اخبار البحرين
موقع كل يوم -مباشر
نشر بتاريخ: ١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
مباشر:أعلن البيت الأبيض أن الصين ستتوقف فعليًا عن تنفيذ القيود الإضافية التي فرضتها على صادرات المعادن النادرة، كما ستُنهي التحقيقات التي استهدفت الشركات الأمريكية العاملة في سلسلة توريد أشباه الموصلات، في خطوة تعكس انفراجة مؤقتة في التوترات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.
وأوضح البيت الأبيض في بيان صادر يوم السبت تفاصيل اتفاق التجارة الذي تم التوصل إليه في وقت سابق هذا الأسبوع بين الرئيسين دونالد ترمب وشي جين بينغ، مشيرًا إلى أن الاتفاق يهدف إلى تهدئة الحرب التجارية التي ألقت بظلالها على الأسواق العالمية وأثارت مخاوف من تباطؤ اقتصادي واسع.
بكين تخفف القيود على المعادن النادرة
بموجب الاتفاق، ستصدر الصين تراخيص عامة تسمح بتصدير معادن العناصر النادرة والغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون والغرافيت، ما يعني الإلغاء العملي للقيود التي فرضتها بكين في أبريل 2025 وأكتوبر 2022.
وتعد هذه المعادن من الركائز الأساسية في الصناعات التكنولوجية، وهو ما جعلها ورقة ضغط رئيسية استخدمتها الصين في النزاع التجاري مع واشنطن.
هدنة تجارية بين ترامب وشي
في المقابل، ستُعلّق الولايات المتحدة بعض الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية لمدة عام إضافي، كما ستوقف خطط فرض رسوم بنسبة 100% على الصادرات الصينية إلى الأسواق الأميركية، والتي كان من المقرر تنفيذها في نوفمبر الجاري.
اللقاء الذي جمع ترامب وشي، وهو الأول وجهاً لوجه منذ بدء الولاية الثانية للرئيس الأميركي، شكّل نقطة تحول مؤقتة في مسار العلاقات بين البلدين. واعتبر المراقبون أن الاتفاق بمثابة 'هدنة تجارية' تعيد بعض الهدوء إلى الأسواق، وإن بشكل مؤقت.
تنازلات متبادلة
وافقت الصين أيضًا على تعليق القيود الواسعة على تصدير مغناطيسات العناصر النادرة، بينما خففت واشنطن من بعض القيود المفروضة على الشركات الصينية. كما شمل الاتفاق تخفيض الرسوم الجمركية على مادة الفنتانيل إلى 10% بدلاً من 20%، مقابل استئناف الصين شراء فول الصويا والمنتجات الزراعية الأميركية.
وذكرت واشنطن أن بكين ستشتري 12 مليون طن متري من فول الصويا خلال الموسم الحالي، على أن ترفع الكميات إلى 25 مليون طن سنويًا على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وأشار ترامب إلى إمكانية إلغاء كامل الرسوم المفروضة على الفنتانيل إذا واصلت الصين تشديد حملتها ضد تصدير المخدرات والمواد الكيماوية المستخدمة في تصنيعها، قائلاً: 'بمجرد أن نرى التزامًا فعليًا، سنلغي النسبة المتبقية البالغة 10%'.
اتفاق محدود المدى
ورغم أهمية الاتفاق في تهدئة التوترات، إلا أنه لا يعالج جميع القضايا العالقة بين البلدين، إذ يسري لعام واحد فقط ولا يتطرق إلى الملفات الجيوسياسية الكبرى مثل قضية تايوان أو الحرب الروسية في أوكرانيا.
وتضمن الاتفاق أيضًا موافقة ترمب على خطة تسمح لتحالف أميركي بشراء عمليات تطبيق 'تيك توك' التابع لشركة 'بايت دانس' في الولايات المتحدة، بينما لم تصادق بكين رسميًا بعد على الصفقة. كما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال الطاقة، حيث وافقت الصين على شراء النفط والغاز من ولاية ألاسكا.
ويُنظر إلى الاتفاق الجديد على أنه خطوة أولى نحو إعادة الاستقرار المؤقت للعلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين، لكنه لا يبدد بالكامل الخلافات العميقة التي لا تزال قائمة بين الجانبين.

























