اخبار البحرين
موقع كل يوم -وكالة أنباء البحرين
نشر بتاريخ: ١٧ حزيران ٢٠٢٥
نيويورك في 17 يونيو / بنا / أعلن الصندوق العالمي للآثار (WMF) عن اختيار خمسة مواقع جديدة حول العالم للانضمام إلى برنامج 'تعزيز القدرة على التكيّف البيئي' (Cultivating Resilience)، وهو مبادرة عالمية تهدف إلى دعم الحدائق التاريخية والمناظر الطبيعية المنظمة في مواجهة التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ.
وتمتد المواقع التي وقع عليها الاختيار عبر أربع قارات وتمثل مختلف الأنماط، من الغابات حتى المزارع العائمة. وتشمل هذه المواقع كلاً من: نظام شنامباس زوتشيميلكو الزراعي في المكسيك، غابة أوسون-أوسوغبو في نيجيريا، حقول وارو وارو الزراعية في بيرو، خندق برج لندن في المملكة المتحدة، وسنترال بارك في الولايات المتحدة الأمريكية.
وانطلق البرنامج في يناير 2024 باعتباره ركيزة أساسية ضمن مبادرة الصندوق العالمي للآثار للتراث المناخي، بهدف معالجة الضغوط البيئية المتصاعدة التي تهدد الحدائق التاريخية والمساحات الخضراء التراثية في أنحاء العالم، حيث تواجه هذه المواقع مخاطر متزايدة مثل الجفاف الطويل، والفيضانات، وتراجع التنوع البيولوجي، وهو ما يهدد قيمتها البيئية والروحية والاجتماعية التي تشكّلت عبر قرون.
ولا يقتصر دور البرنامج على تنفيذ مشاريع الحفظ والتكيّف ميدانيًا، بل يسعى أيضًا إلى تعزيز تبادل الخبرات على المستوى العالمي من خلال المساهمة في إحياء تقنيات الزراعة التقليدية، وإدارة المياه، وأساليب البناء، ومشاركة هذه المعارف مع المتخصصين في مجالات التراث والبيئة.
ومن خلال إلقاء الضوء على دور التراث الطبيعي في تعزيز التكيّف المناخي، يعمل الصندوق على ضمان أن تبقى هذه المساحات الخضراء كروافد للمعرفة والهوية وتحسين الحياة للأجيال القادمة.
وقالت 'ميريديث ويغينز' المديرة الأولى للتكيّف المناخي في الصندوق العالمي للآثار: 'تعتبر الحدائق التاريخية والمناظر الطبيعية المنظمة بنية تحتية أساسية لجهود مكافحة التغير المناخي، فالمساحات الخضراء الحضرية تساهم في تبريد الأحياء السكنية خلال موجات الحر، وتعمل الأشجار المعمّرة على امتصاص مياه الأمطار وثاني أكسيد الكربون، كما تساهم الممارسات التقليدية في إدارة الأراضي في دعم الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي. وتقدّم هذه المواقع حلولًا عملية لتحديات المناخ المعاصرة، إلى جانب كونها جسورًا تربط المجتمعات بتاريخها وطبيعتها وهويتها'.
من جانبها، قالت بنديكت دو مونتلور الرئيسة والمديرة التنفيذية للصندوق العالمي للآثار: 'يُعد تغيّر المناخ من أخطر التهديدات التي تواجه التراث الثقافي في عالمنا اليوم، ومن خلال تطوير حلول للتكيّف المناخي في مواقع الحدائق التاريخية، فإننا نواجه هذا التحدي بشكل مباشر، عبر الاستثمار في مساحات خضراء تحمي البيئة وتصون الهوية الثقافية ف آن واحد، ويعكس هذا العمل التزام الصندوق برؤية مستقبلية يدمج من خلالها جهود التكيّف المناخي مع الحفاظ على التراث، حيث يصبح صون الماضي أداةً تمكّن المجتمعات من الاستعداد لتحديات الغد'.
وأضافت: 'نحن ممتنون لمؤسسة جيرارد بي. لامبرت على التعاون الاستراتيجي، الذي أتاح لنا إطلاق برنامج تعزيز القدرة على التكيّف'.
وتم اختيار المواقع الخمسة الجديدة ضمن برنامج 'تعزيز القدرة على التكيّف' من خلال دعوة مفتوحة للترشيح، استندت إلى معايير محددة تشمل الأهمية الثقافية، وحجم التعرّض لتغير المناخ، والقدرة على تقديم حلول للتكيّف المناخي قابلة للتكرار في مواقع أخرى، والمواقع الخمسة هي:
شنامباس زوتشيميلكو – المكسيك:
في قلب مدينة مكسيكو، تحتفظ الشينامباس بمكانتها كأحد أقدم أنظمة الزراعة الرطبة في العالم، وعبر أجيال متعاقبة، أسهم هذا النظام الفريد في تشكيل البيئة المحلية والعادات الغذائية، ويسعى الصندوق العالمي للآثار إلى إعادة تأهيل البنية التحتية لشبكة القنوات المهمة من أجل جودة المياه، إضافة إلى توثيق النباتات المرتبطة بالزراعة التقليدية، واستصلاح الأراضي المهجورة، وهذه الخطوات تهدف إلى إحياء منظومة الزراعية التقليدية، وتعزيز قدرة البيئة والمجتمع على التكيّف في وجه التغيرات المناخية.
غابة أوسون-أوسوغبو – نيجيريا:
تُعد غابة أوسون-أوسوغبو في نيجيريا أحد أقدس مواقع شعب اليوروبا، وقد نشأت قبل أكثر من أربعة قرون، ولا تزال حتى اليوم تؤدي دواً محوريًا في الحياة الروحية والثقافية للمجتمع المحلي، ويركّز عمل الصندوق في هذه الغابة على ترميم المعالم المقدسة والمنحوتات، إلى جانب دراسة سبل دعم النظام البيئي المحلي ليحافظ على توازنه، فالهدف من العمل في هذا الموقع هو حماية البنية الروحية للموقع، وتمكين المجتمع المحلي من الحفاظ على إرثه الروحي والثقافي في زمن التغير المناخي.
حقول وارو ووارو الزراعية – بيرو:
نشأت حقول وارو وارو في المرتفعات المحيطة بحوض بحيرة تيتيكاكا، وهي تجسّد استراتيجية زراعية ابتكرها السكان الأصليون للتعامل مع البيئة القاسية والظروف المناخية الصعبة، ويعمل الصندوق العالمي للآثار بالتعاون مع المجتمعات الزراعية المحلية على ترميم الحقول المتدهورة، إلى جانب توثيق الممارسات التقليدية المرتبطة بها والمساهمة في إحيائها، ومن المتوقع أن تسهم هذه الجهود في تعزيز الإنتاجية الزراعية، مع الحفاظ في الوقت نفسه على النموذج الزراعي الذي تقدّمه هذه الحقول فيما يتعلق بالتكيّف المناخي.
سنترال بارك – الولايات المتحدة الأمريكية:
تعد سنترال بارك رمزًا في هندسة الأمريكية للمناظر الطبيعية الحضرية، ولوقت طويل عملت هذه الحديقة كمساحة خضراء حضرية رئيسية وثقافية في قلب مدينة نيويورك، وسيتعاون الصندوق العالمي للآثار مع هيئة الحفاظ على سنترال بارك لاستكشاف إمكانيات تكيّف البنية التحتية المعمارية والنُّظم الطبيعية للحديقة مع الإجهاد المناخي المستقبلي، وذلك لضمان استمرارها كملاذ عام صامد وشامل للأجيال القادمة.
خندق برج لندن – المملكة المتحدة:
شهد خندق برج لندن العديد من الاستخدامات على مدار ما يقارب ألف عام، من بينها زراعته كحديقة خضروات خلال الحرب العالمية الثانية، وفي الوقت الراهن، وبالتعاون مع الصندوق العالمي للآثار، تعمل مؤسسة القصور الملكية التاريخية على إعادة إحياء هذا الفضاء ليصبح نموذجًا للمساحات الخضراء المستدامة، ويشمل المشروع ترميم البنية التحتية التاريخية لتحسين إدارة المياه، وإنشاء مساحات رطبة تدعم التنوع البيولوجي ضمن البيئة الحضرية، كما سيتم تركيب أنظمة لرصد المؤشرات البيئية، وتنفيذ مشاريع تقييم للتنوع الحيوي، بما يعزّز صمود الموقع بيئيًا ويعمّق تقدير الجمهور لقيمته البيئية والتاريخية في آن واحد.
وستحظى المواقع الخمسة المختارة ضمن برنامج 'تعزيز القدرة على التكيّف' بدعم فني متكامل يشمل تصميم النماذج المناخية وتوجيه المصادر من أجل مواجهة التهديدات المرتبطة بالمناخ مثل الفيضانات، الجفاف، فقدان التنوع البيولوجي، والظروف الجوية القاسية.
وسيتضمّن كل مشروع تقييمًا دقيقًا لمخاطر المناخ، إلى جانب إعداد خطة تكيّف مصممة خصيصًا لحماية القيمة التاريخية والبيئية والثقافية للموقع.
أ.ش, م.ص, A.A