اخبار البحرين
موقع كل يوم -جريدة البلاد
نشر بتاريخ: ٢٤ أذار ٢٠٢٣
دعا المدير التنفيذي لمركز العناية لمتلازمة داون أحمد العلي في اليوم العالمي لمتلازمة داون والذي يصادف 21 مارس من كل عام، لمزيد من تضافر الجهود لمنح هذه الفئة العزيزة قسطًا أكبر من الاهتمام والرعاية عبر تحسين مخرجات التعليم، ودمجهم في المدارس، وتوفير فرص العمل لهم.وأشار العلي أثناء حواره مع “البلاد” بأن البحرين حققت قصة نجاح في هذا المضمار من خلال مركز العناية بمتلازمة داون، خصوصاً فيما يتعلق بتدريبهم وتوظيفهم، مثمناً دور تمكين بهذا الشأن، وكبار الشركات والمصارف البحرينية.
بداية المشوار
بداية، هل لك أن تسلط الضوء على المركز؟
تم تأسيس المركز العام 2001، وهو أحد أهم أنشطة الجمعية البحرينية لمتلازمة داون “جمعية أهلية غير ربحية”، ولقد جاءت فكرة إنشائها لتقديم يد المساعدة والعون للأفراد من ذوي متلازمة داون وأسرهم.
ونهتم بالتركيز على تكنولوجيا التعليم لتوظيف التقنية الحديثة في الارتقاء بالقدرات المعرفية والإدراكية واللغوية والأكاديمية لمن لديهم متلازمة داون، وتدريبهم على استخدام الحاسب الآلي، واستخدام برامجه بالشكل الصحيح، وبما يتناسب مع قدرات كل فراد.
كما نسعى لتوظيف الوسائل التعليمية السمعية والبصرية التي تعمل على تسهيل التعامل مع البيئة، وتحسين مجال الحواس، فنحن نتحدث هنا عن قصة نجاح بحرينية نفخر بها.
نعمل لأجلهم
ما أهم أهداف الجمعية؟
السعي لتطوير الخدمات الصحية والنفسية والتربوية والاجتماعية لفئة متلازمة دوان بالتعاون مع الجهات المعنية، وتقديم الدعم المباشر وغير المباشر لفئة متلازمة داون وأولياء أمورهم وعائلاتهم، ونشر الوعي بين المواطنين والمقيمين لإبراز الصورة الحقيقية لهذه الفئة.
كما نتجه لإنشاء مركز معلومات لدعم وتشجيع الدراسات والأبحاث والخدمات التي تهم فئة متلازمة داون، والعمل على تذليل الصعوبات التي تواجه تعليمهم وتأهيلهم بالتعاون مع الجهات المختصة، وتوطيد العلاقات مع الجمعيات المهنية والأندية الأهلية، ومدارس الأطفال ذات الاحتياجات الخاصة.
من البحرين للعالم
ما رسالتكم للمجتمع في اليوم العالمي لمتلازمة داون؟
إلقاء المزيد من الضوء على احتياجات ومتطلبات فئة متلازمة داون، والتعاون لتعزيز اندماجهم في المجتمع عبر المؤسسات والجمعيات الاجتماعية والخاصة والحكومية، ودمجهم بسوق العمل.
200 دينار
ما أهم الشكاوى التي ترد على مسامعكم من قبل أولياء الأمور؟
يشتكون دائماً من عدم وجود مواصلات لنقل أولادهم للمركز، بحكم بعد المناطق، وهو أمر يضعهم أمام تحديات صعبة؛ نظراً لارتباطهم بواجبات العمل، كما يشكون من قلة المتخصصين بالنطق وتنمية المهارات والتخاطب وتعديل السلوك، بسبب ندرة الخريجين في البحرين؛ نظرا لعدم وجود توجه من الجامعات لتدريس هذا الاختصاص، وعليه نضطر لتدريبهم من جديد.
كما يطالب أولياء الأمور ببعض الخدمات التي لا نقدر عليها بسبب الكلفة، مثل صالة رياضية، وبأن يحصل أولادهم على فرص أفضل في الدمج بالمدارس الحكومية، مع تطوير المناهج الخاص بهم والتي لم تتغير منذ 10 سنوات ووضع آلية لتقييمهم، كما يتأملون بأن يكون لأولادهم فرصة الحصول على العمل.
أضف أن كثيرًا من الروضات لا تقبل الأطفال من متلازمة داون وهي بذاتها مشكلة أخرى، ويدعو أولياء الأمور لرفع الدعم لأبنائهم من 100 دينار إلى 200 دينار بسبب ظروف الحياة الراهنة، وارتفاع كلفة المعيشة والانفاق.
الدمج والرسوم
كم عدد الطلبة الذين تم دمجهم في المدارس الحكومية من متلازمة داون؟
130 طالباً وطالبة.
هل تأخذون رسوماً على الطلبة؟
الخدمات التي نقدمها مجانية، لكننا نأخذ رسوماً رمزية على أولياء الأمور لإلزامهم بإحضار أولادهم إلى الجلسات، وهي بمعدل دينار واحد فقط للجلسة الواحد، تدفع مقدماً بمعدل 20 دينارا لـ 20 جلسة، تخصم في كل الأحوال.
الإنصات للناس
كيف تتعرفون في الجمعية على صوت الأهالي ومطالبهم؟
من خلال التواصل الشخصي، أو من خلال “قروب تطبيق واتساب” والذي يتاح خلاله بين الحين والآخر لأولياء الأمور لأن يقولوا ما لديهم، ونحن بدورنا نأخذ بهذه الآراء، ونهتم بها.
كم عدد المراكز الرسمية لمتلازمة داون في البحرين؟
الرسمي نحن فقط، والبقية كلها خاصة وربحية.
مسؤوليات مستمرة
ما المسؤوليات التي تحملها المجتمع تجاه جهود مركزكم؟
الدولة لم تقصر معنا، وهي تدعمنا بنسبة 50 % من التكاليف التشغيلية، ولدينا بالمركز لجنة لتنمية الموارد، والتي تسعى عبر التواصل مع القطاع الخاص للحصول على النصف الثاني من قيمة الخدمات التشغيلية بشكل سنوي، وهذا بفضل من الله ومنته.
وأدعو بهذا الشأن الصحف المحلية ونشطاء التواصل الاجتماعي للتركيز على احتياجات وطلبات فئة متلازمة داون، واعتبارها جزءاً مهماً من هذا المجتمع، والعمل على خلق شراكة مجتمعية لخدمتها، وتسهيل أمور التعلم والحياه لها.
طموحات كبيرة
ما أهم المشاريع التي تتبناها الجمعية؟
لدينا مشاريع كثيرة ومتعددة، يتم وضعها من قبل مجلس الإدارة بين وقت وآخر وفقاً للموارد المالية والإمكانات، منها على سبيل المثال مشروع عيادة الأسنان، والتي تحتاج لـ 30 ألف دينار لتجهيزها، ولقد أوجدناها بالمركز بدعم من “الروتاري”.
ويوجد الآن طبيب وفني يومين بالأسبوع من الساعة الثامنة وحتى الواحدة ظهراً، وتدفع رواتبهم وزارة الصحة مشكورة، وهي خدمة متوافرة بالمركز منذ 10 سنوات تقريباً.
وهنالك مشروع آخر وهو مشروع “حجرة السمع” بكلفة 15 ألف دينار، ولقد أنجزنا الغرفة، ولكننا بحاجة لتمويل قيمة الجهاز وبكلفة 10 آلاف دينار.
مشروع التوظيف
وماذا عن مشروع التوظيف الذي أطلقه المركز؟
هو من أهم مشاريع المركز، ونحن نركز عليه باهتمام؛ لأن الأولاد كبروا، وبحاجة لأن يكملوا حياتهم بوظيفة تساعدهم على المزيد من الانخراط بالمجتمع، وأن يكون لهم مدخول خاص بهم.
في البداية قمنا بإدخال 15 شاباً وشابة من المتلازمة ببرنامج تدريبي بـ “تمكين”؛ لغرض توظيفهم، حيث تعاونوا معنا وتم توظيفهم لاحقاً بأرقى بيئات العمل، منها توظيف أربعة ببنك البحرين الوطني، وأربعة آخرين بكارفور، وأربعة آخرين بمكادونالدز، وفي مجموعة الراشد تم توظيف ثلاثة.
وحالياً هنالك 20 شاباً وشابة آخرين بحاجة للتوظيف، فالأمر مستمر، ومتواصل، ويحتاج لتضافر الجهود لإقناع بيئات العمل بذلك، كما يحتاج لمجهود ووقت لتحقيق هذا الهدف، وتقديم بعض النماذج الناجحة السابقة بهذا الشأن.
وتجاوب معنا بعض بيئات العمل الجديدة، حيث وظفنا خمسة أشخاص آخرين، وفي أحسن الأماكن، على رأسها المصارف.
كلمة أخيرة.
البحرين بقطاعيها الحكومي والخاص حققت قصص نجاح عالمية في دعم ومساندة فئة متلازمة داون، وبجهود مبكرة ومتميزة قياساً بدول المنطقة، وهو أمر مدعاة فخر واعتزاز.
