اخبار الإمارات
موقع كل يوم -وطن يغرد خارج السرب
نشر بتاريخ: ٦ أيار ٢٠٢٥
وطن – في وقتٍ يغلي فيه المشهد الليبي بالصراعات والانقسامات الداخلية، تتسلّل تطورات خطيرة من خلف الكواليس، تُنذر بفتح صفحة جديدة من التطبيع مع إسرائيل، وهذه المرة برعاية إماراتية وتواطؤ معلن من شخصيات محورية في الشرق الليبي.
الصحفي الليبي البارز محمود المصراتي، المقرب من دوائر نفوذ خليفة حفتر، فجّر مفاجأة حين أكّد أن نجل الأخير، صدّام حفتر، عقد لقاءات مباشرة مع مسؤولي جهاز الموساد الإسرائيلي، بدعم إقليمي مصدره الإمارات.
الصفقة، حسب المصراتي، تضمنت وعودًا سياسية ومظلة عسكرية دولية، بالإضافة إلى فتح بوابات دبلوماسية لتمهيد طريق حفتر الابن نحو كرسي الحكم، بشرط القبول بتطبيع تدريجي مع الاحتلال الإسرائيلي، يبدأ باتصالات سرية وقد ينتهي بتعاون استخباراتي علني.
المفارقة أن هذه المعطيات لم تُقابل بأي نفي أو توضيح من معسكر الرجمة، ولا حتى من البرلمان الداعم له أو الإعلام الموالي، ما يعزز الشكوك حول صحّتها ويدفع للتساؤل: هل يتم جرّ ليبيا إلى مربع التطبيع قسرًا؟
وما يعمّق الجرح الشعبي هو المقارنة القاسية بين ما واجهته نجلاء المنقوش – وزيرة الخارجية السابقة – من إقالة وهجوم شعبي بسبب لقاء غير رسمي، وبين صمت كامل إزاء لقاءات حفتر مع الموساد، ما يكشف عن كيل بمكيالين وتوظيف سياسي انتقائي.
تأتي هذه التطورات في سياق مشروع أوسع تنفذه أبوظبي، لدفع الدول الهشة سياسيًا نحو التطبيع، مقابل وعود بالاستقرار والدعم، وهو ما اعتبره مراقبون 'ابتزازًا ناعمًا' يهدد سيادة ليبيا وهويتها القومية.
في النهاية، تبدو ليبيا أمام خيارين: إما لحظة وعي وطني ترفض التبعية، أو استسلام صامت لتحوّل البلاد إلى ورقة في يد الإمارات و'الموساد'.