبب تزيل العجب وتزيد الحرص ومن ثم اغتنام الفضل والبركة، من هنا ينبغي معرفة لماذا يجب الوضوء قبل الخروج من المنزل ؟، لعل بها نكن من الفائزين.
قال الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إنه ينبغي الخروج من المنزل على وضوء ، حيث إن هناك ما يُسمى موت الفجأة والذي ينبغي الاستعداد له بمثل هذه العبادة - الوضوء-.
وأوضح “ الجندي ” في إجابته عن سؤال: لماذا يجب الوضوء قبل الخروج من المنزل ؟، أن هناك ما يُسمى موت الفجأة وهذا أمر يحدث، والإنسان لا يلحق تقديم أي شيء لآخرته ويؤخذ فجأة.
وأضاف أنه ليس من الصواب أن يتناسى الإنسان موت الفجأة ولا يستعد له، ومن ثم لا تخرج من البيت إلا متوضئ ولا تنام بدون صلاة ولابد من صلاة العشاء قبل النوم وأن تنوي القيام لصلاة الفجر لأن موت الفجأة خطير لذلك عليك أن تصلح ما بينك وبين الله.
ورد أن للوضوء فضيلة وأجر كبير، فقد ورد عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فدعا بلالا، فقال: «يا بلال بم سبقتني إلى الجنة؟ إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي» . فقال بلال: يا رسول الله، ما أذنت قط إلا صليت ركعتين، وما أصابني حدث قط إلا توضأت عنده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بهذا» [رواه أحمد والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط الشيخين].
وجاء في الحديث استحباب إدامة الطهارة، ومناسبة المجازاة على ذلك بدخول الجنة، لأن من لازم الدوام على الطهارة أن يبيت المرء طاهرا، ومن بات طاهرا عرجت روحه فسجدت تحت العرش، كما رواه البيهقي في الشعب، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.
وقال الحافظ العراقي: فيه استحباب دوام الطهارة، وأنه يستحب الوضوء عقب الحدث، وإن لم يكن وقت صلاة ولم يرد الصلاة، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم (ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) [رواه مالك في الموطأ وابن ماجه]، فالظاهر أن المراد منه دوام الوضوء لا الوضوء الواجب فقط عند الصلاة.
وورد أن من استطاع أن يحافظ على هذه الفضيلة فهذا أفضل بلا شك، ولو تركها فلا حرج وليس بالضرورة أن يؤدي ذلك إلى الوسوسة، المهم أنه لا يجبر أو يلزم على فعل الفضيلة إذا لم يرد هو ذلك ، و ينصح أن يحصن نفسه بأذكار الصباح و المساء وأذكار الدخول و الخروج فهذا يكفيه إن شاء الله تعالى.
ينقسم حكم الوضوء إلى واجب ومستحب من حيث وجوب العبادة أو استحبابها، فهناك عبادات واجبة تجب لها الطهارة، وأخرى مستحبّة فيُستحب لها الطهارة كذلك، فيكون الوضوء واجبًا عند أداء الواجبات والفرائض كصلاة الفرض، والطواف، والوضوء المستحبّ يكون لأداء عبادة مستحبة عند الذكر، وقراءة القرآن الكريم، وإذا توضأ المسلم وضوءًا شرعيًا كاملًا طهُر من الحدث وأُبيحت له جميع العبادات.
ورد أن هناك ستة أمور فقط تنقض الوضوء، باتفاق العلماء، أن الأمور الستة التي تنقض الوضوء هي: خروج شيء من السبيلين -القبل والدبر- قليلًا كان أو كثيرًا طاهرًا أو نجسًا، لقوله تعالى: «أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ» [النساء: 43] ولقوله صلى الله عليه وسلم: «فلا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا» متفق عليه.
الأمر الثاني من نواقض الوضوء: سيلان الدم الكثير أو القيح أو الصديد أو القيء الكثير كما يرى الحنفية والحنابلة، لما رواه الإمام أحمد والترمذي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَصَابَهُ قَيْءٌ أَوْ رُعَافٌ، أَوْ قَلْسٌ، أَوْ مَذْيٌ فلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ، ثُمَّ لِيَبْنِ عَلَى صَلاَتِهِ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لاَ يَتَكَلَّمُ». أخرجه ابن ماجة. والراجح عدم النقض؛ لضعف الحديث.
الأمر الثالث من نواقض الوضوء فزوال العقل بجنون أو تغطيته بسكر أو إغماء أو نوم لقوله صلى الله عليه وسلم: «العين وكاء السه فمن نام فليتوضأ»، رواه أحمد وابن ماجة بإسناد حسن، «ما لم يكن النوم يسيرًا عرفًا من جالس أو قائم فلا ينقض حينئذ»، لقول أنس: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون ولا يتوضأون». رواه مسلم، والمقصود أنهم ينامون جلوسًا ينتظرون الصلاة كما هو مصرح به في بعض روايات هذا الحديث.
الأمر الرابع من نواقض الوضوء هو مس القبل أو الدبر باليد بدون حائل، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من مس فرجه فليتوضأ» رواه أحمد والنسائي وابن ماجة.
الأمر الخامس من نواقض الوضوء غسل الميت، لأن ابن عمر وابن عباس كانا يأمران غاسل الميت بالوضوء، وقال أبو هريرة: «أقل ما فيه الوضوء»، أما الأمر السادس فـالردة -الخروج- عن الإسلام، لقوله تعالى: «لَئِنْ أَشْرَكْت لَيَحْبَطَنَّ عَمَلك» [الزمر:65].