أسدل القضاء المغربي الستار على نزاع قضائي دام أكثر من خمسة عشر عاما بين مجموعة 'ينا هولدينغ' وشركة Fives FCB الفرنسية، بإصدار حكم نهائي بتاريخ 15 ماي الجاري يقضي برفض جميع مطالب الشركة الفرنسية، وهو ما اعتُبر انتصارا قانونيا لمجموعة 'ينا'، ورد اعتبار معنويا لإرث مؤسسها الراحل الحاج ميلود الشعبي.

وتعود فصول القضية إلى شراكة أُبرمت بين الطرفين في إطار مشروع لإحداث مصنع إسمنت، التزمت فيه الشركة الفرنسية بتوفير المواكبة الفنية والاستثمار الضروري، غير أن المشروع تعثّر، وفق معطيات الملف، بسبب عدم التزام Fives FCB ببنود الشراكة، ما دفع 'ينا أسمنت' إلى وقف التنفيذ.

الحكم، الذي جاء بعد سنوات من التقاضي، وُصف من قبل مهتمين بالشأن القانوني بأنه يُكرس استقلال القضاء المغربي وقدرته على الفصل في القضايا الاقتصادية المعقدة، بعيدا عن التأثيرات الجانبية، لا سيما بعد محاولات إعلامية قادتها جهات فرنسية للتأثير على مجريات الملف، عبر تصريحات وتصريحات مضادة رُوّج لها في منابر صحفية مغربية ناطقة بالفرنسية، قبل يوم واحد من النطق بالحكم.

وفي تعليقه على الحكم، قال المستشار في التواصل عز الدين الصادقي، في تصريح خص به جريدة 'العمق'، إن 'هذا الحكم ليس فقط انتصارا قضائيا، بل هو انتصار رمزي لمنظومة العدالة في المغرب، وللقيم التي دافع عنها الراحل ميلود الشعبي، من التزام، ومصداقية، وحرص على المسؤولية'.

وأضاف الصادقي أن 'ما أثار الاستغراب هو الطريقة التي تم بها توظيف بعض المنابر الإعلامية لمحاولة التأثير على الرأي العام، من خلال منح مساحات واسعة لمسؤولي الشركة الفرنسية لتقديم روايتهم بشكل أحادي، وإغفال وجهة نظر الطرف المغربي، بل واتهام الحكم المحتمل حينها بتهديد مناخ الاستثمار في المغرب'.

وأكد أن 'شركة Fives FCB لم تكن مستثمرة فعلية بالمغرب كما أُشيع، بل طرف تعاقدي لم يحترم التزاماته، ما أعطى لمجموعة ينا أسمنت مبررا قانونيا لإنهاء الشراكة، وهي معطيات وثّقتها المحاضر والمراسلات الرسمية المعروضة على القضاء'.

وختم الصادقي تصريحه بالقول إن 'المرحوم ميلود الشعبي بنى اسمه ومكانته بثبات وعصامية، وما تعرض له من تشويش خلال هذه القضية كان قاسيا ومؤلما، لكن الحكم أعاد الأمور إلى نصابها، ومنح بعض الطمأنينة لروحه ولأسرته ولمجموعته الاقتصادية'.