اخبار البحرين
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٣ حزيران ٢٠٢٥
محمد أبو رزق - الخليج أونلاين
هل هناك أي خطر على دول الخليج من المفاعلات النووية الإيرانية؟
في حالحدوث أي خلل في تلك المفاعلات فدول الخليج ليست بعيدة عن الخطر.
هل لدى دول الخليج استعدادات لحدوث أي تسريب إشعاعي من إيران؟
سبق أن حثت دول الخليج طهران على ضرورة ضمان مطابقة منشآتها النووية لمعايير السلامة.
أعاد استهداف منشأة نطنز النووية في إيران لتخصيب اليورانيوم، والأضرار التي لحقت بها، المخاوف من خطورة انفجار أي من المفاعلات النووية الإيرانية وتأثيراتها على دول الخليج؛ من خلال تسريب المواد الإشعاعية، وذلك مع استمرار التوتر مع 'إسرائيل'.
وتهدد المفاعلات والمنشآت النووية الإيرانية دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة الكويت، بسبب افتقار تلك المنشآتلمعايير الأمان الكاملة، إضافة إلى تعرضها لهجمات متكررة بين حين وآخر.
ولا تخفيدول الخليج تخوفها من التأثيرات المتوقع حدوثها في حالة وقوع أي هجوم أو حادث أو زلزال في المنشآت النووية الإيرانية ووصول تأثيرها إلى مدنها وسكانهاوبيئتها؛ لكونها قريبة من إيران.
فقد جاء الاستنكار الخليجي للضربة الإسرائيلية سريعاً، حيث أعربت دول مجلس التعاون، في بيانات منفصلة، عن الإدانة الشديدة للهجمات، واعتبرتها 'تمثل انتهاكاً ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية'.
وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد حذر في مارس الماضي من أن أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية من شأنه أن 'يلوث بالكامل' مياه الخليج ويهدد الحياة في قطر والإمارات والكويت.
وأوضح في حوار مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون، إن من شأن هكذا هجوم أن يترك الخليج 'بلا مياه (صالحة للشرب) ولا أسماك ولا شيء… لا حياة'.
كما سبق أن حثت دول الخليج طهران على ضرورة ضمان مطابقة منشآتها النووية لمعايير السلامة الدولية والانضمام إلى اتفاقية السلامة النووية.
وشكلت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في عام 2012، لجاناً عليا لتقييم التأثيرات البيئية من مفاعل بوشهر النووي الإيراني على منطقة الخليج العربي، وإجراء الدراسات البيئية الدقيقة حول هذا الجانب.
منشأةنطنز
وتعد منشأة 'نطنز'، التي تعرضت لهجوم إسرائيلي صباح الجمعة (13 يونيو)، الكبرى من نوعها في إيران، حيث تبعد 260 كيلومتراً من مدينة كاشان بمحافظة أصفهان الإيرانية، وسبق أن تعرضت لعدد من الهجمات والحوادث في السنوات الماضية، ولم ترد حتى الآن أنباء عن حصول تلوث نووي بسبب الضربة.
وتضم المنشأة التي تقع في مدينة أصفهان، والمختصة في تخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة الطرد المركزي، نحو 50 ألفاً من أنابيب نقل الغاز المتطورة، مما يسمح بإنتاج كميات من اليورانيوم، وتتكون من 3 مبانٍ كبيرة تحت الأرض.
وسبق لهذه المنشأة أن تعرضت لعدد من الحوادث والهجمات؛ من بينها حريق اندلع العام 2020 في المنشأة، وادعت السلطات الإيرانية حينها أنه نجم عن عملية تخريب 'سيبرانية'، كما تعرضت لهجوم إسرائيلي عام 2021 تسبب بانفجار كبير أدى إلى تدمير كلي لنظام الطاقة الداخلي للمنشأة.
وفي عام 2010 تعرضت المنشأة، إلى جانب منشآت نووية إيرانية أخرى، لهجمات إلكترونية 'سيبرانية'.
تحديات أمنية
الخبير الأمني والاستراتيجيخالد الصلال، يؤكد أن المنشآت النووية الإيرانية في 'نطنز'، والمفاعلات النووية الإيرانية بشكل عام، تعد أكبر التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، وتحديداً دول الخليج الواقعة على الساحل الغربي.
وأما دول الخليج التي تشكل المفاعلات النووية خطراً عليها، فيوضح الصلال، في حديث سابق لـ'الخليج أونلاين'، أن الكويت أولها، فهي تبعد فقط 250 كيلومتراً عن أقرب مفاعل نووي إيراني.
وفي حالحدث أي هجوم أو خطأ أو خلل في المفاعلات النووية الإيرانية فستكون، وفق ما يقول الصلال، 'أمام تسريب نووي، حيث إن المياه ستحمل الملوثات النووية إلى شواطئ دول الخليج، وأول ما سيطول التلوث هو محطات تقطير المياه'.
وتدور حركة مياه الخليج العربي، وفق الصلال، عكس عقارب الساعة، أي من جهة إيران إلى سواحل الخليج.
ولا يستبعد الصلالأن تواجه دول الخليج في حالحدوث تسرب نووي في إيرانكارثة حقيقية؛ على رأسها مصدر المياه الوحيد الذي تعتمد عليهدول مجلس التعاون، وهو مياه بحر الخليج.
إجراءات السلامة
وإلى جانب الصلاليؤكد الباحث خالد عبد اللطيف التركي، أن إيران ترفض التوقيع والتصديق على المعاهدات والاتفاقيات الدولية الخاصة بالأمن النووي والسلامة النووية، وهو ما يجعل مفاعلات أبرزها منشأة 'بوشهر' قابلة وعرضة لكارثة نووية.
وتحتم المفاعلات النووية الإيرانية على دول الخليج، حسب دراسة للتركي نشرها عام 2012، إعداد وتطوير برنامج إقليمي للتعامل والتنسيق؛ مثل تشكيل هيئة عليا خاصة ضمن إطار الأمانة العامة لمجلس التعاونحول الخطورة القادمة من إيران.
ويرى أن دول الخليجتحتاج إلى إطلاق 'البروتوكول الخليجي الموحد للتعامل مع الطوارئ الإشعاعية، وذلك للتعامل مع كل السيناريوهات المحتملة؛ لكون التسريب الإشعاعي لا يعرف حدوداً جغرافية ولن يقتصر على دولة بعينها.
كما توصي دراسة التركيدول الخليجبالتعاون والتواصل مع المنظمات الدولية المتخصصة؛ مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الصحة العالمية، خاصة أنلديهم البحوث والبرامج الخاصة بالتعامل مع الإشعاعات النووية.
ولمواجهة الخطر القادم من إيرانتوضح دراسة التركيأن دول الخليج عليها الاستعانة والاستفادة من الخبرات الدولية المتخصصة، خاصة من تجارب الدول التي عانت سابقاً من مثل تلك الأحداث؛ مثل اليابان وأوكرانيا وبيلاروسيا.
وتطالبدراسة التركيدول الخليجبإعداد خطط طوارئ رسمية طبية وصحية على أعلى مستوى للتعامل مع أي حدث طارئ، وإعداد وتنفيذ برامج تدريبية للأطقم الطبية، وتوفير القاعدة العلمية والبيانات والمدونات والنماذج الخاصة بكل ما يتعلق بالتسمم الإشعاعي وأعراضه المرضية.
وتوصي الدراسة دول الخليجبتنظيم وإجراء مناورة تجريبية عملية حية مشتركةبين دول مجلس التعاون حتى يمكن معرفة وإدراك مدى الجهوزية ومدى التعاون والتواصل والتفاعل البيني الإقليمي الخليجي.