في اليوم الوطني السعودي.. مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ومسارات تكامل شاملة تربط التاريخ بالمستقبل عبر حاضر يفخر بالهوية

خاص - (بنا)

المنامة في 22 سبتمبر/ بنا /تحتفل المملكة العربية السعودية الشقيقة في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام باليوم الوطني السعودي، والذي يصادف هذا العام الذكرى الخامسة والتسعين لتوحيد المملكة بقيادة المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه.

وتشارك مملكة البحرين شقيقتها المملكة العربية السعودية قيادةً وشعبًا الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلوب الشعبين الشقيقين بعمق المشاعر وصادق الأخوة، تعبيرًا عن روابط تاريخية واستراتيجية فريدة ومتجذّرة تجمع البلدين، وترسم نموذجًا متقدمًا للعلاقات الثنائية بين الأشقاء.

ويتم الاحتفال باليوم الوطني السعودي هذا العام تحت شعار 'عزّنا بطبعنا'، الذي أطلقته الهيئة العامة للترفيه السعودية تخليدًا لمرور 95 عامًا من العز والفخر الذي تتميز به الهوية الوطنية السعودية الأصيلة.

ويجسد شعار اليوم الوطني السعودي 'عزّنا بطبعنا' مجموعة من ست قيم رئيسة متأصلة ومتوارثة منذ القدم في طباع الشعب السعودي باعتبارها سمات محفورة في وجدانه، شكّلت بعمقها وثرائها التاريخ والحاضر وتؤسس لمستقبل مشرق وواعد، وجاءت سمات الفخر والعزة متمثلة في: الكرم، والجود، والطموح، والفزعة، والأصالة، وأخيرًا الرؤية، كعناوين فرعية لشعار الاحتفالات.

تاريخ عريق من العلاقات الثنائية الراسخة رسميًا وشعبيًا

ترتبط مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية بعلاقات أخوية تاريخية متوارثة أثمرت عن روابط وطيدة وشراكات أخوة وتعاون وتطابق في الرؤى والمواقف، وتحظى هذه العلاقات بالرعاية والاهتمام الكبيرين لتنميتها والدفع بها من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة حفظهما الله ورعاهما، ودعم ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وأخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة حفظهما الله.

وتعكس الزيارات الرسمية والأخوية المتبادلة بين قيادتي البلدين عمق الشراكة الأخوية والتكامل الاستراتيجي بين المملكتين، وما يوازيه من تلاحم وترابط بين شعبي البلدين وبنهج متواصل من التشاور والتنسيق في مختلف القضايا الإقليمية والدولية على جميع المستويات وفي المجالات كافة.

رؤية ثنائية والتقاء مسارات وشراكات واعدة

استطاعت كل من مملكة البحرين وشقيقتها المملكة العربية السعودية الارتقاء بعلاقات التعاون والشراكة الاقتصادية والاستثمارية الثنائية والدفع بها من علاقة تعاون إلى علاقة تكامل استراتيجي شاملة ، من خلال الدور الهام الذي يضطلع به مجلس التنسيق السعودي البحريني الذي يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وأخوه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة حفظهما الله، في تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين ودعم مسارات التعاون والتنسيق الثنائي في مختلف المجالات نحو آفاقٍ أرحب، والتأكيد على تعزيز مسارات التعاون الاقتصادي والتنمية المستدامة بين البحرين والسعودية بما ينسجم مع الرؤى التنموية والاستراتيجية المشتركة.

وفي هذا الإطار شهد العام الجاري 2025 م توقيع البلدين ممثلتين بوزارة الصناعة والتجارة في مملكة البحرين ووزارة الصناعة والثروة المعدنية لشئون الصناعة السعودية، على اتفاقية إطلاق المرحلة الثانية من التكامل الصناعي بين البلدين على هامش انعقاد منتدى الصناعة السعودي (SIF 2025) الذي أقيم في الظهران في يونيو الماضي، وجاء توقيع الاتفاقية كثمرة لجهود مجلس التنسيق السعودي البحريني التي تصب في تنفيذ استراتيجيات المملكتين في تحفيز التصنيع وتمكين القطاع الصناعي، والبناء على ما تحقق من منجزات في المرحلة الأولى من الاتفاقية.

كما وتلتقي كل من البحرين والسعودية في محاور تنموية وشراكات واعدة تشكل قاعدة لرؤية مستقبلية مشتركة في عدد من المجالات لعل أبرزها وأهمها:

ـ رفع مستوى التنسيق والتشاور لتوحيد الرؤى والمواقف السياسية والدبلوماسية والعسكرية المشتركة سواء الثنائية، أو الإقليمية داخل منظومة مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والدولية تحت مظلة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها، بما يعزز السلام والأمن والسلم الدوليين ويحفظ أمن الدول وسيادتها، وكرامة ومقدرات الشعوب، ويعزز قيم التعايش والإنسانية في العالم.

ـ تحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري والاستثماري والسياحي في شتى القطاعات ذات الصلة، عبر مبادرات ثنائية ومشاريع مشتركة، مستفيدين من قرب الأسواق والمناخ الاستثماري الرحب المتوفر في كلا البلدين وفي إطار اتفاقات التعاون الخليجية.

ـ التعاون في استراتيجيات التحوّل الرقمي والتكنولوجيا، من خلال شراكات في الخدمات الرقمية، ورفع الاستثمارات في التقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي، بما يتلاءم مع أهداف الرؤى الاقتصادية للبلدين مما يزيد من فرص الابتكار وتسهيل الأعمال وجذب الاستثمارات المباشرة.

ـ الشراكة في جهود التنمية المستدامة ومواجهة تحديات المناخ العالمية، عبر تبادل الخبرات والتعاون في مشاريع الطاقة المتجددة والمشروعات البيئية النظيفة والخضراء والمستدامة.

ـ الاستثمار في تدريب وتأهيل الكوادر البشرية الوطنية البحرينية والسعودية ودعم الشباب والمرأة وتمكينهم في مختلف القطاعات بالمجتمع، بما يتناسب مع خبراتهم وطاقاتهم في مشروعات التنمية والنهضة الوطنية.

ـ شراكات وتفاهمات في قطاعات التعليم والصحة والإعلام والثقافة والسياحة البينية، وغيرها.

إنجازات سعودية تقترب من اكتمال رؤية 2030

في اليوم الوطني السعودي وذكرى التوحيد 95، يفخر الأشقاء في المملكة العربية السعودية بما حققته بلادهم من إنجازات عملاقة ومكتسبات وطنية طموحة في إطار المستهدفات التنموية الرائدة لرؤية المملكة 2030 على كافة الصُعد، حيث واصلت السعودية تقدمها في تصدّر مؤشرات قياس الأداء الحكومية العالمية والاقتراب الناجح من اكتمال المشروعات الوطنية العملاقة، وذلك وفقًا للتقرير السنوي الرسمي لرؤية المملكة لعام 2024م.

وبحسب البيانات التي أوردها تقرير نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) أثبتت المملكة العربية السعودية تسارع وتيرة تحولها الوطني الذي تشهده على مختلف الأصعدة، مستندة إلى مكامن قوتها الاستراتيجية، المتمثلة في موقعها الجغرافي، وثرواتها البشرية والطبيعية، وقوتها الاقتصادية، ومكانتها العربية والإسلامية والدولية، وثقلها السياسي والدبلوماسي، حيث بلغت نسبة المبادرات المكتملة، أو تلك التي تسير على المسار الصحيح في التنفيذ حوالي 85% من أصل 1502 مبادرة نشطة، فيما حقق 93% من مؤشرات الأداء المرحلية مستهدفاتها أو تجاوزتها، كما تحققت 8 مستهدفات للرؤية قبل موعدها المستهدف بست سنوات.

إن اليوم الوطني السعودي وما يمثله من مناسبة وطنية عزيزة على قلوب الشعبين البحريني والسعودي على حد سواء، يأتي ليؤكد على أن المملكة العربية السعودية تمضي بخطى راسخة في طريق التنمية والمستقبل عبر سياسات قيادتها الحكيمة.

من: هـند كرم

م.أ, م.ص, م.ا.ف