اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الإمارات اليوم
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، افتتح سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، الدورة الـ11 من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر، التي ينظمها المجلس الأعلى للطاقة في دبي وهيئة كهرباء ومياه دبي والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، في مركز دبي التجاري العالمي، يومي الأول والثاني من أكتوبر 2025، وتعقد هذا العام تحت شعار «الابتكار المؤثر: تسريع مستقبل الاقتصاد الأخضر».
ألقى الكلمة الافتتاحية للقمة نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي رئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، سعيد محمد الطاير، بحضور لفيف من الوزراء وكبار المسؤولين، وممثلي منظمات دولية، وخبراء ومتخصصين في مجالات الاقتصاد والطاقة والاستدامة وأكثر من 100 متحدث من مختلف أنحاء العالم.
وفي كلمته الافتتاحية، أشار سعيد محمد الطاير إلى أن القمة العالمية للاقتصاد الأخضر تأتي امتداداً لمسيرة الريادة التي تنتهجها دولة الإمارات العربية المتحدة وجهودها المتواصلة في العمل المناخي العالمي، لافتاً إلى أن شعار دورة هذا العام من القمة يعد خارطة طريق لعمل مناخي يتسم بالشمولية والعدالة ويستشرف آفاق المستقبل، مؤكداً أن الابتكار الحقيقي هو المحرك الرئيس لتطوير حلول فعّالة ومستدامة لمواجهة تحديات التغير المناخي والوصول إلى ممارسات مناخية مستدامة تستشرف المستقبل وتصنعه.
وقال الطاير: «بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، حققت دولة الإمارات المرتبة الثانية عالمياً والأولى إقليمياً في تصنيف أفضل الدول في الذكاء الاصطناعي لعام 2025، وفقاً لتقرير حديث صادر عن شركة (تي آر جي) الأميركية المتخصصة في حلول مراكز البيانات، ومن المتوقع أن تصل مساهمة الذكاء الاصطناعي في اقتصاد دولة الإمارات إلى نحو 350 مليار درهم بحلول 2030، بما يعادل 14% من الناتج المحلي الإجمالي، الأمر الذي يعزز الحاجة لتوفير بنية تحتية قوية ومرنة ومستدامة، وتكتسب الطاقة النظيفة والمتجددة أهمية متزايدة باعتبارها ركيزة أساسية للاقتصاد العالمي الجديد، ففي الربع الأول من عام 2025، بلغ حجم الاقتصاد الأخضر العالمي 7.9 تريليونات دولار، مسجلاً إيرادات تفوق خمسة تريليونات دولار للمرة الأولى، ومن المتوقع أن يواصل هذا الاقتصاد نموه بمعدل سنوي مركب يبلغ 15.6%، ليصل إلى نحو 30 تريليون دولار بحلول عام 2033».
وأوضح أن الاستثمار في تحول الطاقة منخفضة الكربون نما بنسبة 11% ليصل إلى مستوى قياسي قدره 2.1 تريليون دولار في عام 2024، وفقاً لتقارير عالمية متخصصة. ويعكس هذا الزخم العالمي توجهاً واضحاً نحو تعزيز الطاقة النظيفة والمتجددة، إذ من المتوقع أن ترتفع قدرة توليد الطاقة المتجددة بنسبة 84% خلال السنوات الخمس القادمة حتى عام 2030، مع توقعات بتضاعف هذه القدرة بحلول عام 2050.
وتابع الطاير: «في دبي لم نكن جزءاً من هذا التحول فحسب، بل كنا في طليعته، فقد تجاوزنا الأهداف الموضوعة، حيث وصلت نسبة الطاقة النظيفة إلى 21.5% من إجمالي مزيج الطاقة، ونحتفي اليوم بمرور 10 سنوات على إطلاق أول مشروع بنظام المنتج المستقل للطاقة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، ويعد المجمع نموذجاً عالمياً رائداً يؤكد التزامنا بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050»، وأضاف: «يسعدنا الإعلان أنه بحلول عام 2030 ستصل القدرة الإنتاجية للمجمع إلى أكثر من 8000 ميغاواط، حيث كان المخطط الأصلي 5000 ميغاواط، وتقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 8.5 ملايين طن سنوياً، وبذلك ستصل نسبة الطاقة النظيفة إلى 36%، علماً بأن المخطط الأصلي كان 25%، وبفضل تبنينا للتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتقنيات تتبع الشمس، نجحنا في مضاعفة كفاءة الألواح الكهروضوئية في مشاريع المجمع من 11% إلى 24%، ما زاد الإنتاج دون الحاجة لمساحات إضافية، كما تقلصت المساحة المطلوبة لإنتاج 100 میغاواط من (2 كم²) إلى (1 كم²) فقط، ما يؤكد الدور المحوري للابتكار في تسريع التحول نحو مستقبل مستدام».
وفي كلمة بعنوان «من التغريد إلى التغيير»، تحدثت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، عن دور الشباب ومنصات التواصل الاجتماعي في مكافحة التغيرات المناخية والبيئية حول العالم، حيث أصبح الشباب أكثر وعياً وفاعلية عبر المنصات الرقمية، مشيرة إلى أن دراسة استقصائية لمجلس الشباب العربي للتغير المناخي في عام 2008 أوضحت أن نسبة الشباب العربي المهتم بقضايا المناخ 11%، بينما في أحدث دراسة لهم ارتفعت هذه النسبة إلى 68%.
وقالت: «في قلب أبوظبي تقف غابات القرم شاهداً على جمال الطبيعة وعطائها، هذه الغابات لم تكن مجرد أشجار بل كانت درعاً يحمي السواحل، وبيتاً يؤوي الطيور والكائنات، لكنها مثل ثروات بيئية كثيرة، واجهت خطر التراجع بسبب التوسع والضغط البشري، وقد شارك أبناء الإمارات متطوعين، طلاباً وعائلات في حملات التشجير وزرعوا آلاف أشجار القرم، وشاركوا صورهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليقولوا للعالم: نحن لا نتحدث عن الاستدامة فقط، نحن نعيشها فعلاً. لم تكن تلك الحملات مجرد نشاط بيئي، بل كانت رسالة واضحة: أن الإمارات قادرة على بناء مدن حديثة، وفي الوقت نفسه أن تحافظ على طبيعتها وتنوعها. وهكذا أصبحت غابات القرم رمزاً لتكامل الإنسان مع البيئة، ورمزاً لدور الشباب في حماية المستقبل. اليوم حين نتحدث عن غابات القرم، فإننا لا نصف منظراً طبيعياً فقط، بل نؤكد التزاماً أن بيئة الإمارات أمانة، وأننا جميعاً سنعمل على صونها من أجل أجيال الغد، ولم يكن هذا مجرد نشاط بيئي، بل كان إعلاناً عن وعي جديد.. وعي يقول: نستطيع أن نستهلك بحكمة، نستطيع أن نحمي سواحلنا، أن نحمي كائناتنا البحرية، أن نحمي مستقبلنا».