اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٦ نيسان ٢٠٢٥
سلمى حداد - الخليج أونلاين
- انعقاد مؤتمر دراسات الخليج للعام 2025 في جامعة جورجتاون بمشاركة خبراء من 24 دولة.
- تناول المؤتمر ملفات الأمن، الاقتصاد، الطاقة، والتحالفات الإقليمية.
- أكدت الكلمات والأوراق البحثية عمق الشراكة الخليجية-الأمريكية وأهمية إشراك الخليج في قضايا المنطقة.
في وقتٍ تزداد فيه أهمية الخليج العربي على الساحة الدولية، يبرز 'مؤتمر دراسات الخليج' كأحد أهم الفعاليات الأكاديمية التي تُعنى بفهم التحولات العميقة في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
المؤتمر الذي ينظمه منتدى الخليج الدولي في واشنطن سنوياً، يُعد منصة فكرية تجمع بين نخبة من الباحثين والأكاديميين وصناع القرار لمناقشة أبرز القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه دول الخليج.
ويتميز المؤتمر بقدرته على جمع أطياف متعددة من الخبراء والمهتمين من مختلف دول العالم، حيث يشارك فيها باحثون من جامعات مرموقة، وطلاب دراسات عليا، إلى جانب خبراء متخصصين في شؤون الخليج، مما يخلق مساحة حوار علمي رصين يتجاوز الحدود الجغرافية.
وتشمل محاور النقاش ملفات حساسة مثل أمن الطاقة، والاقتصاد الخليجي، والتحولات الاجتماعية، ودور الشباب والمرأة، والتغيرات في العلاقات الدولية لدول مجلس التعاون الخليجي.
والهدف من ندوة دراسات الخليج لا يقتصر على تبادل الرؤى، بل يتعداه إلى إنتاج معرفة علمية تخدم صناع القرار وتساهم في بلورة استراتيجيات مستقبلية لدول المنطقة.
كما أنها تدعم الباحثين الجدد وتوفر لهم مساحة لعرض أبحاثهم وتوسيع شبكاتهم المهنية.
وتُبرز ندوة دراسات الخليج أن القضايا الخليجية ليست شأناً إقليمياً فحسب، بل هي جزء من معادلة الأمن والاستقرار العالمي، خصوصاً في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة وتحديات الطاقة والمناخ والتحول الاقتصادي.
أحدث ندوة دراسات الخليج
وهذا العام أُقيمت ندوة دراسات الخليج الثانية يومي 11 و12 أبريل الجاري في جامعة جورجتاون بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
ونُظم المؤتمر بالتعاون بين منتدى الخليج الدولي ومركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورجتاون، وشارك فيها باحثون ومختصون من 24 دولة.
وتناول 10 ورشات عمل غطّت سبعة محاور رئيسية، من بينها الدفاع والأمن، والاقتصاد والابتكار، والجغرافيا السياسية، وسياسات الطاقة، والحكم والإصلاح.
كما شهد مشاركة مؤسسات بحثية بارزة مثل مركز دراسات الخليج بجامعة قطر ومركز الشرق الأوسط للشؤون العالمية.
وحضر المؤتمر عدد من المسؤولين الأمريكيين، وأعضاء من الكونغرس، وممثلون عن مراكز الأبحاث، وأكاديميون وطلاب من جامعة جورجتاون، مما يعكس أهمية الحدث في تعزيز الحوار الأكاديمي والدبلوماسي بين الجانبين.
تطور العلاقات الخليجية الأمريكية
وكان للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي كلمة خلال المؤتمر، كشف فيها عن وجود أكثر من 37 ألف طالب من دول المجلس في الجامعات الأمريكية حالياً.
وأكد البديوي أن مجلس التعاون أصبح نموذجاً للاندماج والمرونة والقيادة المستقبلية، حيث يبلغ عدد سكانه أكثر من 57 مليون نسمة، نصفهم تقريباً تحت سن الثلاثين، مما يجعله منطقة طموحة ومهيّأة.
وأشاد بالشراكة الأمريكية- الخليجية التي امتدت لأكثر من أربعة عقود، سعى خلالها الجانبان إلى صنع وتعزيز شراكة متينة ومستمرة، قائمة على الثقة المتبادلة والقيم المشتركة والمصالح المتقاربة.
وتطرق البديوي إلى العلاقات الاقتصادية والازدهار المشترك بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، موضحاً أن التجارة بين الجانبين تجاوزت 90 مليار دولار في عام 2023.
وأشار إلى أن الصادرات الخليجية تسهم في استقرار أسواق الطاقة العالمية وسلاسل الإمداد، مؤكداً أن الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة عميقة ومتنوعة، والشركات الأمريكية تتوسع في أسواق الخليج.
ولفت إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لدول مجلس التعاون بلغ نحو 2.1 تريليوني دولار في عام 2023، والتقديرات تشير إلى أنه قد يصل إلى 6 تريليونات بحلول عام 2050.
وأفاد بأن صناديق الثروة السيادية تدير أكثر من 3.2 تريليونات دولار، في حين يتجاوز الاحتياط الأجنبي 700 مليار دولار. وأضاف: 'على الرغم من ريادتنا العالمية في النفط والغاز، فإن رؤيتنا تتعدى ذلك، فدولنا تستثمر في الطاقة النظيفة، والذكاء الاصطناعي، والاقتصادات الرقمية، واستكشاف الفضاء، واستراتيجياتنا للتنويع طموحة، وطموحاتنا عالمية، والتزامنا بالاستدامة طويل الأمد لا يتزعزع'.
وأكَّد الالتزام الدائم والراسخ لدول مجلس التعاون على أعلى مستويات القيادة؛ لتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في العلاقات الثنائية والمتعددة، في الحكومات والقطاع الخاص، في القضايا الاستراتيجية والإنسانية.
واعتبر أن الشراكة بين دول المجلس والولايات المتحدة ليست مجرد اتفاقيات، بل علاقة مبنية على القيم، ومعززة بالتجارب، ومسترشدة بهدف مشترك.
أوراق بحثية ونقاشات
خلال المؤتمر طرح رئيس مركز 'طروس' للدراسات محمد الثنيان، برفقة الطالب الكويتي في الولايات المتحدة ثنيان الثنيان، رؤية استراتيجية لدور مجلس التعاون الخليجي في حل النزاعات الدولية بجامعة جورج تاون في واشنطن.
وقدَّم الثنيان ورقة بحثية بعنوان 'الدور الاستراتيجي للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في حل النزاعات الدولية'.
وفي الورقة عرض الثنيان مشروعاً خليجياً سيعزز من فاعلية مجلس التعاون الخليجي، ويسهم في الاستقرار.
ويقوم المشروع على مرتكزات أساسية، أبرزها: قيم سياسية مشتركة، وتكامل اقتصادي، وتكامل ثقافي واجتماعي، وتشكيل كيان سياسي قوي يدعم حل الدولتين للقضية الفلسطينية وسيادة الدول العربية وعدم التدخل في شؤونها.
وأوضح أن المرتكزات تبدأ بالقيم السياسية التي تعزز مبادئ الحوكمة، أو التوافق على سياسات مشتركة تحترم خصوصيات كل دولة.
وحول الركيزة المتعلقة بالكيان السياسي، بيَّن الثنيان أنها 'تحالف دولي يدعم حل الدولتين المبني على دعم القضية الفلسطينية عبر حل سياسي يضمن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، واحترام سيادة الدول العربية'.
وشدد على ضرورة مشاركة دول مجلس التعاون في المفاوضات الأمريكية - الإيرانية بشأن البرنامج النووي، مؤكداً أن غياب دول الخليج عن هذه المفاوضات قد يهدد أمن المنطقة.
كما عقدت جلسة نقاش حول العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي في ظل التحولات الكبرى في القوة.
وشارك في هذه الجلسة وجلسات أخرى متعددة خلال المؤتمر الخليجي الكاتب الأمريكي ستيفين رايت وشابان كرداش، أستاذ السياسة الخارجية والأمن في مركز دراسات الخليج بجامعة قطر، وديفيد ديس روش، الخبير في سياسات الدفاع والأمن بجامعة الدفاع الوطني الأمريكية، وعبد الله الصباح، الباحث الكويتي في الاقتصاد والرعاية الصحية.
كما شارك مراد أصلان، المتخصص في شؤون الأمن والاستخبارات من جامعة حسن كاليونجو، ومهران حقيريان، مدير المبادرات الإقليمية في مؤسسة 'Bourse & Bazaar'، إلى جانب د. فادي حيلاني، أستاذ السياسات الثقافية، ومهند سلوم، الباحث في الأمن النقدي بمعهد الدوحة للدراسات العليا.
وفي نقاشات أخرى قدم طالب الدراسات العليا في تحليلات الأعمال والتسويق خليفة خالد المزي، ورقة بحثية تناول فيها تطور دور الكويت الوسيط في أزمات المنطقة.
تضمن المؤتمر أيضاً جلسات نقاشية أخرى تحدثت حول العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا، وإعادة التحالفات الإقليمية، وتداعيات حرب غزة، وتحولات السياسة الخارجية الأمريكية، والعلاقات الثقافية والتعليمية العميقة التي تُشكّل الشراكة المتطورة بين الخليج والولايات المتحدة.